أحفظ الآن – تقريباَ – تسعين حديثاَ , وسأواصل المسير – إن شاء الله -, وأعتمد في الحفظ فيها على الأشرطة وإذاعة القراَن , وفي نهاية كل أسبوع ابنتي تسمع لي ثلاثة أحاديث وأحاول الآن أن أحفظ أكثر.
غابت الهموم:
على مدى الاثنى عشر عاماً التي انشغلت فيها بحفظ القراَن , هل تغيرت أشياء في حياتك؟
نعم لقد حدث لي تغير جذري وإن كنت – ولله الحمد – حريصة على طاعة ربي قبل أن أبدأ بالحفظ , إلا أنني بعد أن انشغلت فيه شعرت بارتياح نفسي كبير , وغابت عني الهموم , ولم أعد بتلك الدرجة من الحساسية المفرطة في الخوف على الأبناء والتفكير بأمورهم. وقد أرتفعت معنوياتي , وأصبحت لي غاية سامية أتعب من أجلها وأشقى لتحقيقها. وهذة النعمة عظيمة من الخالق عز وجل فالمرأة إذا كبرت ولم يعد عندها زوج وتزوج الأبناء , يقتلها الفراغ والهواجس والأفكار , ولكني – ولله الحمد – لم أشعر بهذا , وقد انشغلت بأمر عظيم له فوائد في الدنيا والأخرة. ألم تفكري في التسجيل في إحدى دور تحفيظ القراَن الكريم؟ اقترحت عليّ بعض النساء , ولكنني امرأة تعودت على الجلوس في البيت ولا أتحمل الخروج كل يوم , والحد لله فإن ابنتي كفتني العناء , وسعادتي لامثيل لها وأنا أدرس معها.
إبنتي ....... بيتي:
هل تدريس ابنتك لك جعل لها شأنا خاصاً في نفسك؟
لقد ضربت ابنتي مثلا رائعاَ في البر والإحسان اللذين قلما نجدهما هذه الأيام , خاصة أنها بدأت معي المشوار وهي في سن المراهقة , هذا العمر الحرج الذي يشتكي منه الكثيرون , فكانت تضغط على نفسها لتتفرغ لتدريسي , وكانت تعلمني بتأن وحكمة وصبر , كما أن زوجها – حفظه الله – كان عونا ً لها وقد بذل الكثير أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يوفقهما ويقر أعينهما بصلاح أبنائهما.
ماذا تقولين لمرأة في مثل عمرك تود أن تحفظ ولكن يسيطر عليها هاجس الخوف من عدم القدرة على ذلك؟
أقول: لايأس مع العزيمة الصادقة. قوّ إرادتك واعزمي وادعي الله في كل وقت وابدئي , لقد مضى العمر في أداء المسؤوليات المنزلية والتربوية والزوجية واَن الأوان لأن تتفرغي لنفسك , وليس هذا بكثرة الخروج من البيت والنوم والرفاهية والراحة , إنما بالعمل الصالح , نسأل الله – سبحانه وتعالى – حسن الختام.
وماذا تقولين لمن هي في سن الشباب؟
احفظي الله يحفظك , استغلي نعمة الله عليك بالصحة والعافية وسبل الراحة في حفظ كتاب الله – عز وجل -. هذا النور الذي يضيء لك قلبك وحياتك وقبرك بعد مماتك , وإن كانت لك أم فاجتهدي في تعليمها , والله ما رزقت الأم بنعمة أحب إليها من ولد صالح يعينها على التقرب إلى الله – عز وجل -
(طازج حسب توقيت البريد)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[18 - 07 - 2004, 12:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا بديعنا الكريم
لقد ختمتها أم صالح بختام المسك، ما أربحها من تجارة،نسأل الله أن يختم لها ولنا بصالح الأعمال ولجميع المسلمين0
التقدم في السن لايمنع من طلب العلم،ويحضرني أن عالما (أظنه عبدالله بن المبارك) كان في الأربعين من عمره وهو غارق في المعاصي و بعيد عن مسالك العلم،وذات ليلة تسور سورا للسرقة كعادته، وسمع قارئا للقرآن آناء الليل، وأثرت فيه كلمات تلك السورة، فتاب واتجه إلى طلب العلم حتى أصبح عالما يشار إليه بالبنان، وإن لم أخطئ فقد ذكر قصته المقدسي في كتاب التوابين0
والله تعالى أعلم وأحكم0
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[18 - 07 - 2004, 01:45 ص]ـ
ما شاء الله، تبارك الله. هذه ذرية بعضها من بعض، وتلك البنت البارة طيبة رزقها الله طيبًا، لأن الطيبات للطيبين، والطيبين للطيبات.
تي المسنّة حملت عزم الشباب وهمتهم، فصنعت ما لم يصنعه الشبابُ ذوو الهمم المسنّة.
الأستاذ بديع الزمان: ما ألذ الشيءَ الطازج! فلا تحرمنا منه.