تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان مع إخوانه الدعاة هنا (رحم الله من مات منهم وبارك في الباقين) مثل الشيخ سعيدالدعجاني والشيخ داوود العلواني , والشيخ سالم بن عفيف ,والشيخ محمد أحمد باشميل , كانوا شموعاً يستضيء بها الساري وتنير طريق الظلمات للغافل.

ولقد سمعت مراراً الشيخ علي بن عبد الرحيم الغامدي (مدير مركز الدعوة والإرشاد بجدة السابق) يذكره ويثني عليه جداً ويعجب من صبره على الناس وتحمله لأذاهم مع كبر سنه.

وكان لايدع فرصة بدون أن يعظ فيها بما تيسر , أو ينصح أو يدعو لإزالة منكر أو نصرة داع.

كانت المنكرات وفشوها تؤرقه جداً , سواء المنكرات العقدية أو الشهوانية , وقد ألمح الى ذلك في قصيدته الطويلة , فقام بواجبه خير قيام.

وكان حبه لنفع الناس شيئاً فوق الوصف , فمع أنه يصلح بين الناس , ويزوج الشباب , ويرقي المئات في مسجده , لا يأخذ من متاع الدنيا الزائل شيئاً.

بل اخبرني الشيخ موفق بن كدسة (1) أنهم كانوا يسيرون في المطار القديم بجدة قبل أن تبنى المباني والدور فرأى ثعباناً كبيراً جداً , فترجل عن السيارة واصر وقد جاوز عمره الثمانين على قتله بيده , وهو يقول لمن معه لابد أن لا نتركه يضر الناس ,ولم يزل به حتى قتله بيده , ومن معه في السيارة يعجبون من شجاعته وحماسه رغم سنه الطاعن.

وهذه ترجمة يسيرة للشيخ رحمه الله الذي لقي الله تعالى يوم الجمعة (13/ 5/1427) وصلي عليه بعد صلاة العصر في المسجد الحرام ودفن في مكة المكرمة.

هو الشيخ صالح بن احمد بن محمد آل حبابة الزهراني , ولد (1340) في قرية الغبشة بتهامة زهران وكان والده شيخاً لأهالي القرية.

قرأ القرآن في قريته وعمره ست سنوات , ثم رحل إلى والده الطائف وبعد عودته توفي والده وربته أمه.

بدأ طلب العلم وعمره ثمانية عشر سنة , وأكثر ما قرأ إذ ذاك بلوغ المرام وسبل السلام وزاد المعاد وتفسير ابن كثير , ونحوها , وقد أثرت فيه جداً حتى تشبع كتب السنة والدليل وطريقة السلف.

ثم سافر إلى مكة ولازم الشيخ (صالح العشماوي) والد الشاعر الشهير عبد الرحمن العشماوي , واستفاد منه

ثم لازم وقرأ على الشيخ المحدث (عبد الحق الهاشمي) وأجازه بمرويات كتب السنة.

ثم قرر الشيخ العودة لقريته المتواضعة لفائدة الناس ونفعهم , وأصبح إمام وخطيب القرية، ثم فتحت بعض مدارس القرعاوي (2) هناك ودّرس فيها لمدة ثلاث سنوات , ثم الغيت بعد ذلك.

قرر بعد ذلك السفر لمدينة جدة , وهناك تعرف الناس عليه في تلك المدينة المتواضعة إذاك فكان وصوله في عام (1379) فأصبح إماماً لمسجد سليمان الحمد , وفي عام (1380) تعين رئيس مركز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الليث , هي مدينة ساحلية تبعد عن مكة أكثر من مئة كيلو , وكانت إذاك تعيش في حالة مزرية من ناحية التعليم وطرق المعيشة , فكان رحمه الله له دور بارز في نفع الناس , وبقي عندهم حوالي ثلاث سنوات عمرها بالخير والإصلاح رحمه الله تعالى.

ثم بعد ذلك انتقل إلى العرضية وهي ايضاً منطقة متشعبة القرى تقع ضمن ديار تهامة وسط الجبال, في مناطق وعرة المسالك كثيرة الدروب , بعيدة عن الحضارة في ذلك الزمن , تبعد عن مكة أكثر أربع مئة كيلو, أسفل من جبال السراة مما يلي ديار شمران و بلقرن , فكان فيها خطيباً ومربياً وداعياً , ومرشداً.

ثم رجع إلى جدة في عام (1386) وهناك أعجب به المشايخ والفضلاء بما عرفوه من علمه وفضله ودعوته فتقرر أن يكون هو إمام وخطيب جامع الملك سعود , وهو أشبه بالجامع الكبير في جدة ويقع اليوم بحي الرويس وفيه درس الشيخ الفاضل محمد بن محمد المختار الشنقيطي.

وتعين أيضاً الشيخ صالح رئيساً لمركز الرويس في مدينة جدة , والرويس إذاك من أهم أحياء جدة الجديدة.

وقرأ في تلك الأثناء بمدينة جدة على الشيخ محمد بن شمسان الشيباني كتباً عدة منها هداية المستفيد , وقطر الندى في النحو , والرحبية في الفرائض.

ورحل إلى المدينة النبوية وجالس العلماء هناك فحضر أكثر من مئة مجلس من دروس الشيخ عبد العزيز بن باز وتأثر به وبسمته وهديه ولازمه مدة حياته , وأمر الشيخ عبدالعزيز بن باز بعد أن أصبح رئيس الدعوة والإرشاد أن يعطى الشيخ صالح الزهراني بطاقة لتمكنه من الدعوة في أي مكان.

وقد التقى بالشيخ محمد بن إبراهيم مفتي البلاد السعودية في مجالسه واستفاد منه مراراً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير