وقال أيضاً في كتابه (الملل والنحل 4/ 83): (اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان).
وقال الطحاوي: (الجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان أبداً ولا تبيدان، فإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق وخلق لهما أهلاً، فمن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه، ومن شاء منهم إلى النار عدلاً منه، وكلٌ يعمل لما قد فرغ له، وصائرٌ لما خلق له، والخير والشر مقدَّران على العباد) متن العقيدة الطحاوية) ص 12).
وقال القرطبي في كتابه (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ص432): (أجمع أهل السنة على أن أهل النار مخلدون فيها غير خارجين منها كإبليس وفرعون وهامان وقارون، وكل من كفر وتكبر وطغى فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى، وقد وعدهم الله عذاباً أليماً فقال عز وجل: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب}، وأجمع أهل السنة أيضاً على أنه لا يبقى فيها ولا يخلد إلا كافر جاحد).
وقال محمد بن صالح العثيمين في كتابه (عقيدة أهل السنة والجماعة ص64): (والنار دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على بال، وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين).
أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم:
أولاها: التوقف:-
قال الإمام ابن القيم في كتابه (حادي الأرواح ص 471) – بعد ذكره لأقوال العلماء موضحاً أوجه استدلالهم -: (فإن قيل: إلى أين انتهى قدمكم في هذه المسألة العظيمة الشأن التي هي أكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة؟
قيل: إلى قوله تبارك وتعالى: {إن ربك فعال لما يريد}).
وثانيها: إثبات عدم فناء النار:-
(سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: [سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء النار وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش]، فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟
فأجاب: هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء، وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك ...... ) مجموع الفتاوى (18/ 307).
قال ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع ص 268): (النار حق، وأنها دار عذاب أبداً، لا تفنى ولا يفنى أهلها أبداً بلا نهاية، وأنها أُعِدت لكل كافرٍ مخالفٍ لدين الإسلام، ولمن خالف الأنبياء السالفين قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهم الصلاة والتسليم وبلوغ خبره إليه) .. ولم يتعقبه شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا كما تعقبه على كثير من المسائل في كتابه (نقد مراتب الإجماع).
وقال ابن القيم في كتابه (الوابل الصَّيِّب ص 32): (ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب، كانت دُورهم ثلاثة: دار الطيب المحض، ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنهم إذاعُذبوابقدر جزائهم أُخرجوا من النار فأُدخلوا الجنة، ولا يبقى إلا دار الطيب المحض، ودار الخبيث المحض).
وقال أيضاً في كتابه (زاد المعاد 1/ 68): (ولما كان المشرك خبيث العنصر خبيث الذات لم تطهر النار خبثه، بل لو أُخرج منها عاد خبيثاً كما كان، كالكلب إذا دخل البحر ثم خرج منه، فلذلك حرَّم الله تعالى على المشرك الجنة).
وقال أيضاً في قصيدته الكافية الشافية (كما في شرحها توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم / للشيخ: أحمد بن إبراهيم بن عيسى 1/ 96:
ثمانية حكم البقاء يعمها من الخلق والباقون في حيز العدم
هي العرش والكرسي ونار وجنة وعَجب وأرواح كذا اللوح والقلم)
(( مجمل أدلة من قال بفناء النار))
قال الله تعالى: {لابثين فيها أحقاباً} النبأ (23).
الأثر الأول:
¥