تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فانبعث أشقى القوم، نعم أشقى القوم وما أشقاه بعد فعلته مباشرة وفي قبره وحين يبعث وحين يساق إلى نار جهنم سوقاً

انبعث " عقبة بن معيط " فقال: أنا من يضحككم عليه

... فلما سجد النبي وضعه على كتفيه ورجع مزهواً منتشياً وهو يرى ضحكات الكبار وقهقهاتهم تتطاير هنا وهناك وصفقوا وصفروا له إعجاباً وتقديرا

استضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض من شدة الضحك والقهقهة حتى أن أعينهم فاضت من الدمع ضحكاً!!

فديناك بآبائنا يا رسول الله، فديناك بأمهاتنا يا رسول الله، فديناك بأولادنا يا رسول الله فديناك، بأزواجنا يا رسول الله، فديناك بأموالنا يا رسول الله

والله إني كلما تذكرت هذه الحادثة، وتخيلت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد وقد وضع على كتفه الشريف هذه القذارة وفاطمة ابنته الضعيفة تنظر يميناً وشمالاً كأنها تستنجد

فلم تجد من يتجرأ فيزيل عن أبيها هذه القذارة، نظرت في الرجال كأنها تستنصرهم وتستصرخ نخوة وشهامة زعماء قريش فرأت أنهم في غيهم يعمهون مختومة قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم بغشاوة العظمة وكبرياء الجبروت

فتقدمت تسبقها دموعها غير أبهة بما قد يحصل لها فبر الأبوة ونداء الرسول أقوى من أي خطر محدق ...

سلمت يمينك يا فاطمة ...

شرف وأي شرف حزتيه

دعاء وأي دعاء كان من نصيبك في تلك اللحظات العسيرة على نبينا الأعظم!!

سلمت هذه اليمين الطاهرة التي سجل فعلها في موسوعة " عظماء أمة محمد " لا موسوعة " جينيس " التافهة

لقد أخجلت الضاحكين التافهين يومها

وأخجلتي أمة الميار في هذه الأيام العصيبة

معذرة يا فاطمة الزهراء فليست لدينا تلك اليمين المباركة الطاهرة لنزيل سلا جزورهم وقباحة فعلهم

فنحن لاغنى لنا عن أبقارهم وعن ألبانهم وأجبانهم

لا نستغنى عن السياحة في بلادهم والتعامل بأموالهم

وهكذا الأحرار في دنيا العبيد!!

معذرة يا فاطمة فأنت لم تعيشي " العولمة " ولم تجربي " الرأس مالية " ولم تعرفي " الجات "

معذرة يا فاطمة فنحن مكبلون بديون " صندوق نقدهم " وبرباط " مجلس أمنهم "

معذرة يا فاطمة فأنت تجهلين مصطلحات: " حرية الكلمة " و " تقارب الأديان " و " معاداة السامية "

معذرة يا فاطمة فنحن في دنيا عبيد " الدرهم " و " الدينار " عبيد " الجنس " و" الحب الأحمر "

عبيد الصنم والبقر والنار والشجر ...

أما أبيك فهو نبي التوبة، نبي الرحمة، نبي الملحمة، وسيد ولد آدم وصاحب لواء الحمد وصاحب المقام المحمود

فهو الصادق،،الماحي، الحاشر، المتوكل،العاقب، الأمين، الفاتح، البشير، المنير، الحر

وهكذا الأحرار في دنيا العبيد يا فاطمة ... !!

" حرية الكلمة " مصطلح جميل مصطلح حق أرادوا به باطلاً

بهذا المصطلح لم يعرفوا لنبي ولا لرسول إلا ولا ذمة

ولم يحترموا ديناً ولا ملة ..

فتحوا جميع ألوان نيرانهم، ورموا بأقذع عبارات فسقهم

رموا من؟ .. أطهر من مشى على هذه البسيطة

باسم " حرية الكلمة " أجرموا وطغوا

وبقوة " حرية الكلمة " تجبروا وظلموا

وبسلطة " حرية الكلمة " تأسدوا وتسيدوا

ولكن نفس " حرية الكلمة " إن قلت بها أن محرقة "الهولوكوست " اليهودية خرافة وكذب، أشعلوا محرقة، وأقموا عليك الحد، وأصبحت معادياً لسام وحام ويافث!!

فلا تحزني يا فاطمة فهكذا الأحرار في دنيا العبيد!!!

بقلم / ابن المبارك

21/ 2/ 2008

ـ[فصيح اليمامة]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 01:40 م]ـ

فديناك بآبائنا يا رسول الله، فديناك بأمهاتنا يا رسول الله، فديناك بأولادنا يا رسول الله فديناك، بأزواجنا يا رسول الله، فديناك بأموالنا يا رسول الله

فديناك بأنفسنا يا رسول الله

صلوات ربي و سلامه عليك يا سيد الأولين و الأخرين

ما ضر شمس الضحى في الأفق ساطعة ** ألا يرى نورها من ليس ذا بصر

و هل يضر البحر أمسى زاخرا ** أن رمى فيه سفيه بحجر

جزاك الله خيرا و نفع بك

ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 02:53 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي الأستاذ كرم.

واحمد الله، عز وجل، أنك لست في منصب كبير يكبل صاحبه، فيمنعه من قول الحق، ولو كان مرا، فالدفاع عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الظرف الحالك، لن يتولاه، كما قال أحد المشايخ الأفاضل عندنا في مصر، إلا عموم المسلمين من أمثالنا، فالقيادات قد كُبِلت كما ذكرت في مداخلتك الكريمة بـ: العلاقات الدبلوماسية، وديون صندوق النقد، واتفاقيات السلام، .......... إلخ، فهامش حرية الحركة لديها محدود جدا، بخلاف جماهير المسلمين التي لا تملك ما تخشى فقده، فهي تستطيع تحقيق الإنكار وفق ضوابطه الشرعية إذا وجدت من يقودها من العلماء الربانيين، ولو دفع كل منا درهما أو جنيها واحدا، لشراء كتيبات تعرف عموم المسلمين بسنة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لتترجم العاطفة إلى واقع ملموس، لكان ذلك ربحا عظيما من هذه المحنة التي ابتلينا بها في الآونة الأخيرة.

فلا ينبغي أن نشغل بـ: "الزخم العاطفي" لهذه النازلة عن استغلاله وتوظيفه لنصرة الدين والسنة فهذا هو الانتصار الحقيقي للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في ظل عجزنا عن الانتصار له بالسيف والسنان.

وإذا كانت الدول لا تملك قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، فعموم المسلمين يملكون مقاطعة تلك الدول، معنويا، وماديا بمقاطعة منتجاتها.

تحياتي لك ولأخي فصيح اليمامة.

والله أعلى وأعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير