ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 10:09 م]ـ
أحسنتم يا شيخ: عبدالرحمن ... بارك الله في علمكم ونفع بكم.
ـ[ abouosama1] ــــــــ[15 - 12 - 02, 10:09 م]ـ
ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره، عند قول الله عز وجل ((وسع كرسيه السموات والأ {ض)). نقلا عن ابن أبي حاتم في تفسيره قال: حدثنا أبو سعيد الأشج: حدثنا ابن إدريس، عن مطرف بن طريف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى (وسع كرسيه السموات والأرض) قال: علمه. وكذا رواه ابن جرير من حديث عبد الله بن إدريس وهيثم كلاهما عن مطرف بن طريف به. قال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن جبير مثله؟ انتهى.
فالذي فهمته من هذا ان ابن عباس أوّل الكرسي بالعلم. هذا بالإضافة إلى تأويله الساق بالشدة. وقوله في افتراء اليهود على الله بقولهم (يد الله مغلولة) بأنها كناية عن البخل. وكل هذه الأقوال ذكرها الحافظ ابن كثير في تفسيره. فهذا يدل على أنهم أوّلوا ـ هكذا فهمت ـ فكيف ينكر هذا عنهم؟
وإذا كان المعول على النقل أليس هذا بنقل؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 10:18 م]ـ
أهلاً .. أهلاً، ما هذا يا ( abouosama1) .
كأنك - ويا سبحان الله - لم ترَ ردِّي عليك في موضوع: ما الدليل على أنَّ الصحابة ... الخ.
عندما قلت أنت أولاً:
(( ... لقد قرأت في تفسير الحافظ ابن كثير عند قول الله عز وجل (وسع كرسيه السموات والأرض) أي علمه فهل هذا تأويل؟)).
فرددت عليك بقولي:
((• الأخ: عبدللطيف، بل أقصد أبو أسامة؛ وعفواً ..
ههنا تنبيهان:
1 - أولاً: ما نقلته عن تفسير ابن كثير فيه تدليس، إذ قلت (في تفسير ابن كثير) مما يوهم أنَّ قوله (كرسيه: علمه) هو كلام ابن كثير وليس كذلك الأمر.
• بل هذا التفسير (وليس تأويلاً) قد أورده ابن كثير من طريقي ابن أبي حاتم وابن جرير في تفسيرهما؛ كلاهما من طريق مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
• قال الذهبي في ميزان الإعتدال في نقد الرجال (2/ 148) عن جعفر هذا: ((ذكره ابن أبي حاتم وما نقل توثيقه، بل سكت.
قال ابن مندة: ليس هو بالقوي في سعيد بن جبير.
قلت روى هشيم عن مطرف عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: (وسع كرسيه السموات والأرض)، قال: علمه.
قال ابن مندة: لم يتابع عليه.
قلت: قد روى عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره.
وروى أبو بكر الهذلي وغيره عن سعيد بن جبير من قوله قال: الكرسي موضع القدمين)) انتهى المقصود منه.
• قال أبو عمر: وقد ساق ابن كثير المرويات التي أجملها الذهبي ههنا بشيءٍ من البسط؛ ثم قال أخيراً: ((والصحيح أنَّ الكرسي غير العرش، والعرش أكبر منه؛ كما دلت على ذلك الآثار والأخبار)).
• وفي لسان العرب (6/ 194): ((قال أبو منصور: الصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه عمار الذهبي [كذا! والصواب: الدهني] عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره.
قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها.
قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل)) انتهى.
• قال أبو عمر: أبو منصور هذا هو الأزهري السلفي، صاحب تهذيب اللغة، وأكثر الروايات الصحيحة تدلُّ على أنَّ الكرسي هو موضع القدمين.
2 - ثانياً: تفسير الكرسي أنه العلم لو صحَّ من كلام ابن عباس – ولم يصحُّ – فإنَّ له أصلاً من كلام العرب.
• قال ابن جرير في تفسيره (3/ 11): ((وأما الذي يدل على صحَّته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه أنه قال: هو علمه، وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره: (ولا يؤوده حفظهما) على أنَّ ذلك كذلك؛ فأخبر أنه لا يؤده حفظ ما علم، وأحاط به مما في السموات والأرض.
وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما)؛ فأخبر تعالى ذكره أن علمه وسع كل شيء.
فكذلك قوله: (وسع كرسيه السموات والأرض).
وأصل الكرسي العلم ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب: كراسة، ومنه: قول الراجز في صفة قانص: ( .......... ••• حتى إذا ما احتازها تكرَّسا).
يعني: علم، ومنه يقال للعلماء: الكراسي؛ لأنهم المعتمد عليهم؛ كما يقال: أوتاد الأرض؛ يعني بذلك: أنهم العلماء الذين تصلح بهم الأرض.
ومنه قول الشاعر:
(يحف بهم بيض الوجوه وعصبة ••• كراسي بالأحداث حين تنوب)
يعني بذلك: علماء بحوادث الأمور ونوازلها.
والعرب تسمي أصل كل شيء: الكرس؛ يقال منه: فلان كريم الكرس؛ أي: كريم الأرض.
قال العجاج: (قد علم القدوس مولى القدس ••• أن أبا العباس أولى نفس
بمعدن الملك الكريم الكرس
يعني بذلك: الكريم الأصل، ويروى: (في معدن العز الكريم الكرس).
• وقال في القاموس المحيط (1/ 735): ((والكرسي؛ بالضم وبالكسر: السرير والعلم)).)).
* أقول: ماذا يسمَّى صنيعك هذا؟!
نسأل الله السلامة والعافية!
¥