ـ[القعنبي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:02 ص]ـ
يقول الإمام الهُمام ابن تيمية .. جمعنا الله به في جنة عليًة:
و قد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة و ما رووه من الحديث ووقفتُ على أكثر من مائة تفسير فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئاً من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف بل عنهم من تقرير ذلك و تثبيته. إلا مثل قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق " () فروي عن ابن عباس و طائفة أن المراد به الشدة أو أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة و عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ و طائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد ـ رضي الله عنه ـ في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: " يكشف ربُنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن و مؤمنة و يبقى من كان يسجد في الدنيا رياء و سمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً " () و لا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال " يوم يكشف عن ساق " و لم يضفها الله تعالى إلى نفسه، و لم يقل عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنها من الصفات إلا بدليل آخر و مثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف) مجموع ابن قاسم 6/ 494
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:20 ص]ـ
فما الدليل على أن الصحابة أثبتوا لله ساقاً .. ؟؟
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[13 - 12 - 02, 02:09 ص]ـ
حديث الساق صحيح مخرج في الصحيحين وغيرهما من دواوين السّنّة، وقد فسر بعضهم الكشف عن الساق في هذا الحديث: بالكشف عن الاهوال والشدائد مستدلاً بما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} هـ
إلا ان الأمر في هذا الحديث مختلف ذلك أنّه بالنظر إلى روايات الحديث يتضح أن لفظ الساق جاء مجرداً عن الإضافة كما في رواه البعض، وجاء من بعض الطرق مضافاً إلى الله سبحانه وهي مخرجه في صحيح البخاري واخرجها كذلك من حديث ابن مسعود عبدالله بن احمد بن حنبل في كتاب السّنّة وابن منده في كتاب التّوحيد وكذلك جاء في الروايات ان المراد بالكشف هو تجلي الله لعباده كما ورد في حديث ابي هريرة عن ابن ابي عاصم ". . .فيتجلى لهم يضحك. ." وكذلك عن ابي موسى الاشعري.
وإذا كان كذلك فينبغي ان تحمل الروايات بعضها على بعض ويتضح ان المراد بالكشف عن الساق في الحديث هو الكشف عن ساقه سبحانه وتعالى ومنه نعرف أن لله تعالى ساقاً على مااثبته له نبيه صلّى الله عليه وسلّم بلا كيف بل كمايليق بجلال وجهه وعظيم سلطأنّه وبذاته المقدسة العلية، المستعلية عن مشابهة شيء من الخلق.
واما المخالفون لأهل السّنّة فقد أنكروا هذه الصفة لله تعالى وفرحوا وطاروا بتفسير ابن عباس للآية فامضوه على الحديث ولكن الله لم يتم لهم ذلك لأن الحديث له روايات صريحة في إضافة الصفة لله تعالى تمنع صحة التفسير الذي للحديث.
واما الآية فقد اختلف في دلالتها على الصفة فجاء عن ابن عباس ان الهول المراد والشدة وعن ابي سعيد تفسيرها بالصفة لكن جعل ذلك ظاهر القرآن، يمتنع لأن الساق جاءت نكرة في سياق الإثبات ولم تضف فهي بمجردها لاتدل على الصفة ولكن بتأمل التركيب والسياق وتدبر المعنى المقصود، يتبين ان المراد هو نفس ماحكاه النبي صلّى الله عليه وسلّم من أمر يوم القيامة، وقد جاء تفسيرها صريحاً بالحديث في رواية ابي موسى الاشعري حيث جاء فيه بعد ذكر السجود "فذلك قوله عز وجل {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} فعاد الحديث إذاً حجة عليهم في تفسير القرآن ومن المعلوم إن أولى مايفسر به القرآن،هو القرآن والسّنّة، قال تعالى: {ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم} وماذكره اهل الأهواء من إنكار صفة الساق وتأويلها بالشدة والهول أو بالنفس فكله هذيان لايرتقي إلى ان يكون علماً ينقل أو شبهة ترد بل الإعراض عنه أوّلى لمخالفته صريح السّنّة وظاهر القرآن والله تعالى أعلم.
ـ[الرئيسي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 06:02 ص]ـ
أخي الطارق بخير،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيلك على كتاب: "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للحافظ ابي الحسن بن منصور الطبري اللالكائي.
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:43 م]ـ
فأين الدليل على أن الصحابة أثبتوا لله ساقاً .. ؟؟
ابن عباس فسر الآية على حسب اللغة أن الكشف عن ساق يعني عن أمر عظيم .. ولم يخالفه أحد من الصحابة أو يعترض عليه ..
حتى رواية الإضافة الى الله لا تعني حتماً إثبات الساق له تعالى .. لأن تعبير (كشفت الحرب عن ساقها) لا يعني أن الحرب لها ساق -رغم الإضافة الى الحرب - .. وهو تعبير دارج عند العرب والقرآن نزل بلغتهم ..
ومن العلماء من رجح رواية (عن ساق) بدون إضافة .. ومنهم الاسماعيلي والألباني ..
¥