[صدق الله (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)]
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 06:06 ص]ـ
يقول السخاوي في كتابه (المنهل العذب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي) ـ بعد أن ذكر نص رسالة النووي إلى نائب السلطنة بدمشق يطلب منه جمع الناس للاستسقاء ـ
ولما وصلت الرسالة لولّي الأمر " وفّقه الله تعالى " أمر محتسب البلد فنادى ساعته في الناس بصيام ثلاثة أيام، أولها يوم الاثنين، الثاني عشر من جمادى الأولى المذكور، وبالصدقة والمعروف ومصالحة الأعداء، وغير ذلك مما هو من آداب الاستسقاء. ثم خرج ولّي والناس يوم الخميس، الخامس عشر من الشهر المذكور، واستسقوا، ثم سقوا بعد ذلك بتسعة أيام سقيا عامة، وترادفت أمطار كثيرة، بعد أن حصل لكثير من الناس قنوط. فلله الحمد على نعمه والتوفيق لإظهار شعائر دينه، ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والاعتناء بسنّته، ومسارعة المسلمين إليها.
وكتب وليّ الأمر إلى نوابه في البلدان يأمرهم بالاستسقاء في اليوم الذي يستسقي فيه أهل دمشق، فامتثلوا أمره في ذلك، فسقوا كلهم في بلدانهم في الوقت المذكور، ثم وقعت في البلدان ثلوج كثيرة لم ير في تلك السنين مثلها، وأبطل تضمين الحانات والخمور، وأريقت على كل من وجدت عنده، في دمشق وسائر بلاد الشام، ورفعت المنكرات " ولله الحمد " رفعا تاما، بعد أن كانت شائعة أفحش الشياع وذلك في ربيع الآخر من السنة، ثم جعل الله الكريم في الغلات أنواع البركات، وأخصبت الغلات في جميع بلاد الشام إلى حد لم يعهد مثله من نحو ثلاثين سنة. ثم أعقب ذلك رخص " لكثرة الغلات " لم يعهد مثله من نحو خمس عشر سنة، حتى بيعت غرارة القمح بثلاثين درهما وبأربعين وما بينهما، والشعير بأربعة عشر درهماً، وقلت رغبة الناس في الغلات، لكثرتها، والله الحمد والمنة.
وهذا كله لفظ الشيخ، وأردفه بفضل في صفة الاستسقاء وآدابه، وقرأ جميع ذلك عليه تلميذه ابن العطار، في يوم السبت خامس عشر ربيع الآخر سنة خمس وسبعين وستمائة بالرواحية بدمشق، ثم حدّث بن البرهان أبو إسحاق إبراهيم بن الضياء أحمد بن إبراهيم بن فلاح بن محمد الإسكندري، عن العلاء ابن العطار، إجازة إن لم يكن سماعا، وأنبأني به العز أبو محمد الحنفي، عن أبي إسحاق المذكور انتهى.
ـ[التواقه،،]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 07:36 ص]ـ
الأخ الكريم أبا سهيل
سبحان الله على هذه النعم العظيمة التي فتحها الله عليهم
هذا فتح البركات من واسع الفضل وهو القادر على أكثر بكثير
(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)
وكذا قال:
(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)
آيتين عظيمتين لو تبصرنا فيها
وكم منا يصبح ويمسي ووالله لا يستغفر به مرة واحدة في اليوم!!
تشغله الدنيا وكسب العيش عن الاستغفار
والرزق كل الرزق في لزوم الاستغفار
وما يمسك الله القطر إلا بسبب ذنوب العباد
ويا للأسف العميييييييييييييق
أن كل واحد ينظر إلى الآخر وأقصد ينظر إلى مساوئ من حوله ويقول في نفسه:
الناس تفعل كذا كذا وبسبب كذا منعنا القطر
فهو ينظر لذنوبهم التي لا يفعلها هو
ولو نظر كل منا إلى نفسه بعين الحق
لوجد أننا جميعا وبسببنا جميعا منعنا القطر إلا من شاء الله من عباده الكرام
فيكفي والله أن ينظر الإنسان إلى نفسه ويصلحها وبهذا يكون الصلاح للجميع
وكما أشرت يا أخي
بجانب هذا الأمر نرى مسألة الغلاء التي هي من ذنوب العباد
فهم هناك استسقوا وامتنعوا عن الحرام فرزقهم الله وأغدق عليهم
وصلينا نحن ولا امتنعنا ومع شح الأمطار زاد الغلاء
نسأل الله العفو والعافية والشكر على الوجه الذي يرضيه
ونسأله بكل اسم هو له أن يرزق بقعة كل مسلم بوافر الرزق وهو الكريم
ويجعلنا ممن إذا رزقتهم شكروك وحمدوك فبالشكر تدوم النعم
ولا تجعلنا إلهي كمن قلت فيهم:
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} النحل112
فعدم شكرنا لنعم الله هو كفر في حقها ليس عمدا منا - لا
إنما كما نقول أشغلتنا الدنيا
وكما نرى البعض ممن ولدوا وهم في نعمة يرون النعمة عادة لا تنقطع
بل لا يفكرون في زوالها فهم اعتادوا على وجودها
أسأل الله أن يجعلنا ممن يحمدونه على كل حال وفي كل وقت
وممن شكرونه في السراء والضراء
وممن يحفظ لهم النعمة في الخير ويزيدهم بها حتى الموت
ونسأله تمام النعمة في نعمة الأمن
حفظك الله أخي الكريم
رائع طرحك وبديع حسن اختيارك
لا عدمنا قلمك وسلمت يمينك
يسعدني المرور الأول هنا
اللهم أرضنا وارض عنا
دمتم في حفظ الله
¥