وتمثلت قول الشاعر:
كلما أدّبني الدهـ **** ــرُ أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علماً **** زادني علماً بجهلي
وفي يوم طيب مبارك، وبينما كنت أقوم بالإبحار في تلك اللجج المتلاطمة، عثرت على لؤلؤة بهرني ضوؤها وكاد يذهب ببصري سناها، فوقفت أمامها في ذهول وإعجاب وإكبار، أتدرون ما تلك اللؤلؤة؟! … إنها منتدى (الفصيح) ملتقى عشاق اللغة، حصن العربية المنيع، وملاذها الآمن، فسعدت بذلك أشد السعادة، وتملكني شعور المنتصر، وتنفست الصعداء، ورميت مراسيّ وألقيت عصا الترحال، واستقرّ بي النوى، فقد وجدَتِ النفس مبتغاها ونالت مناها. ومن حسن حظي – وما عهدته حسناً – أن ألفيت في هذا الحصن قوماً قد رضعوا من ثدي العربية المبارك، وتشربوا زلالها العذب؛ فصفت نفوسهم وامتلأت مروءةً وحسن أدب وكريم أخلاق، فهتفت: مرحى مرحى، طيبي يا نفسي وانبسطي وقرِّي عيناً، هذا ما كنت تبغين. فالحمد لله الذي وفقني وقاد خطاي إلى هذا المنتدى المبارك، فلقد وجدت فيه أكثر مما كنت اطمح إليه، أحسست أنني أنتمي إلى هذا المكان، أحسست أنه كان ينبغي أن أكون هنا وهذا هو بيتي، هنا مع إخوة لي جمعني بهم حبّ العربية فاستأنست نفسي بهم وسكنت إليهم واطمأنّت بصحبتهم. إخوة أنهل من علمهم الغزير، وفضلهم الوفير؛ لا يبدون تذمراً ولا استكبارا، ويبذلون العلم إنما يبذلونه لوجه الله لا يريدون من الناس جزاءاً ولا شكوراً. ولعمري هذا هو الكرم والجود لا بذل المال والعَرَض الفاني.
أحبتي أعضاء المنتدى، إنني أشعر بالفخر والسرور، والغبطة والحبور، أن تشرفت بالانتساب إلى منتداكم العامر، والإقامة في مرابعكم المباركة، وما أسعدني بكم يا أحبتي، وما أشد فرحي بوجودي بينكم. أسأل الله أن يبارك في علمكم ويجزيكم عن العربية وأهلها خير الجزاء.
ختاماً يا إخوة العقيدة واللغة، أرجو أن تعذروا لي إطالتي، فما قلت إلا ما اعتمل في صدري وأحببت أن أطلعكم عليه وهذا رجاء قبل أن أنهي مقالتي: أرجو من الإخوة الصفح والعفو إن زلّ قلمي أو جاوزت حدود الأدب أو خانني التعبير فأسأت إلى أحد دون تعمُّد. وإنني أقولها الآن: اللهم اغفر لمن أساء إلىّ واعف عنه، واهدني وإياه إلى ما تحبه وترضاه.
لكم شكري وتقديري وإكباري. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 02 - 2004, 10:48 م]ـ
أخي الكريم: الطائي
اخترت لنفسك اسم من يضرب به المثل في الجود، وأثبت أنك جواد
فجدت علينا بلحظات نسمع فيها حديثا قلما نسمع مثله إذ قدمت لنا مشاعرك الصادقة نحو لغة القرآن فأثرت في نفسي الأسى والفرح
أما الأسى فلأننا لا نكاد نجد من يهتم باللغة أو يدرك قيمتها
ولأنني أضعت أوقاتا مهمة لم أستثمرها فيما ينبغي، وأشعر أنك تحتاج إلى مثل ما حصلت عليه وفرطت فيه
والفرح لأنه ما زال في العالم من يمنحها حبه وعمله .. نوقن بأن العالم لا يخلو منهم ولكن السعادة تغمرنا ونحن نسمعهم يتحدثون
أثرت أخي الأسى أيضا بإشارتك إلى أحوال بعض الفئات من المعلمين، ولكن اللوم ليس عليهم بل على من يقبل تعيين أي أحد في التعليم دون أن يكون أهلا له بكل ما تحمله كلمة (الأهلية للتعليم) من معان
لعلك يا أخانا تكون ذلك الذي ينشر حب لغته وإدراك أهميتها ويتتبع مواطن جمالها ويوصل للناس ما من الله عليه به
وأوصيك أخي الفاضل أن تربط حب لغتك بحب القرآن وأن تخصص وقتا مهما لتأمل بلاغته وتلمس بعض مواطن الجمال في تعبيراته
ورجاؤنا في الله أن ينيلك ما تتمنى في رحا بالفصيح وأن يعيننا أجمعين على التعاون على البر والتقوى
وفقك الله لخدمة لغة كتابه الخالد
ـ[الطائي]ــــــــ[03 - 02 - 2004, 11:02 م]ـ
الأخت الفاضلة أنوار الأمل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أختي الفاضلة ردك الجميل على ما كتبتُ، وأشكر إطراءك وما أسبغتِ عليّ من صفة الجود وأنت الأولى بها إذ جدتِ عليّ بإطلالتك ومداخلتك التي أسعدتني.
أما وصيتك لي بالقرآن فما أروعها من وصية وما أجلّها، لقد أوصيتِ بعظيم، وأسأل الله أن يعيننا على تدبّر كتابه العظيم والفوز بثواب قراءته والعمل به.
لك أعطر التحايا وأجمل عبارات الثناء ...
وإلى لقاء ...
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[07 - 02 - 2004, 11:29 م]ـ
أيها الطائيّ الجميل يا نجما سطع في سماء نادينا فاشرأبّت إليه الأعناق ورمقته الآماق في سعادة غامرة وبهجة ظاهرة 0
أخي الكريم وددت لو تركت لقلمك العذب العنان ليواصل الركض السلس الخير فيترجم مشاعرنا ويعبر عن مكنون ضمائرنا 0
إخوتك في الفصيح أيها العزيز يبادلونك المشاعر نفسها ويفرحون بك غاية الفرح وحق لهم أن يفرحوا فقد وفد على مرابعهم فارس خبر اللغة و سبر أغوارها وتمكن أيما تمكن في منثورها وأشعارها 0
فقط (اعذرنا إذا لم نستقبلك بما يليق) 0