[سنة مهجورة: الذكر بعد الفراغ من الحج أو العمرة!]
ـ[أبو علي المالكي السلفي]ــــــــ[23 - 02 - 10, 02:04 م]ـ
روى البخاري - رحمه الله تعالى- في صحيحه المسمى "الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه"، قال:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنْ الْأَرْضِ ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ ثُمَّ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله تعالى - (بتصرف):
قوله (كان إذا قفل)
أي رجع
قوله (من غزو أو حج أو عمرة)
ظاهره اختصاص ذلك بهذه الأمور الثلاث، وليس الحكم كذلك عند الجمهور، بل يشرع قول ذلك في كل سفر إذا كان سفر طاعة كصلة الرحم وطلب العلم، لما يشمل الجميع من اسم الطاعة.
قوله (يكبر على كل شرف)
الشرف: المكان العالي،
ووقع عند مسلم من رواية عبيد الله بن عمر العمري عن نافع بلفظ " إذا أوفى " أي ارتفع، " على ثنية "هي العقبة، " أو فدفد " الأشهر أنه المكان المرتفع،وقيل هو الأرض المستوية،وقيل الفلاة الخالية من شجر وغيره، وقيل غليظ الأودية ذات الحصى.
قوله (ثم يقول لا إله إلا الله إلخ)
يحتمل: أنه كان يأتي بهذا الذكر عقب التكبير وهو على المكان المرتفع،
ويحتمل: أن التكبير يختص بالمكان المرتفع وما بعده إن كان متسعا أكمل الذكر المذكور فيه، وإلا فإذا هبط سبح.
ويحتمل: أن يكمل الذكر مطلقا عقب التكبير ثم يأتي بالتسبيح إذا هبط.
قال القرطبي: وفي تعقيب التكبير بالتهليل إشارة إلى أنه المتفرد بإيجاد جميع الموجودات، وأنه المعبود في جميع الأماكن.
قوله (آيبون)
جمع آيب أي راجع.
وليس المراد الإخبار بمحض الرجوع فإنه تحصيل الحاصل، بل الرجوع في حالة مخصوصة وهي تلبسهم بالعبادة المخصوصة والاتصاف بالأوصاف المذكورة، وقوله تائبون فيه إشارة إلى التقصير في العبادة، وقاله صلى الله عليه وسلم على سبيل التواضع أو تعليما لأمته، أو المراد أمته كما تقدم تقريره. وقد تستعمل التوبة لإرادة الاستمرار على الطاعة فيكون المراد أن لا يقع منهم ذنب.
قوله (صدق الله وعده)
أي فيما وعد به من إظهار دينه في قوله (وعدكم الله مغانم كثيرة) وقوله (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) الآية. وهذا في سفر الغزو ومناسبته لسفر الحج والعمرة قوله تعالى (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين).
قوله (ونصر عبده)
يريد نفسه - صلى الله عليه وسلم-.
قوله (وهزم الأحزاب وحده)
أي من غير فعل أحد من الآدميين. واختلف في المراد بالأحزاب هنا فقيل هم كفار قريش ومن وافقهم من العرب واليهود الذين تحزبوا أي تجمعوا في غزوة الخندق ونزلت في شأنهم سورة الأحزاب، وقيل المراد أعم من ذلك.