تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منها: اي اذا امتلكوا الوعي و الارادة و الفعل اللازم للتدخل .. و هكذا فأن الزبد قد يذهب، بعد ان يكون قد علا، لكن زبدا آخرا سيأتي، و يأتي .. و يظل يأتي، ما لم يحدث تدخل يخرج ما ينفع الناس من مكوثه في باطن الارض ..

و الذي يحدث الان، ان "الباطل " لم يعل فحسب، بل ان هناك تدخل واضح لاستبقاء الزبد و جعله هو الرابي دائما و هو المهيمن .. اي ان اهل الحق لا يتدخلون بأعتبار ان الزبد سيذهب جفاءا، اما اهل الباطل فهم يعملون على ابقائه في القمة .. و هذا يفسر تزايد الزبد و علوه طبعا ..

* * *

أكثر من هذا أن الآية الكريمة نفسها توضح أهمية الفعل الإنساني في إذهاب الزبد و إزالته فما تشير إليه الآية " و مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله" فلفظة "مما يوقدون عليه" تشير إلى وجود "فاعل" هو الإنسان الذي سيوقد من اجل تنقية المعادن – من الحديد أو النحاس أو الذهب و الفضة، ابتغاء الحلية أو المتاع كما توضح الآية- و كلها يعلوها "زبد" لن يذهب الا بالفعل الإنساني الملتحم بالمشروع الإلهي و أوامره ..

مفهوم الآية إذن، هو العكس والضد التام مما يرونه فيها، الآية تقول إن الباطل يعلو (يربو) – ولو لفترة من الزمن، ويعني ذلك، أن عليك أن تتصدى، لكي تفهم الآخرين أن ليس كل ما يعلو التيار هو صحيح – ذلك أن السيل سيأتي بزبد آخر، وآخر، وآخر، كلهم سيكون (رابياً) – كذلك فإن الكثيرين سينخدعون به ..

أما (الحق)(ما ينفع الناس) فهو يحتاج أيضاً إلى فعل وتدخل، لأنه غالباً ما يكون يحتاج إلى إظهار، في باطن الأرض .. يحتاج إلى استخراج وتنقيب وتمحيص وعمليات تنقية ..

وفي الحالتين، فإن المؤمنين بنظرية الزبد، ممن يقولون أن لا داعي للقلق، سيجدون أنفسهم وقد جرفهم السيل، قد يعتري بعضهم بعض القلق، لكنهم سيتهامسون أن لا شيء يهم، إنه فقط الزبد ..

بينما الآية الكريمة تقول لنا، في الحقيقة، ان نعمل على اذهاب الزبد .. كي لا نذهب نحن كزبد ..

25\ 1\2008

من جريدة العرب القطرية

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير