تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم إن إيراد البخاري له في الصحيح واحتجاجه به، دلالة على ثبوت هذه المسألة عنده، ويستبعد أن لا يكون البخاري قد وقف على الرواية الناقصة، فهو إمام جهبذ متفق على تقدمه وعلو مكانته. والحديث مفسر الأية ولا شك، فلا وجه للنكارة التي يدعيها السقاف. و غثبات الساق لا يقتضي التشبيه، لأن الاتفاق في الاسم لا يقتضي الاتفاق في الكيفية. قال محمد بن إسحاق بن منده – رحمه الله – (26): ((التمثيل والتشبيه لا يكون إلا بالتحقيق، ولا يكون باتفاق الأسماء، وإنما وافق اسم نفس الإنسان الذي سماه الله نفساً منفوسه، وكذلك سائر الأسماء التى سمى بها خلقه إنما هي مستعارة لخلقه، منحها عباده للمعرفة ….)).

? وأما أدلة إثبات اليد لله تعالى:

? فمن الكتاب الكريم: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} {المائدة: 64}. و {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيجي} {ص: 75}. و {السماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} {الذاريات: 47}.

? ومن السنة المطهرة: ? حديث عبدالله بن عمرو ? -: عن النبي ? قال: ((إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)). والحديث رواه مسلم (3/ 1458)، والنسائي (8/ 221) من طريق: عمرو بن أوس، عن عبدالله بن عمرو – ? - به.

? وحديث أبي هريرة – ? -: عن النبي ? أنه قال: ((احتج آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده … .. )) الحديث. وهو متفق عليه عند البخاري (4/ 146)، ومسلم (4/ 2042). وفي رواية عند مسلم: ((قال موسى: أنت آدم الذي خلق الله بيده ……)). ولم تسلم هذه الصفة من تأويل ابن الجوزي، فقد أولها بالقوة، وتبعه السقاف على ذلك، وهو مذهب غالب من ينتسب إلى الأشعري، مع أن الشعري خالفهم في هذا القول، فقال في كتابه ((الإبانة)) (ص: 131): ((فإن سئلنا: أتقولون إن لله يدين؟ قيل: نقول ذلك …….)). ثم اسهب في الرد على من يدعي أن المراد باليد النعمة أو القدرة. وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، يثبتون أن لله تعالى يدين كما ورد في الكتاب والسنة.


الجزء الخامس والثلاثون
أقوال أهل العلم الدالة على إثبات صفة اليد لله تعالى

وأقوال أهل العلم من أهل السنة والجماعة والأئمة المتبوعين المعتبرين تشهد بما ذكرناه من إثبات صفة اليد لله تعالى. وإليك جملة من أقوالهم في ذلك:

? الإمام أحمد – رحمه الله – (27): كما في رواية أبي طالب عنه، قال: ((قلب العبد بين أصبعين، وخلق أدم بيده، وكل ما جاء الحديث مثل هذا قلنا به)). وفي رواية الميموني عنه: ((من زعم أن يديه نعمتاه فكيف يصنع بقوله: {خلقت بيدي} مشددة)).

? الحافظ افسماعيلي: قال في اعتقاده كما في ((السير)) للذهبي (16/ 295): ((اعلموا رحمكم الله أن مذاهب أهل الحديث الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله ….، ويعتقدون بان الله مدعو بأسمائه الحسنى، وموصوف بصفاته التي وصف بها نفسه، ووصفه بها نبيه، خلق آدم بيديه، ويداه مبسوطتان بلا اعتقاد كيف ….)).

? أبو عثمان الصابوني: قال – رحمه الله – في ((اعتقاد أهل السنة وأصحاب الحديث)) (ص: 26): ((يقول: إنه خلق آدم بيده كما نص سبحانه عليه في قوله عز وجل: {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين تحريف المعتزلة والجهمية أهلكم الله، ولا ييفونهما بكيف أو يشبهونهما بايدي المخلوقين تشبيه المشبهة خذلهم الله …….)).

? أبو القاسم الأصبهاني المعروف بـ: ((قوام السنة)): قال في كتابه: ((الحجة في بيان المحجة)) (2/ 291) في مذهب أهل السنة في الصفات: ((والإيمان بما ورد في القرآن من صفات الله تعالى كاليد، والإتيان، والمجيء، وإمرارها على ما جاءت، لا تكيف، ولا تتأول)).

? ابن قتيبة الدينوري: قال في ((الرد على الجهمية والمشبهه)) (ص: 40) بعد أن فند أقوالهم في تأويل اليدين، وردها بالأدلة الجازمة: ((فإن قال لنا: ما اليدان ها هنا؟ قلنا: هما اليدان التان تعرف الناس كذلك، قال ابن عباس في هذه الآية: ((اليدان: اليدان))، وقال النبي ?: ((كلتا يديه يمين))، فهل يجوز لأحد أن يجعل اليدين ها هنا نعمة، أو نعمتين، وقال: {لما خلقت بيدي} فنحن نقول كما قال الله تعالى، وكما قال رسوله، ولا نتجاهل، ولا يحملنا ما نحن فيه من نفي على أن ننكر ما وصف به نفسه، ولكنا لا نقول: كيف اليدان، وإن سئلنا نقتصر على جملة ما قال ونمسك عما لم يقل)).

? أبو الحسن الأشعري: الذي ينسب نفسه إليه. وقد تقدم نقل كلامه في ذلك (ص: 167).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير