تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التعدد الثقافي!!!!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 02:08 ص]ـ

تروج بعض الفضائيات العربية الآن إلى ما يعرف بـ: "التعدد الثقافي"، وهي كلمة مطاطة، قد يستدرج بها من يستدرج من أهل العلم لإقرار الباطل على أنه من باب: "الخلاف السائغ"، أو "خلاف التنوع" لا التضاد، وعليه لا يصح الإنكار على أصحاب المعتقدات الباطلة، ولو بالقلب، فيؤول الأمر تدريجيا إلى زوال إنكار المنكر من القلوب تدريجيا، فتنحل عرى الولاء والبراء في قلوب الموحدين من باب أن الخلاف أمر حتمي، قضى به الله، عز وجل، من الأزل، والحق أن الخلاف: سنة كونية، قررها الله، عز وجل، بقوله: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)، فاسم الإشارة في قوله: (ولذلك خلقهم) راجع إلى الرحمة، أقرب مذكور، فللرحمة خلقهم لا للخلاف، فالخلاف واقع كونا، ورفعه مطلوب شرعا، لأنه شر، كما قال ابن مسعود، رضي الله عنه، فليس الخلاف مطلوبا شرعيا من باب: "الرأي والرأي الآخر"، و: "احترام الآخر"، ولو كان يعبد بشرا و حجرا أو بقرا أو حتى فأرا!!!، وما استطال دعاة وحدة الأديان بحجة أنها مسالك تؤدي إلى مطلوب واحد هو: الله، عز وجل، إلا لما ظهرت هذه الدعاوى المريبة، التي أيدها بعض أهل العلم، بحسن نية، ظنا منهم أنها تجمل صورة الإسلام في أعين مخالفيه، وتقدمه في زي من "التسامح" و "المحبة"، وكأن الإسلام في حاجة إلى من ينافح عنه، ولو بالباطل وإعطاء الدنية في الدين.

ولا يعني ذلك ظلم المخالف، فله حرية الاعتقاد من باب: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، لا لأن دينه حق، وإنما لأنه: (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فقدم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله، فالنفي: (لا إله)، مقدم على الإثبات: (إلا الله)، ومقتضى هذا النفي: اعتقاد بطلان كل معبود سوى الله، عز وجل، فلا معبود بحق إلا الله، ولا دين صحيح إلا ما بعث به خاتم رسله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن اعتقد بطلان شيء فإنه يبغضه ويسعى جاهدا، وفق ما شرع الله عز وجل، في إزالته، بالحجة والبرهان تارة، وبالسيف والسنان تارة أخرى، لا أنه يقره ويقر صاحبه عليه من باب: "الأخوة الإنسانية"!!!، وهي أخوة ذات اتجاه واحد من المسلمين إلى أعدائهم، ولو فعلوا ما فعلوا، لا العكس، وتاريخهم الأسود في حرب الإسلام وأهله خير شاهد على ذلك.

والله، عز وجل، يقول: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) فأكد القضية بمؤكداتِ:

"إن"، و "تعريف الجزأين": "الدين" و "الإسلام"، كقوله تعالى: (الله الصمد)، واسمية الجملة التي تدل على الثبوت والاستمرار، وهي مؤكدات تحسم الأمر، عند من يؤمن بهذا الكتاب، في كون هذا الدين هو الدين الصحيح الذي لا يقبل الله، عز وجل، دينا سواه، فـ: "أل" في الدين: تفيد الاستغراق المعنوي، فتقدير الكلام بدلالة الاقتضاء التي لا يستقيم المعنى إلا بها: إن الدين الكامل الصحيح المستغرق لأوصاف الكمال والصحة هو: الإسلام.، ومفهومه: أن ما سواه باطل لأن الحق واحد لا يتعدد.

وإنما سميت الملل الأخرى أديانا، باعتبار اعتناق أصحابها لها، وإلا فهي ليس دينا، باصطلاح الشرع، فلا دين إلا ما شرعه الله، عز وجل، وهو لم يشرع لنا: عبادة المسيح أو العزير، عليهما السلام، أو بوذا أو بقرة الهندوس ...... إلخ، وإنما شرع لنا إفراده بالألوهية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير