تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أمواتكم هل ضحي عن أمواته هذا هو محل الحكم وهذا مناط الحكم إذاً ما بالنا نجعل في البيت الواحد عشر ضحايا أو أقل أو أكثر لأموات في سنة لم ترد عن رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم إذا كان عند هؤلاءِ فضل مال فنقول إن أضحية قِيمّ البيت كافية عن الجميع فلا تتجاوزوا سنة رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم أنتم خيرُ? أم رسول الله أنتم أكرم أم رسول الله أنتم أحب في الطاعة من رسول الله هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين والله لسنا أكرم من رسول الله ولا أعلم بما يحب الله ولا أسبق لما يحب الله بل رسول الله صلي الله عليه وسلم أكرم الخلق على الإطلاق وأحب ما يكون للخير فنقول يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته بشاة واحدة ومن عنده فضل مال فليسعف به إخوانه المسلمين في البوسنة والهرسك وغيرها من بلاد المسلمين هناك أناس فقراء لا يأكلون إلا ورق الشجر إن تهيئ لهم هناك أناس عراة لا يتقون برداً ولا حرا فما بالنا نحرم هؤلاءِ مما أعطانا الله ثم نسرف به وقد قال الله عز وجل ? والله لا يحب المسرفين? نقول لهؤلاءِ الذين يحرصون على أن ينفعوا أمواتهم ابذلوا هذه الأموال في غير الأضحية ابذلوها في الصدقة تصدقوا على إخوان لكم يموت من الجوع منهم عدد كثير أيها الأخوة أدعوكم ونفسي إلى إتباع السنة لا إلى إتباع العاطفة أدعوكم ونفسي إلى أن يترسم الخطى إمامنا وقدوتنا وأسوتنا محمد صلي الله عليه وسلم وألا نتجاوز ما فعل وألا نسرف فيما لا يحب الله الإسراف فيه إن بعض الناس يعتمدون على حديث ضعيف أن الأضحية في كل شعرة منها حسنة وهذا لا يصح عن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم أهم شيء في الأضحية أن ينهر الدم ابتغاء وجه الله وتعظيما لله عز وجل هذا وهو المهم قال تعالى? لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ? (الحج: 37) هذا الذي يناله الله أن نتقي الله عز وجل في التقرب إلى الله تعالي بذبحها وذكر اسم الله عليها وان نتمتع بالأكل منها نحن وأولادنا وجيراننا وإخواننا وفقراءنا وأعظم من ذلك وأدهى أن من الناس من يرسل الوصايا التي في أوقاف أمواته إلى بلاد أخرى يضحي بها فكيف يسوغ ذلك لنفسه الوصي وكيل والوكيل لا يجوز أن يتصرف فيوكل إلا بإذن موكله والإذن هنا مستحيلاً ثم إن الأموات يظهر من قصدهم فيما أوصي به من الضحايا يظهر من قصدهم أنهم أرادوا أن يتمتع من خلفهم بهذه الأضحية يأكلون ويسمون على الأكل ويحمدون الله على الأكل ويدعون للأموات هذا هو القصد من وصية الموصين لا أن تذبح من وراء البراري والبحار فيا عباد الله لا تنسابوا وراء العاطفات عندكم العلماء اسألوهم فإن ما يبني على العلم والبرهان هو العبادة الصحيحة وأما ما يبني على الظن الوهم والعاطفة التي لا مستند لها لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم ولا من سنة الخلفاء الراشدين أنها باطلة لقول النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد خلاصة قولي في هذه الخطبة أنني أقول من كان عنده ضحايا فلا يرسلها لا إلى للبوسنة والهرسك ولا إلى غيرها من البلاد بل يضحي بها في بلده إظهاراً لشعائر الله وإتباعاً لسنة رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم وحصولا للمصالح العظيمة التي ذكرنا أنه إذا أرسلها خارج البلاد فإن هذه المصالح تفوت هذه واحدة ثانياً الإسراف في الأضاحي لا داعي له فالأضحية الواحدة تكون للرجل عنه وعن أهل بيته كافية ومن كان عنده فضل مال وأراد أن ينفع أمواته فل يتصدق به على من كانوا في بلاد أخرى محتاجين للصدقة أكثر ممن كانوا في بلادنا ثالثاً أقول ذكرنا أن الإنسان إذا أراد أن يضحي فإنه لا يأخذ من شعره ولا ظفره ولا من بشرته شيء من حين أن يدخل شهر ذي الحجة إلى أن يضحي و أما من يضحي عنه فلا حرج فليأخذوا من ذلك ما شأوا فأهل البيت مثلاً إذا كان قيم البيت يريد أن يضحي عنهم لا حرج عليهم أن يأخذوا من شعورهم و أظفارهم لأن النبي صلي عليه وسلم إنما قال (وأراد أحدكم أن يضحي) (7) ولم يقل أن يضحي أو يضحي عنه ولأن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم لم ينقل عنه أنه قال لأهله وهو يريد أن يضحي عنهم لم ينقل عنه أنه قال لا تأخذوا من شعوركم وأظفاركم وأبشاركم شيئاً والأصل براءة الذمة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير