[عشرون جنيها]
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 12:53 ص]ـ
الحمد لله واشهد الا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه ومن والاه
ثم اما بعد
نبدأ مستعينين بالله ما نحن بصدده
قصة قصيرة
[عشرون جنيها]
نعم هذا اسمي كلكم تعرفونني طبعا فأنا من عائلة الجنيه ومن ذا الذي يجهلني
كل الناس يحبونني ويخطبون ودي انا وأخواتي
لكن للاسف هناك من يشوش علي سمعتنا بكلام باطل ويقول اننا اصل الشرور وما دري هذا المسكين اننا مجرد وسيلة بيد الناس ننفع من يريد النفع ونضر من يريد الضر
الا تصدقونني؟!
ساحكي لكم مغامرة من مغامراتي فأنا في كل لحظة لي مغامرة وهذه المغامرة وقعت لي بالامس
سأحكي لكم قصتي في الاربع وعشرين ساعة الماضية
في تمام الساعة التاسعة صباحا كنت في يد صراف البنك يعدني مع اخريات من أخواتي ويسلمني لرجل صلعته تغطي معظم رأسه وهو صراف ايضا في احدي الشركات فيأخذني هذا الصراف مع الباقي ويركب عربة اشبه بالمصفحات و كان بجانبه ثلاثة رجال شابان قد ملئا شبابا وآخر نظارته تملأ وجهه
وانطلقت بنا السيارة حتي وقفت أمام بوابة كبيرة مغلقة وبعد ثوان فتحت البوابة ودخلنا الشركة وبعد ان اخرجني الصراف من الحقيبة ووضعني في خزنة -والخزن الحديدية هي اغلب مسكني -ولا اكاد اخرج من مكان مظلم الا وجدتني في آخر ربما يكون اشد ظلاما المهم اخرجني هذا الصراف من خزنته بعد حبسي عنده لمدة ساعتين ليعطيني لرجل اشحب اللون فيدسني هذا الاشحب في جيبه ويمضي بي خطوات الي مكتبه وما يكاد يجلس علي كرسيه الا وصوت يناديه - صباح الخير يا استاذ محمد فيجيبه
-تعال يا سيدي خذ فاذا بيده تخرجني من جيبه وبها بعض الرعدة فيعطيني لرجل رائحة القهوة تفوح من ثيابه فيلتقطني من يده بسرعة كأنما يخشي ان يعيدني لجيبه ثانية فيأخذني ويدسني في جيبه مع أخريات من أقاربي لكن من الطبقة الدنيا وقد جار عليهم الزمن فكادوا يذوبون في جيبه وانطلق بنا الي خارج ابواب الشركة الي محل به من صنوف البقالة الكثير فيسلمني الي صاحب المحل التي تبدو عليه علامات الطيبة ويختصني دون غيري فيضعني في جيب مستقل حتي سمعت أذان الظهر وانا بداخله فأخذني معه للصلاة
فلما فرغ من صلاته اذا به يقابل رجلا بلحية بيضاء قصيرة فيعطيني اليه ويقول: هذه كفالة الشهر يا حاج حسن فيأخذني بلطف ويقول له بارك الله فيك وما ان يعود الحاج حسن الي مقر الجمعية الشرعية الملاصق للمسجد الا وتأتيه امرأة في الاربعين من العمر علامة البؤس بادية عليها فتأخذني معها الي بيتها وقبل وصولها تعرج علي صاحب محل بقالة فتسلمني اليه فما يلبث ان يأخذني الا ويخطفني ابنه قائلا "مصروفي" فيجيبه "اتفضل" فيدسني في جيبه ثم يسرع الي ناحية ضيقة ثم الي شباك بال وينادي بصوت خافت "معلم بصار"-”من" -”الحصة" فيلقيني الي يد طويلة رفيعة رائحتها مميزة فيأخذني فيلقيني في درج مع كثيرات من فصيلتي وحبسنا الي ان أتي المساء فأخذنا ونظمنا ووضعنا في جيبه ثم ركب سيارته الي ان وصل الي مكان ناء ليس فيه الا بيت يسمع الصخيب منه فولجه واذا راقصة تتهادي علي وتيرة الطبل فألقاني مع غيري علي صدرها لكني وقعت علي الارض فلقطتني يد فوضعتني داخل طبلة في خفة يد ما لبثت ان أخرجتني واعطتني لآخر خبأني في جيبه وبعد فترة اذا به يخرجني ليعطيني لسائق "تاكسي" ركبه ليعود الي منزله وظللت في درج السائق الي ان اصبح الناس واضحوا وعند تمام التاسعة اذا به يدخل بي الي نفس الصراف الذي فارقته بالامس ليضعني في مغامرة أخري
هل أنا جانيةام مجني عليها
ابوهمام 15 - محرم 1429
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 02:04 م]ـ
قصة رائعة و فكرة جميلة , أغبطك على أسلوبك القصصي المميز.
نتلهف لمزيدٍ من الإبداع ,,,
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 04:08 م]ـ
شتان بين من دفع بها إلى من يحتاجها , وبين من رمى بها على .....
نسأل الله أن يعيننا على ما يرضيه من الطيبات
أسلوبك ماتع
فسلمت يمينك
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 05:57 م]ـ
جزاكما الله خيرا
اثلجتما صدري