قال الخطابي - رحمه الله -: وهذه الرؤية التي في هذا المقام يوم القيامة غير الرؤية التي في الجنة لكرامة أولياء الله تعالى، وإنما هذه للامتحان. والله أعلم.
الذي بين حاضنتين هي أقوال اخرى سيقت في محاولة تفسير لمعنى الساق مخالفة لقول الأغلبية في تفسيرها بمعنى الشدة،ولكنه اجتهاد في محله لأنهمعلى الاقل لم ينسبوا الى الله ما لم ينسبه لنفسه بنص صريح.
... في مرقاة المفاتيح:
وفي رواية أبي سعيد فيقول هل بينكم وبينه أي بين ربكم آية أي علامة تعرفونه أي بتلك الآية وهي المعرفة والمحبة التي هي نتيجة التوحيد وثمرة الإيمان والتصديق فيقولون نعم فيكشف عن ساق بصيغة المجهول وقيل على بناء الفاعل قيل معنى كشف الساق زوال الخوف والهول فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه أي من نحوها وجهتها مخلصا لا لجهة اتقاء الخلق وتعلق الرجاء بهم إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء أي احتراسا من السيف أو خوفا من الناس ورياء أي مراياة ومسامعة للخلق إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة.
أختي الفاضلة
أولا: كل هؤلاء (ابن حجر والقرطبي وابن الجوزي والعيني والقاضي عياض والخطابي وملا علي قارئ) ممن يؤولون الصفات
فكيف تستدلين بكلامهم في الصفات؟ حتى أن أغلبهم يؤول صفة العين واليد والوجه
وثانيا: تأويلهم ليس عليه دليل، بأن العلامة هو شيء يقذفه الله في قلوبهم وما شاببه.
... شرح النووي على مسلم (ومثله في الديباج للسيوطي):
قوله صلى الله عليه وسلم: (فيكشف عن ساق)
ضبط (يكشف) بفتح الياء وضمها وهما صحيحان. وفسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث الساق هنا بالشدة أي يكشف عن شدة وأمر مهول، وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر، ولهذا يقولون: قامت الحرب على ساق، وأصله أن الإنسان إذا وقع في أمر شديد شمر ساعده وكشف عن ساقه للاهتمام به.
يتحدث عن تفسير ابن عباس للآية وليس الحديث، فأخذوا ذلك التفسير للآية وطبقوها على الحديث.
مع العلم أن النووي رحمه الله أيضا يؤول الصفات.
... فتح القدير:
{يوم يكشف عن ساق} يوم ظرف لقوله فليأتوا: أي فليأتوا بها يوم يكشف عن ساق ويجوز أن يكون ظرفا لفعل مقدر: أي اذكر يوم يكشف قال الواحدي: قال المفسرون في قوله: {عن ساق} عن شدة من الأمر قال ابن قتيبة: أصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى الجد فيه شمر عن ساقه فيستعار الكشف عن الساق في موضع الشدة وأنشد لدريد بن الصمة:
(كميش الإزار خارج نصف ساقه ... صبورا على الجلاء طلاع أنجد)
وقال: وتأويل الآية يوم يشتد الأمر كما يشتد ما يحتاج فيه إلى أن يكشف عن ساق قال أبو عبيدة: إذا اشتد الحرب والأمر قيل كشف الأمر عن ساقه والأصل فيه من وقع في شيء يحتاج فيه إلى الجد شمر عن ساقه فاستعير الساق والكشف عن موضع الشدة وهكذا قال غيره من أهل اللغة وقد استعملت ذلك العرب في أشعارها ومن ذلك قول الشاعر:
(أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا)
وقول الآخر:
(والخيل تعدو عند وقت الاشراق ... وقامت الحرب بنا على ساق)
وقول آخر أيضا:
(قد كشفت عن ساقها فشدوا ... وجدت الحرب بكم فجدوا)
وقول آخر أيضا في سنة:
(قد كشفت عن ساقها حمرا ... ء تبري اللحم عن عراقها)
وقيل ساق الشيء: أصله وقوامه كساق الشجرة وساق الإنسان: أي يوم يكشف عن ساق الأمر فتظهر حقائقه وقيل يكشف عن ساق جهنم وقيل عن ساق العرش وقيل هو عبارة عن القرب وقيل يكشف الرب سبحانه عن نوره وسيأتي في آخر البحث ما هو الحق وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل قرأ الجمهور {يكشف} بالتحية مبنيا للمفعول وقرأ ابن مسعود وابن عباس وابن أبي عبلة تكشف بالفوقية مبنيا للفاعل: أي الشدة أو الساعة وقرئ بالفوقية مبنيا للمفعول وقرئ بالنون وقرئ بالفوقية المضمومة وكسر الشين من أكشف الأمر: أي دخل في الكشف.
أختي الفاضلة، هذا تفسير للآية ونحن نتحدث عن الحديث
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 06 - 08, 06:40 م]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توبة
... فتح القدير:
¥