أما القائلين بفناء النار فمن أدلتهم قوله تعالى: {قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء ربك إن ربك حكيم عليم} , وقوله تعالى: {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} , وجه الدلالة من الآيتين أنه لم يأت بعد الاستثناء ما يدل على دوام النار كما جاء في شأن الجنة مما يدل على دوامها في قوله تعالى: {عطاء غير مجذوذ}، فدل على أن النار تفنى والجنة نعيمها دائم لا ينقطع، وقوله تعالى: {لابثين فيها أحقابا} وجه الاستدلال من الآية أن الأحقاب أوقات معدودة محصورة لا بد لها من نهاية. كما استدلوا بآثار عن الصحابة كأبي هريرة وابن مسعود وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه. قالوا ومن حيث المعنى فإن عذاب الكفار مراد بالعرَض ونعيم الجنة مراد لذاته فما كان مرادا بالعرَض فإنه ينتهي بانتهاء ذلك العرض، وما كان مرادا لذاته فإنه يدوم ولا ينقطع، ومعنى مراد بالعرَض يعني أن تعذيبهم عَرَض لأجل كفرهم فإذا نقوا وتطهروا بالعذاب زال عنهم درن الكفر فأصبح تعذيبهم لا حكمة فيه إلى غير ذلك مما لم يذكر.
فإذا كان الأمر كذلك أعني أن المسألة فيها قولان للسلف فمن اجتهد وهو من أهل الاجتهاد وأخذ بأحد القولين فإنه لا ينكر عليه ولا يضلل ولا يبدع، لأن السب والتجريح و تضليل الآخرين وهم ليسوا كذلك فيه إثم ومعصية ويترتب عليه الاختلاف والفرقة التي نهى الله عباده عنها، ويفرح به أعداء الجميع من يهود ونصارى وعلمانيين وحداثيين ومنافقين وغيرهم من أصناف الكفار الذين يسرهم كثيرا حصول الاختلاف والفرقة بين المسلمين، وإني أهيب بأبنائي من شباب، واخواني من طلبة العلم أن يكفوا عن إثارة هذه الفتنة وأن يوجهوا أقلامهم إلى الرد على أعدائهم كلهم من يهود ونصارى وعلمانيين وغيرهم من أنواع الكافرين، فإن ذلك أحرى بأن تتحد كلمة الأمة وعلمائها, وأن يفوتوا بذلك على الأعداء فرصتهم، هذا أملى في أبنائي الشباب واخواني طلبة العلم والمعنيين في هذه المسألة أن يستجيبوا لندائي هذا ويوقفوا هذه الأعمال التي لا يستفيد منها إلا العدو.
نسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويجمع على الحق كلمة المسلمين إنه على كل شيء قدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
حمود بن عقلاء الشعيبي
18/ 4/1421 هـ
ـ[عارف]ــــــــ[20 - 02 - 05, 11:53 ص]ـ
كفى وشفى ما في الفؤاد فلم يدع لذي إربة في القول جدا ولا هزلا
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[04 - 03 - 09, 08:05 ص]ـ
رحم الله الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي، كان إماما و شيخا مجاهداً، مثالاً للربّانيّة و شوكة في حلوق الأعداء ..
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 10:19 ص]ـ
الباعث على القول بفناء النار هو الآتي
أن الجنة من آثار رحمة الله ورحمة الله صفة ذاتية لا تنفك عنه سبحانه وتعالى و أما النار فإنها من آثار غضبه سبحانه وتعالى وغضبه سبحانه وتعالى صفة فعلية اختيارية فالقول بعدم فناء النار يعني عدم انفكاك الغضب عنه سبحانه وتعالى أي كونها صفة ذاتية فلذلك جاء القول بفناء النار لهذه العلة وهو قول ابن القيم في حادي الأرواح وابن تيمية وغلط من نفاه عنهما كما قال الشيخ صالح آل شيخ
والصحيح الذي عليه الجمهور أنها لا تفنى وذ لك للأدلة المحكمة الصريحة في ذلك ومن امثلتها حديث الكبش الذي يذبح بين الجنة والنار ويقال يا اهل الجنة خلود فلا موت و يأهل النار خلود فلا موت وخلود أهل المكان يستلزم خلود المكان
و هناك بعض الآراء الشاذة في فناء النار لابن عربي وغيره من أن أهل النار يعذبون فيها ثم يتحولون إلى الطبيعة النارية وهناك قول آخر ينسب للجهمية وهو أن العذاب ينقطع ويبقى العذاب بالاستصحاب أي لا يتجدد وذلك لأصل أصلوه وهو أن العقل اقتضى أن الحركة التي تبدا ستنتهي وأن المتحرك الذي بدا حركة لا بد أن تنتهي حركته
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل القول بفناء النار يضلل فيه قائله نظرا للأثار الواردة في ذلك وإن كانت ضعيفة او موضوعة وكذلك نظرا للحجة التي أوردوها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 02:50 م]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن المحمود حفظه الله عن هذه المسألة
(أن هذه الآثار الواردة عند التحقيق تكون على قسمين:
1 - قسم ثبتت انها ضعيفه وإن كان صريحة فلا يحتج بها
2 - قسم أن المقصود بالنار هي نار أهل الكبائر. انتهى كلامه حفظه الله)
ـ[أسامة عبدالرحمن]ــــــــ[11 - 03 - 09, 07:41 م]ـ
يوجد كتاب مهم جدا للشيخ العلامة سليمان العلوان: " تنبيه الأخيار على عدم فناء النار"
تجده في هذا الرابط مع مكتبته الصوتية كامله:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=258164
¥