ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 09 - 03, 12:55 م]ـ
المنهاج (6/ 424)
فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ولكن إن أمكنه بلسانه وإلا فبقلبه
مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه
إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه
وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله
بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون وأمرأة فرعون
وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم
ولا كان يكذب
ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه
بل كان يكتم إيمانه
وكتمان الدين شيء
وإظهار الدين الباطل شيء آخر
فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر
والله تعالى قد فرق بين المنافق والمكره
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[10 - 09 - 03, 10:12 م]ـ
المنهاج (4/ 409 - 410)
وذلك أن الفتن إنما يعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت فأما إذا أقبلت فإنها تزين ويظن أن فيها خيرا فإذا ذاق الناس ما فيها من الشر والمرارة والبلاء صار ذلك مبينا لهم مضرتها وواعظا لهم أن يعودوا في مثلها كما أنشد بعضهم
الحرب أول ما تكون فتية******** تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها** ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت******* مكروهة للشم والتقبيل
والذين دخلوا في الفتنة من الطائفتين لم يعرفوا ما في القتال من الشر ولا عرفوا مرارة الفتنة حتى وقعت وصارت عبرة لهم ولغيرهم
ومن استقرأ أحوال الفتن التي تجري بين المسلمين تبين له أنه ما دخل فيها أحد فحمد عاقبة دخوله لما يحصل له من الضرر في دينه ودنياه
ولهذا كانت من باب المنهى عنه
والإمساك عنها من المأمور به الذي قال الله فيه (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[10 - 09 - 03, 10:21 م]ـ
المنهاج (4/ 543 - 544)
ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين
ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين:
1) طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه
2) وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه بل في بره وكونه من أهل الجنة بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان
وكلا هذين الطرفين فاسد
والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا
ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق
ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات فيحمد ويذم ويثاب ويعاقب ويحب من وجه ويبغض من وجه
هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم وقد بسط هذا في موضعه) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[26 - 09 - 03, 07:51 ص]ـ
المنهاج (5/ 233)
والمقصود هنا أن ما كان من الشيطان مما لا يدخل تحت الطاقة فهو معفو عنه كالنوم والنسيان والخطأ في الإجتهاد ونحو ذلك
وأن كل من مدح من الأمة أولهم وآخرهم على شيء أثابه الله عليه ورفع به قدره فهو مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
فالثواب على ما جاء به الرسول
والنصرة لمن نصره
والسعادة لمن اتبعه
وصلوات الله وملائكته على المؤمنين به والمعلمين للناس دينه
والحق يدور معه حيثما دار
وأعلم الخلق بالحق وأتبعهم له أعملهم بسنته وأتبعهم لها
وكل قول خالف قوله فهو إما دين منسوخ وإما دين مبدل لم يشرع قط
وقد قال علي رضي الله عنه في مفاوضة جرت بينه وبين عثمان رضي الله عنه خيرنا أتبعنا لهذا الدين وعثمان يوافقه على ذلك وسائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[09 - 03 - 04, 09:02 م]ـ
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (7/ 190 - 191)
و أهل السنة المحضة أولى الطوائف بهذا فإنهم يصدقون و يصدقون بالحق في كل ما جاء به و ليس لهم هوى إلا مع الحق
و الله تعالى مدح الصادق فيما يجئ به و المصدق بهذا الحق فهذا مدح للنبي صلى الله عليه و سلم و لكل من آمن به و بما جاء به
و هو سبحانه لم يقل و الذي جاء بالصدق و الذي صدق به
فلم يجعلهما صنفين
بل جعلهما صنفا واحدا
لأن المراد مدح النوع الذي يجئ بالصدق و يصدق بالصدق
فهو ممدوح على اجتماع الوصفين على أن لا يكون من شأنه إلا أن يجيء بالصدق و من شأنه أن يصدق بالصدق
و قوله جاء بالصدق اسم جنس لكل صدق و إن كان القرآن أحق بالدخول في ذلك من غيره و لذلك صدق به أي بجنس الصدق
و قد
يكون الصدق الذي صدق به ليس هو عين الصدق الذي جاء به
كما تقول فلان يسمع الحق و يقول الحق و يقبله و يأمر بالعدل و يعمل به أي هو موصوف بقول الحق لغيره و قبول الحق من غيره وأنه يجمع بين الأمر بالعدل و العمل به
وإن كان كثير من العدل الذي يأمر به ليس هو عين العدل الذي يعمل به
فلما ذم الله سبحانه من اتصف بأحد الوصفين الكذب على الله و التكذيب بالحق إذ كل منهما يستحق به الذم
مدح ضدهما الخالي عنهما
بأن يكون يجيء بالصدق لا بالكذب و أن يكون مع ذلك مصدقا بالحق لا يكون ممن يقوله هو و إذا قاله غيره لم يصدقه
فإن من الناس من يصدق و لا يكذب
لكن يكره أن غيره يقوم مقامه في ذلك حسدا و منافسة فيكذب غيره في غيره أو لا يصدقه بل يعرض عنه
و فيهم من يصدق طائفة فيما قالت قبل أن يعلم ما قالوه اصدق هو أم كذب
و الطائفة الأخرى لا يصدقها فيما تقول و أن كان صادقا
بل إما أن يصدقها وإما أن يعرض عنها
و هذا موجود في عامة أهل الأهواء تجد كثيرا منهم صادقا فيما ينقله لكن ما ينقله عن طائفته يعرض عنه فلا يدخل هذا في المدح بل في الذم لأنه لم يصدق بالحق الذي جاءه
¥