[مدرسة الإحياء]
ـ[ابن سلام]ــــــــ[30 - 01 - 2010, 10:53 م]ـ
الانتقال من اسفاف الصناعة الى الابتكار والخلق سمة من سمات مدرسة الاحياء
ما المقصود باسفاف الصناعة؟
الأسلوب الذي استخدمه شعراء مدرسة الاحياء هو الأسلوب البياني العروف في الشعر القديم والبيان بمفهومه القديم هو نفسه بمفهومه الحديث.
هل المقصود بأسلوب البيان هو علم البيان أي الذي يختص بالبلاغة؟
وبارك الله فيكم
ـ[سوسنة القلب]ــــــــ[31 - 01 - 2010, 02:05 ص]ـ
علم البيان
هو: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بتراكيب مختلفة، في وضوح الدلالة على المقصود، بأن تكون دلالة بعضها أجلى من بعض.
وموضوعه: اللفظ العربي من حيث وضوح الدلالة على المعنى المراد.
وغرضه: تحصيل ملكة الإفادة بالدلالة العقلية، وفهم مدلولاتها، ليختار الأوضح منها، مع فصاحة المفردات.
وغايته: الاحتراز من الخطأ في تعيين المعنى المراد بالدلالة الواضحة.
ومباديه: بعضها: عقلية كأقسام الدلالات، والتشبيهات، والعلاقات المجازية، ومراتب الكنايات، وبعضها: وجدانية ذوقية، كوجوه التشبيهات، وأقسام الاستعارات، وكيفية حسنها، ولطفها، وإنما اختاروا في علم البيان وضوح الدلالة، لأن بحثهم لما اقتصر على الدلالة العقلية - أعني التضمنية والالتزامية -، وكانت تلك الدلالات خفية، سيما إذا كان اللزوم بحسب العادات، والطبائع، وبحسب الألف، فوجب التعبير عنهما بلفظ أوضح، مثلا إذا كان المرئي دقيقاً في الغاية، تحتاج الحاسة في إبصارها إلى شعاع قوي، بخلاف المرئي إذا كان جلياً، وكذا الحال في الروية العقلية، أعني الفهم والإدراك.
والحاصل: أن المعتبر في علم البيان دقة المعاني المعتبرة فيها، من الاستعارات، والكنايات، مع وضوح الألفاظ الدالة عليها.
قال في: ((كشاف اصطلاحات الفنون)): علم البيان: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة، في وضوح الدلالة عليه، كذا ذكر الخطيب في: ((التلخيص))، وقد احترز به عن ملكة الاقتدار على إيراد المعنى العادي، عن الترتيب الذي يصير به المعنى معنى الكلام المطابق لمقتضى الحال، بالطرق المذكورة، فإنها ليست من علم البيان، وهذه الفائدة أقوى مما ذكره السيد السند من أن فيما ذكره القوم تنبيهاً على (2/ 130) أن علم البيان ينبغي أن يتأخر عن علم المعاني في الاستعمال، وذلك لأنه يعلم منه هذه الفائدة أيضاً، فإن رعاية مرابت الدلالة في الوضوح، والخفاء على المعنى، ينبغي أن يكون بعد رعاية مطابقته لمقتضى الحال، فإن هذه كالأصل في المقصودية، وتلك فرع، وتتمة لها، وموضعه: اللفظ البليغ، من حيث أنه كيف يستفاد منه المعنى الزائد على أصل المعنى، وإن شئت زيادة التوضيح، فارجع إلى الأطول. انتهى.
قال ابن خلدون في: ((بيان علم البيان)): هذا العلم حادث في الملة بعد علم العربية، واللغة، وهو من العلوم اللسانية، لأنه متعلق بالألفاظ، وما تفيده، ويقصد بها الدلالة عليه من المعاني.
وذلك وأن الأمور التي يقصد المتكلم بها إفادة السامع من كلامه، هي: إما تصور مفردات تسند، ويسند إليها، ويفضي بعضها إلى بعض، والدالة على هذه هي المفردات من الأسماء، والأفعال، والحروف،
وأما تمييز المسندات من المسند إليها، والأزمنة، ويدل عليها بتغير الحركات، وهو الإعراب، وأبنية الكلمات، وهذه كلها هي صناعة النحو، يبقى من الأمور المكتنفة بالواقعات المحتاجة للدلالة أحوال المتخاطبين، أو الفاعلين، وما يقتضيه حال الفعل، وهو محتاج إلى الدلالة عليه، لأنه من تمام الإفادة، وإذا حصلت للمتكلم، فقد بلغ غاية الإفادة في كلامه، وإذا لم يشتمل على شيء منها، فليس من جنس كلام العرب، فإن كلامهم واسع، ولكل مقام عندهم مقال، يختص به بعد كمال الإعراب، والإبانة، ألا ترى أن قولهم: زيد جاءني مغاير لقولهم: جاءني زيد، من قبل أن المتقدم منهما، هو الأهم عند المتكلم.
ومن قال: جاءني زيد، أفاد أن اهتمامه بالمجيء قبل الشخص المسند إليه.
ومن قال زيد جاءني أفاد أن اهتمامه بالشخص قبل المجيء المسند.
¥