تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

استئصال، ولا يدخل أحدا النار إلا بعد إرسال الرسل) [محاسن التأويل: 10/ 3913].

• قال الإمام الشوكاني رحمه الله: (لما ذكر سبحانه اختصاص المهتدي بهدايته والضلال بضلاله، وعدم مؤاخذة الإنسان بجناية غيره، ذكر أنه لا يعذب عباده إلا بعد الإعذار إليهم بإرسال رسله وإنزال كتبه، فبين سبحانه أنه لم يتركهم سدى ولا يؤاخذهم قبل إقامة الحجة عليهم، والظاهر أنه لا يعذبهم لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا بعد الإعذار إليهم بإرسال الرسل) [فتح القدير: 3/ 214].

2 - قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التوبة: 115].

• قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (يقول تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة وحكمه العادل أنه لا يضل قوما بعد إبلاغ الرسالة إليهم حتى يكونوا قد قامت عليهم الحجة كما قال تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ) الآية [فصلت: 17]، وقال مجاهد في قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ) الآية، قال: بيان الله عز وجل للمؤمنين في ترك الاستغفار للمشركين خاصة وفي بيانه لهم في معصيته وطاعته عامة فافعلوا أو ذروا، وقال ابن جرير: يقول الله تعالى: وما كان الله ليقضي عليكم في استغفاركم لموتاكم المشركين بالضلال بعد إذ رزقكم الهداية ووفقكم للإيمان به وبرسوله حتى يتقدم إليكم بالنهي عنه فتتركوا، فأما قبل أن يبين لكم كراهة ذلك بالنهي عنه، فلم تضيعوا نهيه إلى ما نهاكم عنه، فإنه لا يحكم عليكم بالضلال، فإن الطاعة والمعصية إنما يكونان من المأمور والمنهي، وأما من لم يؤمر ولم ينه فغير كائن مطيعا أو عاصيا فيما لم يؤمر به ولم ينه عنه) [تفسير ابن كثير: 2/ 395].

• قال الإمام الشوكاني رحمه الله: (لما نزلت الآية المتقدمة في النهي عن الاستغفار للمشركين، خاف جماعة ممن كان يستغفر لهم العقوبة من الله بسبب ذلك الاستغفار، فأنزل الله سبحانه (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا) الآية، أي أن الله سبحانه لا يوقع الضلال على قوم، ولا يسميهم ضلالا بعد أن هداهم للإسلام والقيام بشرائعه، ما لم يقدموا على شيء من المحرمات بعد أن يتبين لهم أنه محرم، وأما قبل أن يتبين لهم ذلك فلا إثم عليهم ولا يؤاخذون به، ومعنى (حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) حتى يتبين لهم ما يجب عليهم اتقاؤه من محرمات الشرع) [فتح القدير: 2/ 412].

• قال الإمام النسفي رحمه الله: (أي ما أمر الله باتقائه واجتنابه كالاستغفار للمشركين وغيره مما نهى عنه وبين أنه محظور، لا يؤاخذ به عباده الذين هداهم للإسلام، ولا يخذلهم، إلا إذا قدموا عليه بعد بيان حظره، وعلمهم بأنه واجب الاجتناب، وأما قبل العلم والبيان فلا، وهذا بيان لعذر من خاف المؤاخذة بالاستغفار للمشركين، والمراد بـ (مَا يَتَّقُونَ) ما يجب اتقاؤه للنهي) [تفسير النسفي: 2/ 148].

• قال الإمام الألوسي رحمه الله: (وكأنه تسلية للذين استغفروا للمشركين قبل البيان، حيث أفاد أنه ليس من لطفه تعالى أن يذم المؤمنين ويؤاخذهم في الاستغفار قبل أن يبين أنه غير جائز لمن تحقق شركه، لكنه سبحانه يذم ويؤاخذ من استغفر لهم بعد ذلك ... )، إلى أن قال: (واستدل بها على أن الغافل، وهو من لم يسمع النص والدليل السمعي، غير مكلف) [روح المعاني: 11/ 39].

3 - قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى) [طه: 134].

• قال الإمام القاسمي رحمه الله: ((وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ) أي من قبل إتيان البينة أو محمد عليه السلام، (لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ) أي بالعذاب الدنيوي، (وَنَخْزَى) أي بالعذاب الأخروي، أي ولكنا لم نهلكهم قبل إتيانهم فانقطعت معذرتهم، فعند ذلك قالوا: (قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ)) [محاسن التأويل: 11/ 135].

• قال الإمام الشوكاني رحمه الله: ((وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ) أي من قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، أو من قبل إتيان البينة لنزول القرآن، (لَقَالُوا) يوم القيامة، (رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا) أي هلا أرسلت إلينا رسولا في الدنيا، (فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ) التي يأتي بها الرسول، (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ) بالعذاب في الدنيا، (وَنَخْزَى) بدخول النار، وقرئ: (نُذَلَّ وَنُخْزَى) على البناء للمفعول، وقد قطع الله معذرة هؤلاء الكفرة بإرسال الرسول إليهم قبل إهلاكهم، ولهذا حكى عنهم أنهم (قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) [الملك: 9]) [فتح القدير: 3/ 395].

وللبحث صلة إن شاء الله تعالى ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير