[إلى أهل غزة .... ومن يهمه أمر غزة!!!]
ـ[خالد الحسيني]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 01:51 م]ـ
إلى أهل غزة ... ومن يهمه أمر غزة!!
لقد علم العالم بأسره ما حصل لغزة ,تلك المدينة الفلسطينية الجريحة , من تدمير وتشريد وتضييق جراء حصار ظالم , لا يعرف للإنسانية مسلكاً ولا يعرف للحق طريقاً , يقوم به أقزام .. نعم أقزامٌ في كل نواحي الحياة ... فهم أقزامٌ في الحرية .. أقزامٌ في الشجاعة .. أقزامٌ في الكرامة الإنسانية!!
جبناءٌ أذلة استأسدوا على بلدٍ ضعيفٍ أعزل ... وعلى إثر هذا الحدث الجلل في بلد من بلاد المسلمين , اهتز العالم الإسلامي بأسره .. كاهتزازة أسد محبوساً خلف القضبان!! فلا تسمع منه إلا صوتاً وزئيراً .. لا يكاد يجاوز المكان ... وهذه الأصوات قد خرجت من غياهب النفوس المكلومة .. نعم لقد كلمت على مر العقود بل القرون المنصرمة .. ذلاً وظلماً وطغياناً , عقب عزة لم يروها ولكن سمعوها من الآباء عن الأجداد أو قرؤوها في بطون الكتب .. من عز ذهب وانقضى حتى أثره .. فتحن تلكم الأصوات لعزة الرشيد حينما خاطب السحاب مطالباً إياها بدفع الخراج حيثما كان .. ونخوة كنخوة المعتصم حين استجاب لصوت النداء .. ليعقبه فتحاً كفتح عمر بن الخطاب لبيت المقدس بنخوة وعزة الإسلام!! .. نعم لقد تجمعت الأصوات منددة لتلكم الإهانات المتزايدة من أولئك الأقزام الصهاينة .. نعم .. تجمعت بصوتها وتبعثرت بمشاربها .. ولو سألنا غزة ماذا جرى لك يا غزة .. ألم تكوني في يوم من الأيام في عزة؟! .. لقالت آسفة على أيام العزة .. نعم ولكن ليس بأصواتكم الخافتة ولا بمظاهراتكم واعتصاماتكم المخالفة لدين النبوة التي تعلمتموها من الغرب الكافر!!
إني اليوم أشكوا أبنائي قبل شكوتي أعدائي .. نعم أبنائي الذين بين جنباتي!!
يدعون إلى الإسلام ولا يطبقون منه شيئاً .. فيخطب رئيس الحركة بصلاة جمعة في خطبة حماسية .. كحماس الحركة .. خالية من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لا تأمر بتوحيد يعود بالأمة إلى مجدها .. ولا تنهى عن فساد جالب لمقت الله!!
ولكن تأمر بمواسير معبأة بالبارود التي لا تفعل شيئاً لذلك العدو الطاغي , فهي لذلك العدو كوخز الدبوس ولكن لشعبنا ... الذبح بالموس!!
مواسير تقتل مطلقها قبل قتل عدوها .. كما يحكى في النوادر أن قريتين متجاورتين متحاربتين .. فأراد أذكياء إحدى القريتين أن ينهوا سنوات الصراع بتدمير القرية المعادية تدميراً تاماً لا تقوم لهم بعد ذلك قائمة .. فأتوا بجذع نخلة وحشوه باروداً وجعلوا له فتيلاً .. ثم أشعلوا الفتيل فانفجر الجذع عليهم وقتل عدداً منهم!!
فقال عقلاء القرية: ماذا فعلتم؟! لقد قتلتم إخواننا!!
فقال أذكياء القرية: هكذا فعلت عندنا .. فاذهبوا وانظروا ما فعل الجذع بهم؟!!
وما علم الأغبياء أن الجذع لم يجاوز المحل!!
نعم لقد سمعنا أصواتً وخطباً من كثير من المسلمين , ولاشك أنها تدل على صدق شعورهم وغيرتهم على إخوانهم , ولكن ماذا ينفع إن لم نضع أيدينا على الجرح!!
إن الأمة لم تؤت إلا من قبل دينها!!
فعلى الحركات والتجمعات والجمعيات والمؤسسات والأفراد وقبل ذلك الدول أن ينفضوا عن هذه الأمة غبار الجهل والشرك والبدعة والفساد , وأن ينشروا التوحيد والسنة والعفاف وحسن الأخلاق ويسبق ذلك توبة واستغفار .. فجيش محمد ? خسر معركة بسبب معصية ولا يخفى ما جرى في غزوة أُحد على أحد!!
وهذا ما يعرف بالتصفية والتربية ... وهو علاج من علماء الأمة للأمة ....
وعلى رأسهم الإمام الألباني رحمه الله حيث قال:
((مفتاح عودة مجد الإسلام: تطبيق العلم النافع والقيام بالعمل الصالح وهو أمر جليل لا يمكن للمسلمين أن يصلوا إليه إلا بإعمال منهج التصفية والتربية وهما واجبان مهمان عظيمان وأردت بالأول منهما أمورا
الأول: تصفية العقيدة الإسلامية مما هو غريب عنها كالشرك وجحد الصفات الإلهية وتأويلها ورد الأحاديث الصحيحة لتعلقها بالعقيدة ونحوها
الثاني: تصفية الفقه الإسلامي من الاجتهادات الخاطئة المخالفة للكتاب والسنة وتحرير العقول من آصار التقليد وظلمات التعصب
الثالث: تصفية كتب التفسير والفقه والرقائق وغيرها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات والمنكرات
وأما الواجب الآخر: فأريد به تربية الجيل الناشئ على هذا الإسلام المصفى من كل ما ذكرنا تربية إسلامية صحيحة منذ نعومة أظفاره دون أي تأثر بالتربية الغربية الكافرة
ومما لا ريب فيه أن تحقيق هذين الواجبين يتطلب جهودا جبارة مخلصة بين المسلمين كافة: جماعات وأفرادا من الذين يهمهم حقا إقامة المجتمع الإسلامي المنشود كل في مجاله واختصاصه
هذا هو الحل الوحيد الذي جاءت به نصوص الكتاب والسنة كما في قوله تعالى
?إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم?)) ا. هـ من فقه الواقع للألباني رحمه الله.
ختاماً نختم بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما فتح بيت المقدس حيث قال:
(إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ....
كتبه:
خالد بن محمود الحماد
[email protected]
¥