تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3. نعم أخي الكريم أنا أوافقك أننا بحاجة إلى ضبط أكثر لباب الأسماء والصفات، ولكن يكون ذلك انطلاقاً من القواعد والضوابط التي وضعها السلف رحمهم الله تعالى.

4. لي ملحوظة على كلامك في بداية المقال وهو قولك: ((كثيراً ما ألْحَظُ في كتب علمائنا أهل السنة و الجماعة _ أدام الله نفعهم _ حين التعرُّض للأسماء و الصفات أنه يقولون هذه الجملة: هذه صفة ثابتة لله _ تعالى _ كما يليق بجلاله، و أدلتها كثيرة من الكتاب و السنة

و هو كلام سديد لا غبار عليه ...

و لكن الذي يَرِدُ هو أننا إذا سألنا عن معنى تلك الصفة أنكروا علينا السؤال.)).

والذي يلزم من كلامك أخي الكريم على ما أفهم عدة أمور:

1. أن السلف رحمهم الله تعالى لم يتطرقوا إلى معاني الصفات، وهذا في ظني وعلى حسب علمي القاصر أمر فيه نظر ومثال ذلك: صفة الاستواء .. فالسلف يثبتونها على ما يليق بالله تعالى ويقولون الاستواء صفة ثابتة لله تعالى ... ثمّ هم بعد ذلك يذكرون معنى هذا الاستواء وأن هذا المعنى يختلف بحسب ما عدي به ... على ما هو معلوم عندكم.

إذاً فهم يذكرون المعاني جليّة واضحة دون أدنى شك .. لكن نلاحظهم عندما يسألون عن الكيفية يتوقفون كما فعل الإمام مالك رحمه الله تعالى .. وبإمكانك مراجعة كتاب الشيخ الفاضل / عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر ((الأثر المشهور عن الإمام مالك في صفة الاستواء (21 - 33)).

2. ويلزم كذلك من كلامك: ((أننا إذا سألنا عن معنى تلك الصفة ... )) أن السلف أو بعضهم كانوا مفوضة وهذا أمر خطير والتفويض كما هو معلوم أن يسأل الرجل عن الصفة فيقول الله أعلم بمعناها. وطبعاً أنا أجزم بأنك لا تلتزم بهذا اللازم ولكن فقط من باب المناقشة والفائدة.

ثم إنه لابدّ أن يعلم أن السلف ضبطوا هذا الباب ضبطاً عجيباً حتى لم يجعلوا لمبتدع ثغرة يدخل منها عليهم إلا وألجموه بالحجة والبرهان القاطع. مع أني أقول نعم نحن بحاجة إلى مراجعة بعض الأمور والتصحيح والتدقيق كما دعى إليه الأخ الفاضا ذو المعالي حفظه الله تعالى.

= أمر أخير قد يكون هناك كلام لبعض اهل العلم، غرضه منه هو سدّ الباب أمام أهل البدع، ولكن من حيث الأمر في نفسه مجرداً قد يكون للمسألة أخذ وردّ. فإن حصل ماقلت من أن بعض أهل العلم ينكر السؤال عن بعض معاني الصفات فلعلّه من هذا الباب، مع أني ما وجدت كلاماً لأحد العلماء بمثل ماذكرت، فأتمنى لو اتحفتنا ببعض الأمثلة حتى نستفيد، بل ولعلنا نستوضح أمراً آخر من كلام بعض أهل العلم ...

شاكرين لك أخي الحبيب ((ذو العالي)) حرصك واجتهادك

أخوك المحب / أبو عمر

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 09 - 03, 08:50 ص]ـ

أود التنبيه أخي على أمرين:

الاول: قولكم ((ثانياً: أن علماءنا _ أهل السنة _ غلب علينا أمر الإثبات و التنزيه حتى صرنا نتخوَّف من ذكر الواجب في الصفات و معانيها.

ثم عقبتم: بقولكم وهذا غلط بين.))

قلت: بل ما ذكره الاخ الفاضل هو الغلط البين.

