(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ) نداء
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 09:12 م]ـ
الحمد لله الذي لا إله إلا هو والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى
إن المتابع للشأن الغربي اليوم يجد العجب العجاب من سفاهة أحلام هؤلاء القوم فمع كل الدلائل لواضحة على ما هم فيه من تخبط ديني وروحي وتخلف إنساني رغم التقدم العلمي الهائل الذي أعطي لهم ومع ظهور البراهين القوية على الحل الأمثل لمعاناتهم ومعاناة الشعوب التي تفضلوا بصب جحيم حضارتهم عليها إلا أن داء إبليس الرجيم لا يزال السبب الأكبر لدخول معظم من على الأرض في النار.
الكبر والصلف والغرور والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين واعتقاد الاصطفاء المبني على خرافات الكتاب المقدس (تجاوزت النظام هنا للضرورة) الذي يسمونه التوراة والإنجيل والتوراة والإنجيل منه براء واقتراف المآسي المبني على أحلام الليل المكتوبة في ذلك الكتاب الذي يزعمون أنه وحي رغم مخالفته لأبسط معايير التدقيق ورغم عدم وجود أدلة تشير إلى إنزاله من السماء.
إن الضياع الديني الذي يعيشه الغرب أدى بهم إلى الحسد الداء الثاني الذي عصي الله به منذ خلق الإنسان والذي صنع العداء لأنبياء الله ورسله منذ اليوم الأول وإلى الآن حيث يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله وحرمانهم من ذلك الشيء رغم مقدرتهم على الدخول في جمع هؤلاء القوم المؤمنين إلا أن الأمراض القلبية التي تلازمهم تمنعهم من مجرد التفكير في هذا الأمر فباعوا الآخرة بثمن بخس واشتروا الدنيا بثمن غال.
ومما أثار في نفسي كتابة هذا المقال ما رأيت من تجرؤ الغرب وأذنابهم في بلاد الإسلام على سيد الخلق أجمعين محمد:= وكتابه الموحى إليه مرة برسم ومرة بكتابة ومرة بمشهد مما يثير في نفسي الاحتقار لعقول هؤلاء السفهاء التي لم تجد شيئا يشبع أمراضها إلا النيل من مقامات أسيادها ولا عجب.
ولو أننا علمنا أن أساس دينهم الذي ينتحلونه إنما هو مسبة لله تعالى عن قولهم علوا كبيرا وانتقاص لرسوله المسيح عيسى بن مريم:= إذ جعلوه المصفوع المتفول عليه من أجل شهواتهم وهذا استمرار لسلسة النيل من الله ورسله والاستهزاء المستمر بهم والكتاب المقدس مليء بهذه الخرافات التي كتبها مجانين اليهود والنصارى ونسبوها إلى الله سبحانه عما يصفون.
فآدم:= اختبأ عن الله فلم يجده حتى بدأ ينادي عليه أين أنت (تعالى الله عما يصفون)
ونوح:= شرب الخمر
وإبراهيم:= كذاب مخادع
ولوط:= سكر وزنى بابنتيه
وإسحاق:= خدعه يعقوب وأخذ العهد بدلا من أخيه
ويعقوب:= صارع الله وانتصر (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا)
وداود:= زنى بامرأة قائده وعرضه للقتل حتى يستريح منه ويخلو بزوجه
وسليمان:= ساحر ينسبون إليه أفحش ما في كتابهم وليس بنبي
لكم ولنبينا عليكم صلوات الله وسلامه مني الفداء
ولو استعرضنا كل ما ورد في هذا الكتاب المقدس لطال الأمر.
إذن فلا عجب من أن ينالوا من رسول آخر وقد فعلوا ما رأيتم بإخوته وآبائه وقبل ذلك ما نسبوه إلى الله من صاحبة وولد سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
لكن الموضوع ليس لبيان سبب ما فعلوا بل لأمر آخر وهو أن هذا التجرؤ على الله ورسله ما كان ليقع لولا إهمالنا نحن المسلمين بالواجب الأول علينا والسبب الوحيد لخلقنا رغم ما يتفضل الله به علينا من نعم وافرة إلا أننا بعيدون كل البعد عن أوامره قريبون كل القرب من نواهيه عاصون لله ليل نهار وقلّ من هم عكس ذلك.
إن الله إذا أراد بقوم عذابا أقام الحجة عليهم ثم عذبهم وهذا نظير ما أصاب قوم نوح وعاد وثمود ومن تلاهم وقد أقيمت الحجة علينا بالمعجزات والدلائل الواضحة على أن الإسلام ليس مجرد دين نتعبد الله به فقط بل هو نظام دنيوي للحفاظ على الأرض ومن عليها من المصائب والأزمات التي أصابتنا من الغلاء والفقر رغم انصرافنا بالكلية إلى الدنيا وإهمالنا التام لأمر آخرتنا فاشترينا الحياة الدنيا بالآخرة وبئست الصفقة هذه.
إن المتابع لقنواتنا الفضائية العربية والمسلمة لا يجد ما يدل على الإسلام فيها إلا الأسماء فالعهر والمجون والتعري وسفاسف الأمور هي المنتشرة فيها ولولا أن من يشاهدها لايريد إلا ذلك لما عرضوه على شاشاتهم.
¥