تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 02:20 ص]ـ

17 - وإنَّهم للرَّهطُ لا ريبَ فيهمُ --- على نُجبِ الفردوسِ بالنُّور تَسرحُ

أي هؤلاء المذكورون من الصحابة الخلفاء الأربعة , وكذلك الذين سرد اسماءهم في البيت الآتي.

(للرهط) وهو عشيرة الرجل , ويطلق على ما دون العشرة , وقيل ما بين الثلاثة إلى العشرة.

وفي بعض النسخ (والرهط) ولعله الأقرب , ويكون الضمير في قوله (وإنهم) عائداً على الأربعة والرهط معطوف عليه , والمقصود بهم الستة المذكورون في البيت الذي بعده.

(لا ريب فيهم) لا تهمة ولا شك فيهم وفيما سينالونه من الله من الفضل ولا شك في منزلتهم عند أهل السنة , ولا ريب في أنهم من أهل الجنة.

(على نجب) جمع نجيب وهو أكرم المال وأنفسه , والمراد أنهم يسرحون في الجنة على نجب الفردوس وهي النوق الكريمة والخيل الكريمة يروحون عليها ويغدون في الجنة , روى مسلم عن أبي مسعود الأنصاري قال جاء رجل بناقة مخطومة فقال هذه في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة) (1)

وروى الترمذي عن سليمان بن بريدة بن الحصيب عن أبيه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل في الجنة من خيل؟ قال (إن أدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت إلا فعلت) قال: وسأله رجل فقال: يا رسول الله هل في الجنة من إبل؟ قال: قلم يقل له مثل ما قال لصحابه , قال (إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك) (2) , وسنده ضعيف , لكنه جاء من طريق أخرى مرسلاً بسند صحيح , وله شاهد من حديث بريدة رضي الله عنه قيرتقي بذلك إلى درجة الحسن , كما في السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله برقم 3001.

ويقصد الناظم رحمه الله بهذا أن هؤلاء مقطوع لهم بالجنة سهد لهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , سيأتي إن شاء الله ذكر بعض الأحاديث الدالة على ذلك.

(الفردوس) اسم من أسماء الجنة , وهو اسم لأعلى الجنة وأوسطها وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله , كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض , فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة) (3)

(بالنور تسرح) اي بمن عليها من أهل النور والوضاءة والبهاء والحسن.

(تسرح) أي تذهب حيث شاء راكبها , وفي بعض النسخ (في الخلد تسرح) والخلد هي الجنة , لأنها دار النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول. وفي هذا أن أهل الجنة يتزاورون فيها يغدون ويروحون لتتم لذتهم وليكمل أنسهم وسرورهم , نسأل الله الكريم من فضله.

وإلى اللقاء في البيت الثامن عشر.

ـــــــــــــــــ

(1) مسلم 1892

(2) الترمذي برقم 2543

(3) أخرجه البخاري برقم 6987

ـ[الاثر]ــــــــ[16 - 06 - 03, 10:09 ص]ـ

جزاك الله خيرا الجزاء اخي العوضي وجعل ذلك في ميزان حسناتك ونفع الله بك المسلمين

ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 06 - 03, 10:36 م]ـ

وإياك اخي الكريم

ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 06 - 03, 10:37 م]ـ

18 - - سعيدٌ وسعدٌ وابن عوفٍ وطلحةُ --- وعامرُ فهرٍ والزبيرُ الممدَّح

هذا تفسير وبيان الرهط بذكر أسمائهم , وهؤلاء الستة مع الأربعة الخلفاء هم العشرة المبشرون بالجنة كما بشرهم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت الصحيح. فهم الرهط الذين لا ريب في دخولهم الجنة , ولا ريب أنهم على نجب الفردوس في جنة الخلد يسرحون , وقد ورد في بشارتهم بالجنة أحاديث , منها مارواه الترمذي عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (أبوبكر في الجنة , وعمر في الجنة , وعثمان في الجنة , وعلي في الجنة , وطلحة في الجنة , والزبير في الجنة , وعبدالرحمن بن عوف في الجنة , وسعد في الجنة , وسعيد في الجنة , وأبوعبيدة بن الجراح في الجنة) (1) وفي الترمذي وابن ماجه عن سعيد بن زيد مثله (2).

قال الناظم:

للمصطفى خير صحب أنهم ... في جنة الخلد نصا زادهم شرفا

هم طلحة وابن عوف والزبير ... مع أبي عبيدة والسعدان والخلفاء

(سعيد) هو ابن زيد بن عمرو بن نفيل , ابن عم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما تعالى , (وسعد) هو ابن أبي وقاص (وابن عوف) هو عبدالرحمن , (وطلحة) هو ابن عبيد الله , (وعامر فهر) هو أبوعبيدة عامر بن الجراح الفهري القرشي , (والزبير) هو ابن العوام (الممدح) أي: الذي له المدائح الكثيرة , والمدائح الكثيرة لهؤلاء جميعاً ومن أعظم هذا المدح تبشيرهم بالجنة , وينظر في مناقب هؤلاء على الخصوص كتاب (الرياض النضرة في مناقب العشرة) للمحب الطبري.

وإلى اللقاء في شرح البيت التاسع عشر

ــــــــــــــــــــ

(1) الترمذي برقم3474 وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 50

(2) الترمذي برقم 3748 وابن ماجه برقم 133

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير