و أما السحر الرياضي و هو: ما يرجع إلى خفة اليد و سرعة الحركة، و السحر التمويهي و هو: ما يكون بتمويه بعض المواد بما يظهرها على غير حقيقتها فهذان النوعان من الغش و الخداع و ليسا من السحر الذي هو كفر.
ب - حقيقة شهادة أنَّ محمداً رسول الله: أن الله أرسله إلى جميع الناس بالهدى و دين الحق، وأنه خاتم النبيين، وأنه الصادق المصدوق في كل ما أخبر به، وأن هديه صلى الله عليه و سلم خير الهدي، و أن الإيمان به، وطاعته، ومحبته، وأتباعه واجب على كفر أحد.
و جملة ما يناقض حقيقة شهادة أن محمداً رسول الله أمور:
1 - جحد رسالته صلى الله عليه و سلم، أو تكذيبه، أو الشك في صدقه.
2 - جحد ختمه للنبوة، أو دعوى النبوة بعده صلى الله عليه و سلم، أو تصديق مدعيها، أو الشك في كذبه.
3 - جحد عموم رسالته صلى الله عليه و سلم، و من ذلك اعتقاد أنه رسولٌ للعرب خاصة، أو دعوى ذلك، أو أن اليهود و النصارى لا يجب عليهم اتباعه، أو أن أحداً يسعه الخروج عن شريعته صلى الله عليه و سلم كالفيلسوف أو العارف من الصوفية و نحوهما.
4 - تنقص الرسول صلى الله عليه و سلم، و عيبه في شخصه، أو في هديه و سيرته.
5 - السخرية من الرسول صلى الله عليه و سلم، والاستهزاء به، او بشيء مما جاء به من العقائد، والشرائع.
6 - تكذيبه صلى الله عليه و سلم في شيء مما أخبر به من الغيب مما يتعلق بالله، أو يتعلق بالملائكة، والكتب و الرسل و المبدأ و المعاد و الجنة و النار.
ج – ما يناقض حقيقة الشهادتين جميعاً، و يشمل أموراً:
1 - التكذيب بأن القرآن من عند الله، أو جحد سورة، أو آية، أو حرف منه، أو أنه مخلوق، أو أنه ليس كلام الله.
2 - تفضيل حكم القانون الوضعي على حكم الله، ورسوله، أو تسويته به، أو تجويز الحكم به و لو مع تفضيل حكم الله و رسوله.
3 - تحريم ما أحل الله، ورسوله، و تحليل ما حرم الله، ورسوله، أو الطاعة في ذلك.
تنبيه: ينبغي أن يعلم:
أولاً: أن ما تقدم من أنواع الردة منه ما لا يحتمل العذر كجحد وجود الله، وتكذيب الرسول صلى الله عليه و سلم، فهذا يكفر به المعين بكل حال.
و منه ما يحتمل العذر بالجهل، أو التأويل ..
مثل: جحد شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم من الأخبار و الشرائع، و هذا لا يكفر به المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه.
ثانياً: أن من أظهر شيئاً مما تقدم من أنواع الردة جاداً أو هازلاً أو مداهناً أو معانداً في خصومة – أي غير مكره – كَفَرَ بذلك لقوله تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان .. الآية) النحل: 106.
و من ذلك: إظهار السجود للصنم مجاملة للمشركين، وطلباً للمنزلة لديهم، والنيل من دنياهم، مع دعوى أنه يقصد بذلك السجود لله أو لا يقصد السجود للصنم، فإنه بذلك مظهرٌ لكفر من غير إكراه، فيدخل في عموم قوله تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان .. الآية) النحل: 106.
الثالث: ما يلزم منه لزوماً ظاهراً و يدل دلالة ظاهرة على عدم الإقرار بالشهادتين باطناً ن و لو أقر بهما ظاهراً و ذلك يشمل أمور:
1 - الإعراض عن دين الإسلام، لا يتعلمه، و لا يعمل به، ولا يبالي بما ترك من الواجبات، و ما يأتي من المحرمات، و لا بما يجهل من أحكام.
و ينبغي أن يعلم أن المكلف لا يخرج من كفر الإعراض – المستلزم لعدم إقراره – بفعل أي خصلة من خصال البر، وشعب الإيمان، فإن من هذه الخصال ما يشترك الناس في فعله – كافرهم و مؤمنهم – كإماطة الأذى عن الطريق، وبر الوالدين، و أداء الأمانة.
و إنما يتحقق عدم هذا الإعراض، و السلامة منه بفعل شيء من الواجبات التي تختص بها شرعية الإسلام التي جاء بها الرسول صلى الله عليه و سلم – كالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج – إذا فعل شيئاً من ذلك إيماناً واحتساباً، قال شيخ الإسلام بن تيمية (فلا يكون الرجل مؤمناً بالله و رسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه و سلم) من " مجموع الفتاوى " (7/ 621).
ملاحظة: هكذا وردت العبارة في " الفتاوى "، و لعل المناسب للسياق (مع عدم فعل شيء).
¥