تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشراف (4/ 382)، والمنذري في الترغيب والترهيب. وقال ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية (1/ 34) عقب هذا الحديث: أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة، قال الدارقطني: كل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح).ا. هـ.

? قلت: الكلام كله الذي ذكره هذا السخاف إنما هو على حديث ابن عباس – ?. فأين رواية عبالرحمن بن عائش، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل – ? - قال: احتبس عنا رسول الله ? ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعاً، فثوب الصلاة، فصلى رسول الله ? وتجوز في صلاته، فلما سلم دعا بصوته، قل لنا: ((على مصافكم كما أنتم)). ثم انتقل إلينا ثم قال: ((أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل، فتوضأت، وصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري، قالها ثلاثاً، قال: فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء وعرفت، فقال يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، قال: ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الحسنات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء حين الكريهات، قال: فيم – وعند أحمد: وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام، قال: سل، قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترمني، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلى حبك، قال رسول الله ?: إنها حق فاردسوها ثم تعلموها)).

اخرجه كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، أنه حدثه عن مالك الترمذي (3235) من طريق: جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي بن يخامر السكسكي، عن معاذ به.

قلت: وهذا سند رجاله ثقات، إلا أن رواية يحيى بن أبي كثير عن زيد ابن سلام تكلم بعضهم في اتصالها. ففي ((التهذيب)): قال يحيى بن حسان، عن معاوية بن سلام: أخذ مني يحيى بن أبي كثير كتب أخي زيد بن سلام. ولذا قال ابن معين: لم يلقه، وما أحمد بن حنبل فسأله الأثرم: يحيى سمع من زيد؟ قال: ما أشبهه. ? قلت: سماعه من زيد بن سلام ثابت، لا سيما في هذا الحديث. فقد أخرج أحمد هذا الحديث في ((المسند)) (5/ 243): ثنا أبو سعيد مولى بن هاشم، ثنا جهضم يعني اليمامي، ثنا يحيى يعني ابن أبي كثير، ثنا زيد به. وهذا سند صحيح محفوظ إلى يحيى.

وقد صحح لهذا الحديث الإمام الترمذي والبخاري. قال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح)). وكذا هو النقل عنهما في ((تحفة الأشراف))، وأما ما نقله السقاف من قول الترمذي ((حسن غريب))، فإنما هو في حديث ابن عباس، وليس في حديث معاذ هذا ثم أقول لهذا السقاف: ألم تر في كتاب المزي ((تحفة الأشراف)) في الموضع الذي أشرت إليه (4/ 382 – 383) أنت في كتابك قول المزي: ((وقال موسى بن خلف العمي، عن يحيى، عن زيد، عن جده ابي سلام، عن أبي عبد الرحمن السكسكي مالك بن يخامر (وتصفحت في التحفة إلى: عن مالك) عن معاذ بن جبل به. قال أبو أحمد بن عدي: وهذا له طرق، ورأيت أحمد بن حنبل صحح هذه الرواية التى رواها موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير حديث معاذ بن جبل، وقال: هذه أصحها)). فإن ادعى السقاف أن حكم الترمذي على هذا الحديث بالصحة مردود لتساهله، فما بال تصحيح البخاري له، وتصحيح الإمام أحمد له كذلك، هل هما أيضاً موصوفان بالتساهل؟!!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير