تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في يوم من الأيام، وبعد أن قضينا أياماً جميلة في نزهة عائلية في مدينة الدمام، انطلقتُ بسيارتي عبر الطريق السريع بين الدمام والرياض ومعي أخواتي الثلاث، وبدل أن أدعو بدعاء السفر المأثور، استفزني الشيطان بصوته، وأجلب عليّ بخَيله ورَجله، وزين لي سماع لهو الحديث المحرم لأظل سادراً غافلاً عن الله.

لم أكن حينذاك أحرص على سماع إذاعة القرآن الكريم أو الأشرطة الإسلامية النافعة للمشايخ والعلماء، لأن الحق والباطل لا يجتمعان في قلب أبداً.

إحدى أخواتي كانت صالحة مؤمنة، ذاكرة لله، حافظة لحدوده .. طلبتْ مني أن أسكتَّ صوت الباطل، وأستمع إلى صوت الحق، ولكن ... أنى لي أن أستجيب لذلك وقد استحوذ عليّ الشيطان، وملك عليّ جوارحي وفؤادي، فأخذتني العزة بالإثم ورفضتُ طلبها، وقد شاركني في ذلك أختاي الأخريان .. وكررتْ أختي المؤمنة طلبها فازددتُّ عناداً وإصراراً، وأخذنا نسخر منها ونحتقرها، بل إني قلتُ لها ساخراً: أن أعجبك الحال وإلا أنزلتُكِ على قارعة الطريق.

فصمّتت أختي على مضض، وقد كرهتْ هذا العمل بقلبها، وأدّت ما عليها، والله -سبحانه- لا يكلف نفساً إلا وسعها.

وفجأةً .. وبقدر من الله سبق، انفجرت إحدى عجلات السيارة ونحن نسير بسرعة شديدة، فانحرفت السيارة عن الطريق، وهوت في منحدر جانبي، فأصبحت رأساً على عقب بعد أن انقلبتْ عدة مرات، وأصبحنا في حال لا يعلمها إلا الله العلي العظيم، فاجتمع الناس حول

سيارتنا المنكوبة، وقام أهل الخير بإخراجنا من بين الحطام والزجاج المتناثر .. ولكن ... ما الذي حدث؟

لقد خرجنا جميعاً سالمين -إلا من بعض الإصابات البسيطة- ما عدا أختي المؤمنة .. أختي الصابرة .. أختي الطيبة.

فقد لفظت أنفاسها الأخيرة تحت الركام.

نعم .. لقد ماتت أختي الحبيبة التي كنا تستهزئ بها، واختارها الله إلى جواره، وإني لأرجو أن تكون في عداد الشهداء الأبرار وأسأل الله -عز وجل- أن يرفع منزلتها ويُعلي مكانتها في جنات النعيم.

أما أنا فقد بكيتُ على نفسي قبل أن أبكي إلى أختي، وانكشف عني الغطاء، فأبصرت حقيقة نفسي وما كنتُ فيه من الغفلة والضياع، وعلمت أن الله -جل وعلا- قد أراد بي خيراً وكتب لي عمراً جديداً، لأبدأ حياة جديدة ملؤها الإيمان والعمل الصالح.

أما أختي الحبيبة فكلما تذكرتها أذرف دموع الحزن والندم، وأتساءل في نفسي: هل سيغفر الله لي؟ فأجد الجواب في كتاب الله -عز وجل- في قوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).

وختاماً أحذّركم -إخواني في الله- من الغفلة، فأفيقوا أيها الغافلون، وخذوا من غيركم العبرة قبل أن تكونوا لغيركم عبرة.

لفتة

فيا غافلاً في غمرة الجهل والهوى ... صريع الأماني عن قريبٍ ستندم

أفقْ قد دنا اليوم الذي ليس بعده ... سوى جنة أو حرَّ نار تضرَّم

وبالسنة الغرّاء كن متمسكاً ... هي العُروة الوُثقى التي ليس تُفصم

تمسّك بها مَسك البخيل بماله ... وعُضَّ عليها بالنَّواجذ تسلم

من مكتبة صيد الفوائد

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[20 - 09 - 2010, 09:49 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

أفنان .. عادت في وسط زحام تلك الوجوه وفي وسط ضجيج تلك المدرسة وقفت في وحدتي وحدي لا أحد معي .. ها هو جرس الفرصة يقرع لاهثاً .. التلميذات كالفراش يتهافتن إلى الخروج من الفصل .. فضلت نفسي البقاء بالفصل لا شيء يشجّعني على الخروج .. يال اتساع هذه المدرسة!! يال كثرة تلميذاتها!! يال وحدتي بها!! تناولت فطوري لوحدي، كنت قبل ذلك أتناوله مع صديقاتي، لقد تبدل كل شيء منذ انتقلت إلى هذه المدرسة، هذه الوحدة التي حاصرتني تكاد تقذف بي إلى البعيد ولكني سرعان ما قتلت هذا الإحساس بسيف الأمل في هذه المدرسة، هذا هو الشّعور الذي انتابني، وظلّت هذه الآية تتردد على لساني (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) أعطتني أملاً بحياة جديدة في هذه المدرسة، هززت رأسي بالموافقة وبقيت أطلق النظر في تلك المدرسة الثانوية ..

قطع لحظات تفكيري ذلك الجرس الغاضب الهادر كأنّه جرس إنذار بالحرب هكذا تطلق عليه التلميذات هذه التسمية، حملت نفسي لأجلس على ذلك المقعد الخلفي إنّه مقعدي الجديد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير