تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ثلوج في بغداد]

ـ[مريم الشماع]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 07:01 م]ـ

منذ عدة أيام هاجمتنا موجة برد قاسية غير معتادة في بغداد هي كالبرد الذي يشهده شمال العراق كل عام، صاحبها انقطاع كامل للطاقة الكهربائية في الوسط والجنوب بسبب التخريب المتعمد ذي الرقم (مليون) على ما أظن، الذي طال مولدات الطاقة.

ولمن لا يعرف: ليس العراق أرض النفط، ليته يحترق فيختنق به سُرّاقه من العرب والعجم، لم نلمس من نفطهم المزعوم شيئاً حاشا الحروب، وفي كلّ صيف لدينا حملة لشراء النفط بسعر عال ٍ وتجميعه في المنازل ليسدّ حاجتنا إلى التدفئة في الشتاء، ثم نراه لا يكفي لتدفئة أكثر من غرفة تتجمع الأسرة فيها.

فهذا حال المنازل، وأما أنت أيها الموظف فاعملْ بلا تبرّم في الجو الطبيعي.

ولمن لا يعرف أيضاً: ليس العراق أرض الرافدين، فبعدََ أن رضينا بالماء المطعّم بالجثث لم يعد يرضى هوَ بنا! إلى أن صار حلم العراقيين مشاهدة أنبوب الماء وهو يقوم بوظيفته!

اليوم تساقطت الثلوج في بغداد ثلاث ساعات في حدث نادر لم يحصل منذ مئة عام، كم هو مدهش أن ترى حالة جوية أول مرة في حياتك -أعني آخر مرة-، لكن أن تكونَ هذه الحالة في العراق فهذا لا مدهش ولا ممتع.

لعل عزاءنا الوحيد هو بضع حسنات تكتب لنا كلما توضأنا بالماء المثلج.

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 07:44 م]ـ

أصيح بالعراق

يا عراق!

يا واهب الحياة

والدمِّ المراق!

.........

أختي الكريمة الأستاذة مريم:

كلُّ فردٍ حرٍ في هذه الأمّة يعيش معكم في تلك الحجرة الصغيرة؛ تطقطق أسنانه من صقيع بغداد! لكنّه لا يملك أن يشعر بالدفء!

كلُّ فردٍ حرٍ في هذه الأمّة تنفّس هواء بغداد, توضَّأ بمائها؛ لكنّه لا يستطيع أن يصلّي في محرابها!

ستشرق ـ إن شاء الله ـ شمس الحريّة على كلّ الأحرار لتذوب معها كلّ ثلوج بغداد!

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 07:44 م]ـ

بارك الله لكم في الثلج التاريخي أخت مريم .. وفرج الله عن العراق وأهل العراق، فلربما يدرك الذي يدعو بدعاء "اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد"معنى الدعاء.

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 07:48 م]ـ

اليوم تساقطت الثلوج في بغداد ثلاث ساعات في حدث نادر لم يحصل منذ مئة عام، كم هو مدهش أن ترى حالة جوية أول مرة في حياتك -أعني آخر مرة-، لكن أن تكونَ هذه الحالة في العراق فهذا لا مدهش ولا ممتع.

لعل عزاءنا الوحيد هو بضع حسنات تكتب لنا كلما توضأنا بالماء المثلج.

ما أبيضَ هذا الاعتراض؛على ما فيه من سواد!

ـ[نصرالدين]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 07:55 م]ـ

الاخت الكريمة مريم

بارك الله لكم في هذا الزائر الابيض وادعو الله ان

يكون نزوله ارض العراق بشرى خير لزوال ذلك المحتل المعتدي

الغادر,

سيبقى العراق هو العراق عراق النخيل عراق دجلة والفرات

عراق الحضارات , وبعونه تعالى ستزول تلك الغمامة وستعود

شمس العراق عالية شامخة بشموخ تاريخه وحضارته

ودام العراق وشعبه حرا ابيا سالما من كل سوء

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 07:58 م]ـ

ما أوجعه من نزف أستاذة مريم، تلك الكلمات ليست مجرد كلمات، بل هي رصاص نافذ،ولا تحتاج إلى توطئة أو تمهيد، لقد وصلت، ووصلت من قبلها أنفاس اللاهثين على جرح المسافات وغضب الطريق ..

أخيتي، حسبنا هنا أن نتداعى على بخار حلم، سرقه العدو، ولم يكتف بالسرقة المبررة، بل راح يتشدق بالملكية الطبيعية للمنتج العربي، والمنتج العربي هنا هو الإنسان العربي في كل مكان وزمان ...

ولا أجد أروع من النواب وهو يرقب ندف الثلج من رقعة الشباك، يعصف به حزن المارين على جرح القلب وشغف الروح، يقول:

مَرَّةً أُخْرى

على شُبَّاكنا تَبْكي، ولا شَيْء سِوى الرِّيحِ

وَحَبَّاتٍ مِنَ الثَّلْجِ عَلَى الْقَلْبِ، وَحُزنٍ مِثْلَ أَسْواقِ الْعِراقْ

........

مَرَّةً أُخْرى

أَمُدُّ القَلْبَ بالقرب مِنَ النَّهْرِ / زُقَاقْ

.......

مرةً أُخْرى

أُحَنِّي نِصْفَ أَقْدامِ الْكَوابِيسِ بِقَلْبي

وَأُضِيىءُ الشَّمْعَ وَحْدي، وأُوَاسِيهِمْ على بُعْدٍ

وَمَا عُدْنَا رِفَاقْ

........

لَمْ يَعُدْ يَذْكُرُنِي مُنْذُ اخْتَلَفْنا أَحَدٌ غَيْرَ قَلْبِي،

والطَّريقْ ..

صَارَ يبكِي ...

..........

فَرَحُ الأَجْراسِ يأْتي مِنْ بَعيدٍ، وَصَهيلُ الْفَتَيَاتِ الشُّقْرِ

يَسْتَنْهِضُ عَزْمَ الدَمِ الْمُتْعَبِ

والرِّيحُ مِنَ الرُّقْعَةِ تَغْتابُ شُمُوعي

رُقْعَةُ الشُّبَّاكِ، كَمْ تُشْبِهُ جُوعي!

وَ (أَثِينَا) كُلُّها فِي الشَّارِعِ الشِّتْوِيِّ تُرْخي شَعْرَها

للنَّمَشِ الِفِضِّيِّ

والأَشْرِطَةِ الزَّرْقَاءَ واللَّذَةِ

هَلْ أَخْرُجُ للشَّارِعِ؟!

مَنْ يَعْرِفُنِي؟!

مَنْ تَشْتَريني بِقَليلٍ مِنْ زَوايَا عَيْنِها؟!!

تَعْرِفُ تَنْويني وشَدَّاتِي وَضَمِّي وَجُمُوعِي

أيْ إلهي .. إنَّ لِي أُمْنِيَةً

أنْ يسْقُطَ القَمْعُ بِدارِ الْقَلْبِ، والمَنْفَى يَعودون إلَى أَوْطَانِهمْ

ثُمَّ رُجُوعي.

..........

لَمْ يَعُدْ يَذْكُرُنِي مُنْذُ اخْتَلَفْنا أَحَدٌ غَيْرَ قَلْبِي،

والطَّريقْ

صَارَ يبكِي

.........

كُلُّ شَيْيٍ طَعْمُهُ طَعَمَ الْفِراقْ

حِينَما لَمْ يبْقَ وْجْهُ الْحِزْبِ وَجْهَ النَّاسِ، قَدْ تَمَّ الطَّلاقْ

حِنَما تَرْتَفِعُ القَاماتُ لحْنا أمَمِيَّا، ثُمَّ لا يَأْتي الْعِراقْ

كَانَ قَلْبي يَضطَّربْ

كُنْتُ أَبْكي، كُنْتُ أَسْتَفْهِمُ عَنْ لَوْنِ عَريسِ الْحَفْلِ

عَمَّنْ وَجَّهَ الدَّعْوَةَ

عَمَّنْ وَضَعَ اللَّحْنَ

وَمَنْ قَادَ، وَمَنْ أَنْشَدَ

أَسْتَفْهِمُ حَتَّى عَنْ مَذاقِ الْحَاضِرينْ

يَا إلهِي .. يَا إلهِي .. يَا إلهِي

إنَّ لِي أُمْنِيَةً ثَالِثَةً

أَنْ يَرْجِعَ اللَّحْنُ عِراقِيًّا، وإِنْ كَانَ حَزينْ .... !

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير