تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأن مع العسر يسراً:.

كما قال جل وعلا: {سيجعل الله بعد عسر يسراً}، فمهما ينزل بامرئٍ من شدة يجعل الله بعدها فرجاً ولن يغلب عسرٌ يسرين.قال تعالى: {إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً} والخطاب فيه تأكيد من الله عز وجل.

ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر:

1 / أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين، وتعلق قلبه بالله وحده، وهذا حقيقة التوكل، والله يكفي من توكل عليه {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.

2 / إن المؤمن إذا استبطأ الفرج وأَيِسَ منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة: لو كان فيك خيراً لأُجبت، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير الطاعات، فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه، واعترافه له بأنه أهل لما نزل به من البلاء، فلذلك تُسرع إليه حينئذٍ إجابة الدعاء وتفريج الكرب.

قال صلى الله عليه وسلم:"إن العبد ليحرم الرزق من الذنب يصيبه " ... إذاً فتفريج الكربات وتيسير الأمور مداره على الأعمال الصالحة، وقد قال عز من قائل في قصة يونس عليه السلام: {فلولا أن كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}. وفي قصة زكريا يقول عز وجل: {فاستجبنا له ووهبنا له يحي وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً، وكانوا لنا خاشعين}.

أخيراً:نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الحافظين لأوامره، الذاكرين له المتعرفين عليه في الرخاء والشدة، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

للفائدة:

للأستاذ دكتور: فالح الصغير سلسلة كتب: أحاديث في الدعوة والتوجيه ومن ضمنها شرح كامل لهذا الحديث. حقيقة هي جديرة بالقراءة لروعتها وسعرها زهيد جداً أمام ما تحمله من خير ... نسأل الله أن يجزي الجميع خيراً، وأن يجعل عمل الجميع في ميزان حسناتهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير