[خطبة في السعادة الزوجية ضمن الأسرة]
ـ[الخطيب99]ــــــــ[13 - 01 - 2010, 04:32 ص]ـ
خطبة في السعادة الزوجية ضمن الاسرة
إن الذي خلق هذا الإنسان جعل من فطرته (الزوجية) وهي الرغبة في تكون الاسرة قال تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) ثم شاء تعالى أن يجعل في الإنسان شطرين للنفس الواحدة (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها) فالرجل و المرأة من خلق الله وقال صلى الله عليه وسلم (النساء شقائق الرجال). والله سبحانه لا يظلم أحد من خلقه فنقول إن القِوامة (بكسر القاف): هي قيادة الاسرة , لقد زودت المرأة بالرقة و العطف وسرعة الانفعال وتلبية مطالب الطفولة بغير وعي سابق وباستجابة غير إرادية لتلبية حاجة طفلها مهما كانت التضحية و المشقة (صنع الله الذي أتقن كل شيء) وقيل فلان قِوام أهل بيته يعني يقيم شأنهم , وكذلك زود الرجل بالخشونة و الصلابة و بطء الانفعال و الوعي و التفكير قبل الحركة ,وكلها خصائص يحتاج إليها لحماية اسرته و تأمين رزقه وعمله وتأمين أولاده صغاراً وتعليمهم ثم توجيههم و تزويجهم كباراً, وغرس خصال الخير و المحافظة على العبادة وحسن التعامل وغير ذلك. وهذه الخصائص تجعله أقدر على القِوامة وقيادة الاسرة خدمة ً لها ومحافظة عليها ,فالأمر ليس تفضيلاً للرجل على المرأة وإنما هو توزيع اختصاصات, كل واحد يقوم بما هو أقدر عليه وبما يتناسب مع الخصائص التي زوده الله بها ,وهذا لا يعني أن لا يشاور الرجل أحداً فيما يقوم عليه , ولكن حين يتنازل الرجل عن دوره في قيادة الأسرة فإن أول من يشعر بالحرمان و النقص والقلق هي زوجته ذاتها , ولو أخذت هي دور الرجل في الاسرة لأن ذلك مغاير لفطرتها , وسوف ينشأ عن ذلك على الغالب أولاد ممزقون وغير أسوياء, وقد شبه بعضهم السعادة ضمن الاسرة بقرص من العسل, تبنيه نحلتان وكلما زاد الجهد المبذول في صنعه زادت حلاوة الشهد فيه, في إطار من التعقل و التوافق الروحي و الإحساس العاطفي النبيل مع التسامح بين الزوجين, أما قول إن المرأة خلقت من ضلع أعوج والذي يستغله كثير من الأزواج بفهم خاطئ لإثبات استقامتهم وحدهم وقوة شخصيتهم وصفاتهم التي تخولهم أن يكونوا على صواب دائماً, فإن هذا الضلع الأعوج قد شبهوه بترس المحارب. الذي يمسكه بيده اليمنى ليدافع عن نفسه ,فكذلك دور المرأة بصفات العاطفة وسرعة الانفعال تحمي أسرتها و زوجها.
إن ثقة كل واحد منهما بالآخر و حسن الظن به كفيل بحماية الاسرة واستمرارها فكثير ما يهدم البيت لسان لاذع أو طبع حاد يسرع إلى الخصام, ومعظم النار من مستصغر الشرر , على أنه لا يوجد حريق يصعب إطفاؤه عند اشتعاله بفنجان من الماء, ذلك أن أكثر الملامات التي تنتهي إلى الطلاق (وقد زادت نسبتها مؤخراً) تبدأ صغيرة تافهة ثم تتطور حتى يتعذر إصلاحها.
وهاك بعض الوصايا التي تسهم في إقامة بيت سعيد:
? لا تكن صاحب وجهين وجهٍ سمح لطيف مع الأصدقاء ووجه عبوس مقطب مع الزوجة والأبناء – إن أخطأت زوجته صرخ في وجهها, وإن تحرك ابنه ضربه وإن قام طرده – في هذه الحالة يُسر ويفرح الجميع حين يغادر هذا الأب المنزل
? لا تكن كريماً جواداً مع أصدقائك بخيلاً مع اسرتك
? ولا تنسى أن تقدم بعض الهدايا خلال العام لأولادك و زوجك فللهدية مفعول السحر
? إذا أرادت زوجتك التعلم أو التعليم و الدعوة إلى الله فلا تصدها بل قف إلى جوارها و تنازل عن بعض حقوقك واحتسب الأجر عند الله
? قم لصلاة ركعات قبل الفجر وأيقظ أهلك ,تجتمعان على طاعة الله وسنه نبيه عليه الصلاة والسلام
? لا تهن زوجتك ولا تشتمها أو تلعن أباها أو تتهمها في عرضها فإن ذلك سوف يظل راسخاً في عقلها وقلبها طيلة حياتها ويطبع حياتك بالقلق
? كن مستقيماً في حياتك تكن هي كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (عفوا تعف نساؤكم)
? حذارِ أن تمد عينيك على مالها فهو لا يحل لك
? إياك .. إياك أن تثير غيرة زوجتك باستعدادك للزواج من أخرى (ولو مزاحاً) فإنك تطعنها في الصميم و تحول حياتها إلى قلق وشك وظن وربما تصاب بالأمراض كانت في غنىً عنها (أصيبت بها بسبب مزاحك الثقيل)
? هدئ من غضبك حرصاً على صحتك و لا تشاحن , وإذا غضبت فلا تنم قبل أن تصلح ذلك
? أثن على زوجك أو ولدك عندما يستحق ذلك و أظهر الرضا و تبسم لكل فعل حسن كما تغضب لكل أمر شيء
? امتدح بعض أهلها الصالحين فلذلك أثر بالغ في نفسها و من لم يشكر الناس لم يشكر الله
? حذارِ من العلاقات المشبوهة أو المحرمة فهي تساهم في خراب البيوت
? وازن بين حبك لزوجك وأولادك و حبك لوالديك وأهلك و أعط كل واحد حقه
? حافظ على نظافتك و زينتك كما تحب أن يكون غيرك
? أعط لاسرتك قسطاً من الراحة للنفس و القلب من خلال رحلة أو نزهة كلما أتيح لك ذلك
? أحسن لاسرتك يقول صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)
? أنفق و لا تخشى من ذي العرش إقلالا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (أفضل الدينا دينار تنفقه على أهلك) مسلم
? غض الطرف عن بعض أخطائهم من ذا الذي يدعي الكمال
ومن ذا الذي ترجى سجاياه كلها** كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
ليس الغبي بسيدٍ في قومه ... لكن سيد قومه المتغابي
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(لا يفرك (لا يبغض) مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقاً رضيَ منها آخر) رواه مسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
هذه خطبة الجمعة 8/ 1/2010 سمعتها أعجبتني أخذت المسودة من خطيب المسجد استأذنته بنشرها و طبعتها للفائدة
لا تنسونا من صالح دعائكم
¥