تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ملك مقابل ماء]

ـ[بثينة]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 10:32 م]ـ

:::

السلام عليكم

أنا سأتحدث على هارون الرشيد الحقيقي ليس الذي زيّفه التاريخ وقيل عنه أنه مترف و كثير العبث مع النساء و الجواري ........ ليس الذي يروى عنه في كتاب ألف ليلة و ليلة، إن الرجل ظُلِم.

كان لهارون الرشيد واعظ اسمه ابن السماك، فقال له ذات يوم:

عظني يا ابن السماك.

قال له: يا أمير المؤمنين أرأيت لو مُنِعت عنك شربة الماء هذه كم تدفع من ملكك لتنالها؟

فقال: أدفع نصف ملكي لأشرب.

فقال له: يا أمير المؤمنين، أفرأيت إن شربت فَحُبِسَت بداخلك و لم تخرج فكم تدفع من ملكك لتخرج؟

فقال: أدفع نصف ملكي الآخر.

فقال: يا أمير المؤمنين، إن ملكا لا يساوي شربة ماء لمُلك هيّن لا يساوي شيئا.

نعم ملك بأكمله لا يساوي أمام كوب ماء!!

و قال حسن البصري:" مسكين ابن آدم محتوم الأجل، مكتوم الأمل، تؤذيه البقة، و تقتله الشهقة".

الحمد لله على نعمه التي لا تحصى، الكثير منا للأسف الشديد لا يُحسن استخدامها فيما يرضيه جلّ جلاله، و كيف يمكنهم استعمال نعمة الله في معصية الله؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

قال تبارك و تعالى: {الله الّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَآئِكُمْ مَّنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِّنْ شَيْءٍ} [الروم: 40].

:; allh

ـ[أبو طارق]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 09:03 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وعن هارون الرشيد (عليه رحمة الله)

ذكر صاحب (وفيات الأعيان) قصة جاء فيها:

((قال الفضيل بن الربيع: كنت بمنزلي ذات يوم وقد خلعت ثيابي وتهيأت للنوم,

فإذا بقرع شديد على بابي, فقلت في قلق: من هذا؟.

قال الطارق: أجب أمير المؤمنين, فخرجت مسرعا أتعثر في خطوي, فإذا بالرشيد قائما على بابي وفي وجهه تجهّم , فقلت: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إليّ لأتيتك.

فقال: ويحك قد حاك في نفسي شيءٌ أطار النوم من أجفاني, وأزعج وجداني, شيءٌ لا يذهب به إلا عالمٌ تقيٌ

فانظر لي رجلا أسأله.

ثم يقول ابن الربيع: حتى جئت به إلى الفضيل بن عياض.

فقال الرشيد: امضِ بنا إليه, فأتيناه , وإذا هو قائم يصلي في غرفته وهو يقرأ قوله تعالى:

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}

فقال الرشيد: إن انتفعنا بشيءٍ فبهذا.

فقرعت الباب.

فقال الفضيل: من هذا؟.

قلت: أجب أمير المؤمنين.

فقال: ما لي ولأمير المؤمنين.

فقلت: سبحان الله, أما عليك طاعته؟.

فنزل ففتح الباب , ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج , ثم التجأ إلى زاوية من زوايا الغرفة, فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت كف الرشيد كفي إليه.

فقال: يا لها من كف , ما ألينها إنْ نجتْ من عذاب الله تعالى غدا.

قال ابن الربيع: فقلت في نفسي ليكلمنَّه الليلة بكلامِ نقيِ من قلب تقي.

فقال الرشيد: خذ فيما جئناك له يرحمك الله.

فقال الفضيل: وفيمَ جئتَ وقد حَمّلت نفسك ذنوبَ الرعيّة؟ وجميع من معك من بطانتك وولاتك تضاف ذنوبهم إليك يوم الحساب, فبك بغوا وبك جاروا, وهم مع هذا أبغض الناس لك , وأسرعهم فرارا منك يوم الحساب, حتى لو سألتهم عند انكشاف الغطاء عنك وعنهم أن يحملوا عنك سقطا - جزءًا - من ذنب ما فعلوه, ولَكان أشدهم حبا لك أشدهم هربا منك.

ثم قال (أي الفضيل): إن عمر بن عبد العزيز لما وليّ الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب ورجاء بن حيوة - وهو ثلاثة من العلماء الصالحين - فقال لهم: إني قد ابتليت بهذ البلاء فأشيروا عليّ. فعدّ الخلافة بلاءً وعددتها أنت وأصحابك نعمة.

فقال سالم بن عبد الله: إنْ أردت النجاة غدا من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أبًا, وأوسطهم عندك أخًا, وأصغرهم عندك ابنًا, فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك.

وقال رجاء بن حيوة: إنْ أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحبّ للمسلمين ما تحب لنفسك , واكره لهم ما تكره لنفسك, ثم مت إن شئت. وإني أقول لك يا هارون:

إني أخاف عليك أشدّ الخوف يوما تزلُّ فيه الأقدام فبكى هارون.

قال ابن الربيع: فقلت: أرفق بأمير المؤمنين.

فقال: تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا؟

ثم قال: يا حسنَ الوجه, أنت الذي يسألك الله عز وجل عن هذا الخلق يوم القيامة, فإن استطعت أن تقيَ هذا الوجه فافعل, وإياك أن تصبح أو تمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيّتك, فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أصبح لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة (

فبكى الرشيد.

ثم قال: هل عليك دين؟.

فقال: نعم دين لربي لم يحاسبني عليه, فالويل لي إنْ سألني , والويل لي إن ناقشني , والويل لي إن لم ألهم حجتي.

قال الرشيد: إنما أعني دين العباد.

فقال: إنْ ربي لم يأمرني بهذا, وقد قال عز وجل:

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}

فقال الرشيد: هذه ألف دينار خذها وأنفقها على عيالك , وتقوِّ بها على عبادتك.

قال: سبحان الله! أنا أدلك على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا.

قال ابن الربيع: فخرجنا من عنده.

فقال هارون الرشيد: إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا, هذا سيّد المسلمين اليوم.

ويحكى أن الرشيد قال له يوما: ما أزهدك! فقال الفضيل: أنت أزهد مني, قال: وكيف ذلك؟.

قال: لأني أزهد في الدنيا, وأنت تزهد في الآخرة, والدنيا فانية والآخرة باقية.

رحم الله سلفنا الصالح

وجعلنا خير خلف لخير سلف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير