الثاني: ما أحدث من الخير وهذه محدثة غير مذمومة, وقد قال عمر في قيام شهر رمضان:"نعمت البدعة هذه"يعني أنها محدثة لم تكن وإذا كانت, فليس لها رد لما مضى". (3)
قلت: فإذا كانت صلاة التراويح ليس لها رد لما مضى فهي محدثة ومن شرالأمورمحدثاتها،
وخصوصا أنها خالفت السنة كحديث زيد رضي الله عنه وخالفت أثرا كأثر ابن عمر وغيره. والإجماع في ترك الخلفاء للقيام في ليالي الأوتاروهذا الذي شرع آنذاك.
قال ? من أحدث في أمرنا هذاماليس فيه فهو رد. (4)
1 - رواه البخاري رقم906.
2 - مجموع الفتاوى الكبرى الفقهية 1/ 195.
3 - المصابيح في صلاة التراويح - الحاوي للسيوطي1/ 438 - 1/ 192 - 193. ومناقب الشافعي للبيهقي
4 - اخرجه البخاري 2/ 959رقم2550 و أخرجه مسلم في الأقضية باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور رقم 1718. (6)
عمر? قد تأول واستحسن بدعة صلاة التراويح، فله أجر واحد على ماتأوله،لكن لايجوز اتباعه في ذلك بعد معرفة الحق.
ولايلزم بأن الذي يأمر ببدعة يكون فيها مبتدع وهذا ماقرره شيخ الاسلام
فقال: وَإِنَّمَا " الْمَقْصُودُ هُنَا " أَنَّ مَا ثَبَتَ قُبْحُهُ مِنْ الْبِدَعِ وَغَيْرِ الْبِدَعِ مِنْ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْمُخَالِفِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إذَا صَدَرَ عَنْ شَخْصٍ مِنْ الْأَشْخَاصِ فَقَدْ يَكُونُ عَلَى وَجْهٍ يُعْذَرُ فِيهِ؛ إمَّا لِاجْتِهَادِ أَوْ تَقْلِيدٍ يُعْذَرُ فِيهِ وَإِمَّا لِعَدَمِ قُدْرَتِهِ كَمَا قَدْ قَرَّرْته فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَقَرَّرْته أَيْضًا فِي أَصْلِ" التَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ " الْمَبْنِيِّ عَلَى أَصْلِ الْوَعِيدِ. فَإِنَّ نُصُوصَ " الْوَعِيدِ " الَّتِي فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنُصُوصَ الْأَئِمَّةِ بِالتَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ وَنَحْوِ ذَلِكَ لَا يُسْتَلْزَمُ ثُبُوتُ مُوجَبِهَا فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ إلَّا إذَا وُجِدَتْ الشُّرُوطُ وَانْتَفَتْ الْمَوَانِعُ لَا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ. هَذَا فِي عَذَابِ الْآخِرَةِ فَإِنَّ الْمُسْتَحِقَّ لِلْوَعِيدِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَلَعْنَتِهِ وَغَضَبِهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ خَالِدٌ فِي النَّارِ أَوْ غَيْرُ خَالِدٍ وَأَسْمَاءُ هَذَا الضَّرْبِ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفِسْقِ يَدْخُلُ فِي هَذِهِ " الْقَاعِدَةِ " سَوَاءٌ كَانَ بِسَبَبِ بِدْعَةٍ اعْتِقَادِيَّةٍ أَوْ عِبَادِيَّةٍ أَوْ بِسَبَبِ فُجُورٍ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ الْفِسْقُ بِالْأَعْمَالِ. فَأَمَّا أَحْكَامُ الدُّنْيَا فَكَذَلِكَ أَيْضًا؛ فَإِنَّ جِهَادَ الْكُفَّارِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَسْبُوقًا بِدَعْوَتِهِمْ؛ إذْ لَا عَذَابَ إلَّا عَلَى مَنْ بَلَغَتْهُ الرِّسَالَةُ وَكَذَلِكَ عُقُوبَةُ الْفُسَّاقِ لَا تَثْبُتُ إلَّا بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ. [مجموع الفتاوى 2/ 379]
وأما من كان حاله يعرف هذه الأدلة وقامت عليه الحجة، ولم يكن لديه دليل إلا مجرد أمر عمربن الخطاب لها،فقد اتخذه شريكا لله في تشريع بدعة التراويح وهذه مصيبة عظمى.
وقد ذكرابن تيمية قاعدة عظيمة بهذا الصدد واستدل بحديث العرباض بن سارية. فقال: وفي الحديث الصحيح الذي رواه أهل السنن عن العرباض بن سارية، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنه) من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة». وهذه قاعدة قد دلت عليها السنة والإجماع، مع ما في كتاب الله من الدلالة عليها أيضا، قال تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} فمن ندب إلى شيء يتقرب به إلى الله، أو أوجبه بقوله أو بفعله من غير أن يشرعه الله فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، ومن اتبعه في ذلك فقد اتخذه شريكا لله شرع له من الدين ما لم يأذن به الله. (1)
1 - صلاة التراويح لم يشرعها الله،وأكثر الناس اتبعوا عمر رضي الله عنه في ذلك. والنبي? لم يأذن في قيام ليلة واحدة في جماعة وقد أنكرها فكيف بقيام الشهر كله.
(7)
¥