فقوله حفظه الله (الاثبات) لفظة الاثبات ليس لها سبب ولا نسب بالتنزيه؟؟ فالغلو في الاثبات هو ماذكره حفظه الله.

ذلك ان علماء السلف باجمعهم يقرون بالصفات ومعانيها دون التمحل في ذكر المعنى بل يكون المعنى هو المتبادر في سمع كل عربي.

مع القطع بأن الله ليس كمثله شئ.

لكن عندما يسمع العربي ان الله (يحب المؤمنين) يعرف معناها ويبحث اسباب محبة ربه حتى ينخرط في جملة محبوبيه سبحانه.

وماورد عن بعض السلف في زيادة الاثبات كما ثبت عن ابن المبارك باسناد صحيح اثبات الحد. وغيره من أهل العلم.

أنما هو في مقابل المنكر. لرد باطله. كما ذكر ذلك الدارمي في مواضع من كتبه وشنع به اهل البدع عليه جهلا وعدوانا.

ومن أمثلة ذلك لفظ الجسم. فأنه لم يأتي نفيها ولم يأت اثباتها فأهل السنة على التوقف فيها او النظر في معناها عند من اطلقها؟

لكن من وجوه الالزام للمبتدعة ان نقول اذا قالوا ان الاستواء يستلزم الجسمية فنقول ان كان ذلك لازما (وهو ليس بلازم) فلازم الصحيح -صحيح - فيكون من اثبت الجسم لله اقوى واقرب صحة من من انكره.

و اثبات هذا يكون بأن المبتدع يقول انك اذا اثبت لله جسما فقد

(شبهته) فنقول له ومن اين لك هذا.

فاذا قال لان الله يقول ليس كمثله شئ! فنقول و هل تفهم في لغة العرب وبطريق العقل ان نفى التماثل يلزم منه ننفي وجود كل صفة واردة في المخلوق هذي هي العرب تقول (فلان ليس مثله احد ولا احد يشبهه)؟؟ فهل ترى هذا يعنى ان فلان ليس بجسم؟؟.

أما سمعت قول الشاعر: وليس كمثل الفتى زهير أحد.

وأنت قد اثبت لله صفات؟ فلماذا لم تنفها بالاية؟ وانت اثبت الرؤية وهي تستلزم الجهة؟ وأنت قد انكرتها؟ فكيف تنفى اللازم اذا اردت وتنفيه؟ اذا اردت!

و المقصود من هذا الاستطراد بيان ان السلف لم يغلب عليهم التنزيه بل هو الاصل الذي اعتمدوه ما ورد عنهم انما هو على سبيل المحاججة كما اوردت لك هذا المثال.

وكما نص على هذا شيخ الاسلام كما في اول الدرء عندما قال ان الائمة ما تكلموا في هذا الا بعد ظهور البدع في الصفات فلزم الاثبات لردع أهل المقالات الباطلة.

التنبيه الثاني: حول المعاني التى اوردتها وهذا يحتاج الى تحرير اذ المعنى العربي أحيانا بل كثيرا مايفسره أهل اللغة بالمشاهد او بالمحسوس كمثال المحبة المتقدم فأنهم يفسرونه بميلان القلب للمحبوب ومن هنا علا نكير المبتدعة.

والاولى ان يقال ان تفسير المعنى العربي لابد ان يكون باعتبار المضاف اليه كصفة الغضب مثلا راجع تعاريفها في المعاجم اللغوية؟؟

تجد انها لاتستقيم ابدا لان تكون صفة للبارئ. لان اصحاب المعاجم حينما ارادوا بيان المعاني شاهدوا المحسوس في المخلوق وانتفاخ اوداجه وغضبه وحنقه ففسروها على هذا المضاف اليه وهو المخلوق.

بينما صفات البارئ ينبغى ان تفسر باعتبار المضاف اليه وهو الخالق.

فيكون المعنى الاصلى للغضب مع نفى ما اضافه اهل اللغة من صفات المخلوق الحسية.

وهذا مبحث يحتاج زيادة كلام لعله يكون فيما يأتي ان شاء الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير