وقال الشاطبي: وقد يظهر بأول وهلة أن هذا الوجه الثاني أرجح لما ثبت في الأصول العلمية: أن كل مزية أعطيها النبي ? فإن لأمته أنموذجا منها مالم يدل دليل على الاختصاص. إلا أن الوجه الأول أيضا راجح من جهة أخرى، وهو إطباقهم على الترك،إذ لو كان اعتقادهم التشريع،لعمل بعضهم بعده،أو عملوا به ولوفي بعض الأحوال،إما وقوفاً مع أصل المشروعية وإما بناء على اعتقاد انتفاء العلة الموجبة للامتناع. إهـ[الاعتصام 1/ 484]
وقال ابن تيميه: فإن ظهور المدارك الشرعية للأذهان وإخفائها عنها أمرلا ينضبط طرفاه،لاسيما إذا كان التارك للحديث معتقدا أنه قد ترك العمل به المهاجرون والأنصارأهل المدينة النبوية وغيرها،الذين يقال:أنهم لا يتركون الحديث إلا لاعتقادهم أنه منسوخ أو معارض براجح. (1)
وقال الشيخ ملا أحمد رومي الحنفي صاحب (مجالس الأبرار) ما ملخصه: (لأن عدم وقوع الفعل في الصدر الأول إما لعدم الحاجة إليه أو لوجود مانع أو لعدم تنبه أو لتكاسل أو لكراهة أو لعدم مشروعيته والأولان منفيان في العبادات البدنية المحضة لأن الحاجة في التقرب إلى الله تعالى لا تنقطع وبعد ظهور الإسلام لم يكن منها مانع ولا يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم عدم التنبه والتكاسل فذاك أسوأ إلى المؤدي إلى الكفر فلم يبق إلا كونها سيئة غير مشروعة وكذلك يقال لمن أتى في العبادات البدنية المحضة بصفة لم تكن في زمن الصحابة إذ لو كان وصف العبادة في الفعل المبتدع يقتضي كونها بدعة حسنة، لما وجد في العبادات بدعة مكروهة) اهـ[الاتباع في مضار الابتداع ص140]
القول ببدعة صلاة التراويح في المسجد قال به عدد من العلماء: ابن دحية الأندلسي ونقل عن غيره من العلماء.
1 - قال ابن دحية في العلم المشهور: وقد استدل من يرى صلاة التراويح في البيوت، وأنها لاتقام في جماعة في هذا الحديث.
2 - وهو قول منسوب إلى ابن منده في بدعة صلاة التراويح من طائفة ينتمون إليه في الإعتقاد من أهل أصبهان يقال لهم العبدالرحمانية. [الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 29 والكامل لابن الأثير10/ 108]
3 - قال أبي?: يا أمير المؤمنين هذا شيء لم يكن! فقال: قد علمت، ولكنه أحسن فصلى بهم عشرين ركعة. [أخرجه المقدسي في الأحاديث المختارة بسند حسن 3/ 376 رقم1161]
4 - أن أبا أمامة الباهلي ?يقول: إن الله كتب عليكم صيام رمضان ولم يكتب عليكم قيامه وإنما القيام شيء ابتدعتموه وإن قوما ابتدعوا بدعة لم يكتبها الله عليهم ابتغوا بها رضوان الله فلم يرعوها حق رعايتها فعابهم الله بتركها فقال: {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايته}. [تفسير الطبري11/ 689 - 139].
1 - مجموع الفتاوى 20/ 216.
(5)
5 - عن مجاهد قال: جاء رجل إلى ابن عمر (رضي الله عنهما) قال:أصلي خلف الإمام في رمضان؟ قال: أتتنصب كأنك حمار.
6 - قال مجاهد: إذا كان مع الرجل عشر سور فليرددها ولا يقم في رمضان خلف الإمام.
وهاهو مجاهد بن جبر راوي أثر ابن عمر"أتنصب كأنك حمار" يعمل بما فهمه من أثره.
7 - قال إبراهيم النخعي: لو لم يكن معي إلاسورتين لرددتهما أحب إلي من أن أقوم خلف الإمام في رمضان.
صلاة التراويح لم تكن في زمن النبي ? ولم تكن من سنته إنما كانت صلاة ليلة القدرثم بعد ذلك نسخت، فعمر? لم يكن لديه أصل في التجميع،فكانت التراويح من استحسانه بإقرار منه وبلسانه
8 - قال عمر?: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال: عمر نعم البدعة هذه. (1)
قال ابن حجر الهيتمي بعد "نعمت البدعة ": أي التراويح فهو الصريح في حدوثها بعده ?،وبه صرح الشافعي رضي الله عنه،وتبعوه، لكنها بدعة حسنة. (2)
قال السيوطي: أنه قد ثبت في صحيح البخاري عن عمر أنه قال في التراويح:"نعمت البدعة هذه, والتي تنامون أفضل" فسماها بدعة – يعني بدعة حسنة – وذلك صريح في أنها لم تكن في عهد رسول الله ? وقد نص الشافعي وصرح به جماعات من الأئمة منهم الشيخ عز الدين بن عبد السلام حيث قسم البدعة إلى خمسة أقسام. (3)
وقال الشافعي: المحدثات في الأمور ضربان:
أحدهما: ما أحدث مما خالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً, فهذه البدعة الضلالة.
¥