تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الناظم رحمه الله لم يذكر العلو والاستواء , لكن في ضمن الأبيات التي ذكرها إشارة إلى ذلك فاكتفى به , لأن في إثبات النزول إثباتاً للعلو , ولهذا أورد الإمام الذهبي رحمه الله هذه المنظومة بكاملها في كتابه (العلو) في سياق ما نقله عن الأئمة من نقول في تقرير علو الله على خلقه , وسيأتي أيضاً قول الناظم (وذو العرش يصفح) وفيه إثبات العرش العظيم الذي استوى عليه الربُّ عزوجل.

وإلى اللقاء في البيت الخامس عشر.

ـــــــــــ

أخرجه الترمذي (739) وإسناده ضعيف

ـ[العوضي]ــــــــ[05 - 06 - 03, 02:16 ص]ـ

15 - وقل: إنَّ خير النَّاسِ بعد محمَّدٍ --- وزيراهُ قدَماً ثم عثمانُ الارجَحُ

هذا مختصرٌ لمعتقد أهل السنة في الصحابة , ومع اقتضاء المنظومة الإختصار إلا أن الناظم قد أتى منه بالشيء الكثير , وبدأه بذكر التفاضل بينهم رضي الله عنهم أجميعن.

(قل) أي يا صاحب السنة ويا من يريد لنفسه المعتقدَ الصحيحَ , معتقدَ أهل السنة والطائفة المنصورة والفرقة الناجية , قل وأنت منشرحُ الصدر وغيرُ شاك ولا مرتاب:

(إن خير الناس بعد محمد) أي أفضل الناس وأزكاهم بعد محمد صلى الله عليه وسلم , والناظم هنا يقرر من هم أفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم , فيقول: إن خير الناس بعد محمد صلى الله عليه وسلم (وزيراه قدماً) وهما: أبوبكر وعمر رضي الله عنهما.

و (الوزير) في اللغة هو العوين للملك والذي يحتمل عنه أثقاله ويشير عليه ويعينه , ولذا وصف الناظم أبابكر وعمر بأنهما وزيران له صلى الله عليه وسلم.

(قدماً) اسم زمان من القِدَم , أي هما وزيران له منذ بداية الدعوة , لأن نصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم كانت قديمةً , وقد جاء في حديث يُرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند الترمذي والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما من نبي إلا كان له وزيران من أهل الأرض ووزيران من أهل السماء فوزيرا أهل السماء هما جبريل وميكال ووزيرا الأرض أبوبكر وعمر) (1) ولكن الحديث ضعيف وله طريقان آخران ضعيفان , لكن ثبت في فضلهما وخيريتهما أحاديث.

روى البخاري ومسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه (أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. فقلت: من الرجال؟ قال: أبوهما , فقلت ثم من؟ فقال عمر بن الخطاب) (2)

وليسا أفضل هذه الأمة فحسب بل هما افضل الناس بعد النبيين والمرسلين كما في الحديث (أبوبكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين)

وهو مروي عن غير واحد من الصحابة منهم علي بن أبي طالب وأنس ابن ماللك وجابر وأبوسعيد وهو حديث صحيح بمجموع طرقه (3)

وثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما , أنه قال (كنا زمن النبي لا نعدل بأبي بكر أحداً , ثم عمر ثم عثمان , ثم نترك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم) (4) وروى البخاري عن محمد بن الحنيفة قال: قلت لأبي يعن يعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أبوبكر , قلت: ثم من؟ قال: عمر , قال: وخشيت أن يقول عثمان , قلت ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا واحد من المسلمين) (5).

وقد تواتر هذا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بل جاء عنه أنه قال (لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري) (6) , وذلك لأنه افترى الكذب عندما قدَّم عليا على الوزيرين.

والنصوص الواردة في تفضيل أبي بكر وعمر كثيرة جداً , أوردها أهل العلم في الكتب التي تعتني بمناقب الصحابة , وتفضيلُ أبي بكر وعمر على الصحابة كلهم محل اتفاق بين أهل العلم , وقد ذكر القاضي أبويعلى عن الإمام أحمد أن قال (من فضل عليا على أبي بكر وعمر أو قدمه عليهما في الفضيلة والإمامة دون النسب فهو رافضي مبتدع فاسق).

ــــــــــ

(1) الترمذي برقم3680 والحاكم في المستدرك 2/ 290 وقال " صحيح الإسناد ولم يخرجاه " وقد ضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي برقم3680

(2) البخاري برقم3662 , ومسلم برقم2384

(3) انظر السلسلة الصحيحة برقم 824

(4) البخاري برقم 3655

(5) البخاري برقم 3671

(6) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1219

وإلى اللقاء في البيت السادس عشر

ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 06 - 03, 10:32 م]ـ

16 - ورابعهُمْ خيرُ البريَّة بعدهُم --- عليٌّ حليفُ الخيرِ بالخيرِ مُنْجِحُ

أي رابع الصحابة في الفضل هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه

(خير البرية) أي خير الناس بعد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. (البرية) من: برأ الله الخلق يبرؤهم أي خلقهم.

وعليٌّ هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته وأبو السبطين صاحب المناقب الكثيرة , وقد أشار الناظم إلى بعض فضائله.

(حليف) أي المحالف للخير الذي حليفه الخير دائماَ يحظى بالخير وينلل الخير ويحصله أي أنه دائماً ملازم للخير.

(بالخير منجح) من النجاح , وهو تحصيل المقصود والظفر به.

وفي بعض النسخ (بالخير يمنح) , وفي نسخة (بالخير ممنح) أي أنه يعطي الناس ويمنحهم , ففيه وصفه بالسخاء والجود والكرم.

وإلى اللقاء في البيت السابع عشر

أخوكم في الله: أبوخطاب عادل العوضي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير