وقوله عليه الصلاة والسلام (من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات اتقى الله فيهن , وأقام عليهن كان معي في الجنة هكذا , وأشار بأصبعه الأربع) رواه داود.
و هنا شهادة يعتد بها لأب يحكي ما عاناه من أبيه فيقول (لو رأيته في النار فلن أعتقه هو سبب محنتي, كان دائما يسمع رأي أخي الأصغر الذي ينفق عليه فأبي" فلايسي ").
وأخرى حاصلة على الإجازة تعاتب نظرة بيئتها للأنثى: (رأي أخي الأصغر مقبول لا لكونه صائبا بل لمجرد أنه ذكر وأنا أنثى).
التمييز سبب الحقد والضغينة
يقول الدكتور محمد علي الهاشمي (يترك التفضيل أثرا سيئا في نفس الولد الذي فضل عليه أخوه ذلك أن الولد الذي لا يشعر بالتسوية بينه و بين إخوته ينشأ معقدا حاقدا قلقا تأكل الغيرة والحقد والحسد قلبه.
وعلى النقيض من ذلك ينشأ الولد الذي يشعر بالتسوية- بينه وبينهم- نشأة صحية نقية خالية من عقد النقص, بعيدة عن الحقد والحسد والضغينة والغيرة).
وفي هذا المضمار يقول محمد 20 سنة (لا أهتم بأخوتي ولا أحبهم لأن أبي أخذ حصتي من الحب والحنان والنفقة ومنحها لهم , أكره الجميع).
وقد يؤدي هذا الإحساس بالأبناء إلى الإصابة بأمراض نفسية في حالات عديدة. هذه المسألة يوضحها الدكتور عمر محمد التومي الشيباني في كتابه الأسس النفسية والتربوية لرعاية الشباب بفكرة مفادها أن النتيجة الحتمية لفشل الشاب في تحقيق أهدافه وإشباع حاجاته الجسمية والنفسية والإجتماعية هو انحراف صحته النفسية والجسمية وضعف معنوياته وشعوره بالفشل والإحباط ووقوعه تحت وطأة التوتر والصراع النفسيين.
وما حدث للطفلة (س-ب 14 سنة) التي عبرت بلسان الحال بدل لسان المقال عن حالتها ونفسيتها الرافضة للتمييز الممارس ضدها , حينما خدشت وجه أختها بالكامل - في الوقت الذي تحاول فيه الأخرى مداعبتها- لأنها كانت تحس بأنها السبب في تعاستها.
فكثيرة هي الحالات المماثلة, إذ يستمر هذا الحسد وهذه الضغينة إلى ما بعد مرحلة الطفولة , وقد يتسبب في حقد ليس تجاه الإخوة و الآباء فقط بل تجاه الأبناء إذا ما تطورت بعض الحالات إلى عقد نفسية لم ينتبه إليها في مرحلة الطفولة.
فغالبا ما نسمع عن أم أو أب يضرب أبناءه دون سبب أو يميز بينهم بجميع ألوان التمييز والسبب راجع إلى أبويه ليتسسب هو الآخر في إلحاق نفس المصير بأبناءه الذين يلحقون الضرر بأبنائهم وهكذا.
لا أحب أن أفضل:
لا شك في أن المفضل يعاني هو الآخر من نظرة إخوانه العدائية والكره الممارس ضده على مستوى السلوك اليومي , إن لم تتطور إلى مستوى إلحاق الضرر بالتجريح والهجر والضرب في بعض الحالات , فتصل بذلك الأسرة إلى حالة لا تحسد عليها, ليكون الولد المفضل والمفضل عليه والوالدين ايضا في صراع دائم يتعكر معه صفو الحياة.
لذلك يرى الشاب ((ب) الآباء من واجبهم العدل ولا أحب أن أفضل على إخوتي ولا أن أكون سبب خلاف داخل الأسرة).
سبل التجاوز:
بعد الوقوف عن أسباب التمييز ونتائجه الدنيوية والأخروية, لا بد من الحث على ضرورة البحث الواعي والعمل بأسس التربية وقراءة النفسية للأبناء, محاولة من الآباء لفهم دواخل فلذات أكبادهم, ومعرفة إحتياجاتهم وردود أفعالهم, وهوما يتطلب جهدا ودراية خاصة لمحاولة ترجمة المحبة والشعور الداخلي إلى سلوكات وتصرفات, وفي حالة عدم القدرة على ذلك فلا بأس من التصنع لإبداء المحبة لجميع الأبناء. ومن المؤكد أن يثمن الأبناء هذه البادرة لتطفوا إلى السطح إيجابياتها ولو نسبيا.
ـــــــــــــــــــــ
* كتب هذا المقال عام 2005، ناصح للسعادة الأسرية ..
ما هو المقصود بـ: فأبي" فلايسي ").
و هنا شهادة يعتد بها لأب يحكي ما عاناه من أبيه فيقول (لو رأيته في النار فلن أعتقه هو سبب محنتي, كان دائما يسمع رأي أخي الأصغر الذي ينفق عليه فأبي" فلايسي ").
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 01:45 ص]ـ
للمراجعة والتصحيح
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=116261
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 01:32 م]ـ
بوركت أخى الفاضل نائل فهذه من الأمور التى يغفل عنها بعض الآباء إلا ما رحم ربى.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 03:50 م]ـ
سلمت أناملك أبا محمد
ولاشك أن التمييز في التعامل مع الأبناء مضر بهم , وقد يُنشئ التباغض فيما بينهم , فلا أسلم من العدل والمساواة بين الأبناء.