تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتجعله يتأدب مع منه أكبر منه ويتعلم الإحسان الله ما أحسن إلا كان لك أجره فالنتقِ الله ولننتبه للحقوق هؤلاء وغيرهم-ونسأل الله بعزته وجلاله أن يسلمنا ويسلم منا ويتوب علينا وأن يتجاوز عنا.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

وورد إليه السؤال التالي في:باب ما ذُكِرَ من سِيمَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ من آثارِ السُّجودِ والطْهُورِ يومَ القيامةِ

السؤال:

عندي مجموعة من العمال إذا أخطأوا في عملهم أخصم من رواتبهم؛ لكي ينتبهوا ويجدوا في عملهم مع العلم أنه لم يحصل بيني وبينهم اتفاق عند العقد بالعمل على هذا الخصم، أرشدونا إذا كان هذا الخصم جائزاً أم لا؟

الجواب:

لا يجوز الخصم من الرواتب إلا إذا قصر العامل في الزمان المتفق عليه، أو في العمل، أما إذا اتفق معه على إجارة بالشهر فغاب يوم يخصم عليه، يومين، أو ثلاثة أيام، تأخر عن الدوام يخصم عليه يوماً كاملاً ويلزمه أن يتم بقية اليوم ولا يعطيه الأجرة كاملة، إلى غير ذلك من الأفعال التي أخطأ، مثلا في البيع في التصرف يخصم عليه راتب يوم، هذا كله من الظلم، ومن أكل أموال الناس بالباطل، والسبب في هذا أن العامل إذا عمل تسعاً وعشرين يوماً كاملة، وعمل ثلاثين يوماً من الشهر كاملة استحق الأجرة كاملة، إن حصل منه تقصير في معاملته مع الناس أو في سوء عمله فحينئذٍ يحمِّله مسؤولية التقصير أو يعفو عنه أو يوجهه، أما أن يتسلط على راتبه وعرق جبينه وتعبه ويقول له: اليوم باليومين والساعة باليوم، فهذا من السحت والحرام ومثل هؤلاء عليهم أن يتذكروا حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((ثلاثة أنا خصمهم ومن كنت خصمه فقد خصمته يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر - هذا حديث قدسي يقول الله تعالى- ثلاثة أنا خصمهم - فهم خصوم لله-عز وجل فالله خصيمهم - رجل باع حر ثم أكل ثمنه، ورجل أعطى بي ثم غدر - تقول له: يا فلان تعطيني يقول لك: والله ما تفعل لي شيء، يقول: ما أفعل لك شيء، بالله بالله، أعطى بي ثم غدر، فإذا تمكن منه غدر به وفعل إذا قال له: الله الله بيني وبينك الله قال: بيني وبينك الله فأمنه الرجل بهذه الكلمة فغدر به هذا أعظم الغدر-والعياذ بالله- وخصمه الله عز وجل وينبه الناس على الخطباء أن ينبهوا الناس على مثل هذه الانتهاكات لحدود الله ومحارمه والاستخفاف بعظمة الله.

الأمر الثالث: قال: ((ورجل استأجر أجيراً فلم يوفه أجره)) جعله يعمل عنده ويكدح ويتعب، ثم يأتي يوماً كاملاً بمجرد أن تحصل عنده غلطة يسيرة قال له: مخصوم عنك اليوم كاملاً، عامل يأتي جائع وتحضر ساعة الغذاء يعطيه مثلاً نصف ساعة يتغذي، يتأخر عنها دقيقة أو نصف الدقيقة يقول له: مخصوم عليك راتب يومين، بأي شرع، بأي دين تخصم، هذا ماله، هذا عرق جبينه، هذا شيء أراد به عفة نفسه، تغرب به عن أهله وماله وولده تأتي تخصم عليه، هذا ظلم وسحت، والتأويلات والتعسفات في هذه لا دخل لها هذا نص ((أستأجر أجيراً فلم يوفه أجره)) إذا عمل يومين ما تخصم عليه راتب اليومين هذين إلا إذا لم يحضر في اليومين ولم يعمل حقيقة في اليومين، إذا ضيع جزء من اليوم تخصم منه قدر الجزء الذي ضيعه، أما أن تقول إذا أخطأ في تعامله مع الناس تخصم عليه قدر، ولكن عليك أن تعلم أن العاقل الحكيم الموفق هو الذي ينظر إلى غالب الحال، ليس هناك أحدٌ كاملاً ليس يا أخي تذكر أن متجرك وبيتك وسوقك ومزرعتك يخرج إليها هذا العامل كل يوم الفجر وكل يوم من الصباح يترك زوجته وأولاده من أجل أن يقيم لك عمل من أعمالك ما تحس بقيمة هذا، تنظر على الرجل في بعض الأحيان يجلس في عز الظهيرة والشمس يصرِّف بضاعتك للناس كأنها بضاعته، كل هذا ينسى، أعوذ بالله من اللؤم، ولذلك ضيق الناس على الضعفاء فضيق الله عليهم وكانت الناس ترى البركة في أرزاقها وترى العافية، والنكبات والفجائع لا تسلط على أموالها، أما اليوم فخذ من الفظائع والنكسات، بل حتى ليجمع الملايين ثم تنتهي-والعياذ بالله- في علاجه في سرطان أو بلاء أو داء خبيث!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير