ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[07 - 04 - 03, 01:32 م]ـ
الأخ أسد السنة ..
ساءني أن حرصك على الرد، غلب عملك على فهم المقال ..
فيما يتعلق بالإيراد الأول ..
لا تناقض فيما ذكره الأخ محب العلم، بل هو ظاهر جدا ..
فعندما ذكر أن المتأخرين لا يفرقون بين أنواع الجاهل، فإن محل ذلك حيث عذر بالجهل
والعذر بالجهل، غير منفي عند المحققين في مسائل الاعتقاد ..
بل له موضعان، ذكرهما لك الأخ محب العلم، هما:
- المسائل الخفية، وما عدا الأصول في التوحيد.
- المسائل الثلاث في الأمور الظاهرة.
فمعنى كلامه، أنه حيثُ عُذِر بالجهل، فإنَّه يُنظر فيه إلى الفرق بين أنواعه.
وأمَّا مسألة الشرك والكفر، فأرى أنها اصطلاحية إلى حد كبير، والمراد عدم تنزيل حكم الكفر الأخروي، والشرك فعل مكفِّر، وناقض من النواقض، لا مرادف للكفر بمعناه الأخص، وهو المقصود هنا، ولعل بسطها يكون بعد هذا، إن لم يتفضل محب العلم بتبيانها.
وأمَّا نقل شيخ الإسلام، فقد اكتفيتَ بالقعقعة، ولم تبيِّن وجه الغلط الذي تدعيه.
وأمَّا قولك
كما أظن أنك قد بالغت بل افتريت أمورا في مقالك حيث ادعيت الإجماع في مسألة الإجماع فيها خلاف قولك فهل لك أن تبين حقيقة هذا الإجماع فلعلنا نحسن الظن بك ونبين لك ما أرادوا حيث قلت " وقد نقل الإجماع على عدم العذر بالجهل في هذه المسائل جماعة منهم:
ابن جرير الطبري كما في كتابه " التبصير بمعالم الدين "، وإسحاق بن عبدالرحمن كما في رسالته " حكم تكفير المعيّن "، وعبدالله أبابطين في رسالته " الإنتصار" وغيرهم. "
فأنت نقلت نص حديثه، وأنَّه إنما نسب حكاية الإجماع إليهم، فكيف تقول: ادعيت الإجماع، وتجزم بأنها فرية منه، وهو ناقل؟
وأما المجهول الذي تقول، فقد كنت أحسب عدم تأملك في الكلام مقتصرًا على كلام محب العلم، فإذا هو في كلامك كذلك!
ألست تقول:
وقد عرضت بعضها على بعض أهل العلم .. إلخ؟
ـ[أسد السنة]ــــــــ[08 - 04 - 03, 02:39 ص]ـ
أيها الأحبة كأن الموضوع بدأ يأخذ وجهة أخرى لعلها توردنا باب الجدل العقيم:
ولعلي أبين ما أراه أنه الحق في تلك المسائل المذكورة آنفاً وإن كان لدى الإخوة تعقيب أو توجيه فلا يبخلوا علينا.
من قال إن أهل السنة لا يعذرون بالجهل في مسائل التوحيد الظاهرة أو الأصول – أيّ القيدين ذكر – فقد خالف النصوص والمنقول عن أهل العلم الأثبات في هذه المسألة.
وأما التقييد بمن نشأ في بادية بعيدة أو بمن كان حديث عهد بالإسلام أو أن تكون المسألة من المسائل الخفيه فهذا قيد أغلبي لأن مدار الأمر على التمكن من معرفة الحجة.
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله " فإن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية بعيدة أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرّف وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه فإن حجة الله هي القرآن فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة."
فتأمل قوله " فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة " تعرف أن الأمر ليس محصوراً في الثلاث حالات التي ذكرها الأخ محب العلم وأيده عليها الأخ.
وسيأتي في كلامه رحمه الله " وخلا من شيء يعذر به "
فقد يكون هنالك من عاش في دار الإسلام لكنه لم تقم عليه الحجة الرسالية وهذا هو محل النزاع.
فإن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه كما قال تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقال تعالى (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) وقال تعالى (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء)
وقال تعالى (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين).
وهذا كثير في القرآن يخبر تعالى إنه إنما يعذب من قامت عليه الحجة الرسالية.
ومن السنة:
ما جاء في الصحيحين:
عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ قال رسول الله وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ *
¥