ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:02 ص]ـ
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (5/ 255 - 256)
وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة إذا كان كل منهم يعتقد أن الحق معه وأنه على السنة
فإن أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوى أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله
بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه
ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلا سيىء القصد ليس له علم ولا حسن قصد
فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ويذموا من لم يذمه الله ورسوله
وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله
وهذا حال الكفار الذين لا يطلبون إلا أهواءهم ويقولون هذا صديقنا وهذا عدونا وبلغة المغل هذا بال هذا باغي
لا ينظرون إلى موالاة الله ورسوله ومعاداة الله ورسوله
ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس
قال الله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) سورة الأنفال
فإذا لم يكن الدين كله لله وكانت فتنة
وأصل الدين أن يكون الحب لله والبغض لله والموالاة لله والمعاداة لله والعبادة لله والإستعانة بالله والخوف من الله والرجاءلله والإعطاء لله والمنع لله
وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله الذي أمره أمر الله ونهيه نهي الله ومعاداته معاداة الله وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله
وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك ولا يطلبه
ولا يرضى لرضا الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله
بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه
ويكون مع ذلك معه شبهة دين أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة وهو الحق وهو الدين
فإذا قدر أن الذي معه هوالحق المحض دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا بل قصد الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو فعل ذلك شجاعة وطبعا أو لغرض من الدنيا لم يكن لله ولم يكن مجاهدا في سبيل الله
فكيف إذا كان الذي يدعي الحق والسنة هو كنظيره معه حق وباطل وسنة وبدعة ومع خصمه حق وباطل وسنة وبدعة
وهذا حال المختلفين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا وكفر بعضهم بعضا وفسق بعضهم بعضا
ولهذا قال تعالى فيهم (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) سورة البينة
وقال تعالى (كان الناس أمة واحدة) سورة البقرة يعني فاختلفوا كما في سورة يونس) انتهى.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[07 - 06 - 04, 03:06 م]ـ
شيخنا الكريم
آلا ترى أنه من الحسن أن يرتب الجمع فتكون هناك فوائد في العقيدة وفوائد في الحديث وفوائد في الفقه والتاريخ وهكذا حتى يكون الجميع أشمل وايسر واسهل.
مجرد إقتراح من أخ حبه لك قد لاح وفاح
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[08 - 06 - 04, 03:42 ص]ـ
فضيلة الشيخ عبد الرحمن ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في الرابط المشار إليه بعاليه عدة ملفات حملت أولها فإذا هو جدول ... أهو ملخص للكتاب أم فهرسة لمسائله أم ماذا؟
حفظكم الله وبارك فيكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 06 - 04, 08:35 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله وبارك فيكم
وأما الفوائد فلعل هذه الطريقة مناسبة بإذن الله تعالى ولم يبق الكثير منها، وليس القصد هو جمع الفوائد على الموضوعات كالعقيدة والحديث والفقه ونحوها ولكن هذه فوائد منتقاة للفائدة وإلا فقد كتبت من الكتاب ولله الحمد فوائد كثيرة متنوعة
وأما الملفات التي في الرابط المشار إليه فهي تحوي الكتاب كاملا بنصه على هيئة تشبه الجدول كما تفضل الأخ الكريم.