حتى يكون اعتقاد الجهل عذرا لإخوانهم المعتقدين في الأموات ".
ثم قال:" فإن اثباتهم التوحيد، إن كان بألسنتهم فقط، فهم مشتركون في ذلك هم واليهود والنصارى والمشركون والمنافقون، وإن كان بأفعالهم فقد اعتقدوا في الأموات ماعتقده أهل الأصنام في أصنامهم "انتهى كلامه.
فهل بقي في نصف السطر الذي نقلته-حفظك الله - في (سجود التحية) حجة؟
وأما حديث (اجعل لنا ذات أنواط):
فيجيبك عنه الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله كما فتوى له برقم 9257 وتاريخ 22/ 12/1405هـ حيث قال:
" أما الذين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط يعلقون بها أسلحنهم: فهؤلاء كانوا (حديثي عهد بإسلام)، وقد طلبوا فقط ولم يفعلوا، فكان ماحصل منهم مخالفا للشرع، وقد أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم لو فعلوا ماطلبوا كفروا " انتهى كلامه.
والصحيح أن أباواقد الليثي رضي الله عنه من مسلمة الفتح كما نص على ذلك الزهري فيما رواه ابن منده بسند صحيح عنه،خلافا لمن زعم أنه شهد بدرا.
على أن الشاطبي وشيخ الإسلام ابن تيمية ومن بعدهم كالشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله، يعدون هذا الطلب من وسائل الشرك الأكبر، وعده الشيخ محمد بن عبدالوهاب شركا أصغر كمافي مسائله على الحديث.
إذا فمناط العذر هنا إنما هو أنهم (حديثوا عهد بكفر) كمافي الحديث.
ثم هم لم يقعوا فيه كما تقدم وإنما طلبوا.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله كما في " عارض الجهل " للراشد ص291:
" لم يقع من هؤلاء شرك وإنما طلبوا الإذن أن يجعل لهم ذات أنواط، أما من وقع في الشرك فإنه يحكم عليه أنه مشرك لأن هذه من الأمور الظاهرة " انتهى.
وأما قولك: "وعذر عدي بن حاتم فلم يكفره لما كان يجهل أن طاعة الأحبار والرهبان في تحليل الحرام ليست عبادة "
فمن أعجب ماوقفت عليه من كلامك!
فإن عدي ابن حاتم كان يفعل ذلك في الجاهلية ثم أسلم.
فلما نزل قوله تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} الآية.
تعجب من هذه الصورة من العبادة التي كان يفعلها في ضمن مايفعل، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم وجه كونها عبادة.
فهل في حديث عدي رضي الله عنه انه كان مقيما على عبادة رهبان قومه، حتى أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بكونها كفرا، أم أن عديا كان يحكي ماكان يفعل مع قومه في الجاهلية التي أسلم بعدها؟!!
أرجو جوابا شافيا وفقك الله.
وأما ماذكرته من كلام السهسواني رحمه الله،فلاشك أنه في غاية الصحة، فإن من نطق بكلمة التوحيد حكم بإسلامه حتى يظهر منه خلافه، وهو الذي يدل عليه حديث أسامة بن زيد في الصحيح.
ولكنه –وفقك الله – ليس محل كلامي.
وإنما محل كلامي هو الرجل الذي نطق بكلمة التوحيد مع كونه ((((((مقيما على الشرك))))).
فإن هذا لم يدخل في الإسلام أصلا حتى يرتد، بل هذا ظاهره (الكفر) لا (الإسلام)،.
وفرق بين المقامين ظاهر.
والفقه: الجمع والفرق كما قال القرافي في الفروق.
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله كما في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (2/ 12 - 13):
" إن ((التهليل)) إذا صدر من (المشرك)، حال (استمراره) على شركه =غير معتبر، فوجوده كعدمه، وإنما ينفع إذا قاله: عالما بمعناه، ملتزما لمقتضاه كما قال تعالى {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}.
قال ابن جرير وغيره: وهم يعلمون حقيقة ماشهدوا به " انتهى كلامه.
وأما أذى اللسان، فأستغفر الله تعالى منه، إن كان، وأطلب منك فيه الحل، والله يعفو عنا وعنك ويغفر لنا ولك.
أخوكم
محب العلم.
ـ[محب العلم]ــــــــ[18 - 04 - 03, 05:57 م]ـ
تنبيهان مهمان في خاتمة هذه المعالم:
التنبيه الأول:
ذكرت في أول المقال أن ابن جرير الطبري رحمه الله قد نقل الاجماع على عدم العذر بالجهل في الأمور الظاهرة، وقد كتبت هذا من ذاكرتي فوهمت.
والصواب أنه اثبت الفرق بين الأمور الظاهرة والخفية من المكفرات فقط.
وأما الاجماع فلم اقف عليه بعد مراجعة النص.
وقد نقل الاجماع على ماذكر غيره من اهل العلم.
ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
التنبيه الثاني:
ذكرت أيضا في أول المقال أن من وقع في الشرك الأكبر وكان من أصحاب الحالات الثلاث، فإنه يثبت له اسم الشرك ويرتفع عنه اسم الكفر.
¥