يا قَلْبُ صَبْراً جمِيلاً إنه قَدَرٌ
ـ[الخبراني]ــــــــ[15 - 03 - 2010, 03:48 م]ـ
هَلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُبِّ أو رَاقِي =
يَشْفِي عَلِيلاً أخا حُزْنٍ وإيراقِ
قَدْ كان أَبْقَى الهوى مِنْ مُهجَتي رَمَقًا =
حَتَّى جرى البَيْنُ، فاستولى على الباقي
حُزْنٌ بَرَانِي، وأشواقٌ رَعَتْ كبدي =
يا ويحَ نفسي مِنْ حُزْنٍ وأشْوَاقِ
أُكَلِّفُ النَفْسَ صَبْراً وهي جَازِعَةٌ=
والصبرُ في الحُبِّ أعيا كُلَّ مُشتاقِ
يا حبذا نَسَمٌ مِنْ جَوِّهَا عَبِقٌ =
يَسرِي على جَدْوَلٍ بالماءِ رقَّاقِ
بل حَبَّذا دَوْحَةٌ تَدْعُو الهدِيلَ بِها=
عِندَ الصَّبَاحِ قَمَارِيٌ بأطواقِ
مهوى أحبتي، ومَأوَى جِيرتي، وحِمى=
صحبي، وَمَنْبِتُ آدابي وأعراقي
أصبو إليها على بُعْدٍ، ويُعجبني =
أني أعِيشُ بِها في ثَوْبِ إملاقِ
وكيفَ أنسى دياراً قَدْ تَرَكْتُ بِها=
أهلاً كِراماً لَهُمْ وُدِي وإشفاقي
إذا تَذَكَّرْتُ أياماً بِهِم سَلَفَتْ=
تَحَدَّرَتْ بِغُرُوبِ الدمع آماقي
فَيَا بَرِيدَ الصَّبا بَلِّغْ ذَوِي رَحِمِي =
أني مُقيمٌ عَلَى عَهْدي ومِيثاقي
وإن مَرَرْتَ عَلَى صمعور فَاهدِ لَهُ =
مِني تحيةَ نَفسٍ ذاتِ أعلاقِ
وَأَنتَ يا طائراً يبكي على فَنَنٍ =
نفسي فِدَاؤُكَ مِنْ سَاقٍ على سَاقِ
أَذْكَرْتَني مَا مَضى وَالشَمْلُ مُجتَمِعٌ =
بِصمعور والكره لم ينهض على ساقِ
أيامَ أسحبُ أذيال الصِبا مَرِحاً=
فِي فِتْيةٍ لِطَرِيقِ الخير سُبَّاقِ
فَيَالَها ذُكْرَةً! شَبَّ الغَرَامُ بِها=
نَاراً سَرَتْ بَيْنَ أرداني وأَطْوَاقي
عَصْرٌ تَوَلَّى، وأبْقَى فِي الفُؤَادِ هَوى =
يَكَادُ يَشْمَلُ أحشائي بإحراقِ
وَالمرْءُ طَوْعُ الليالي في تَصَرُّفِها=
لا يملكُ الأمرَ مِنْ نُجْحٍ وإخفاقِ
عَلَيَّ شَيْمُ الغَوَادي كلما بَرَقَتْ =
وَمَا عَلَيَّ إذا ضَنَّتْ بِرقْراقِ
فلا يَعِبْني حَسُودٌ أنْ جَرى قَدَرٌ=
فَلَيْسَ لي غَيْرُ ما يقضيهِ خَلَّاقي
أسلمْتُ نفسي لمولًى لا يَخِيبُ لهُ=
راجٍ عَلَى الدَهْرِ، والمولى هُو الواقي
وَهَوَّنَ الخطبَ عِندِي أنني رَجُلٌ =
لاقٍ مِنَ الدهرِ مَا كُلُّ امرِئٍ لاقي
يا قَلْبُ صَبْراً جمِيلاً، إنه قَدَرٌ =
يجري على المرءِ مِنْ أَسْرٍ وإطلاقِ
لابُدَّ لِلضيقِ بَعْدَ اليأسِ مِنْ فَرَجٍ =
وَكُلُّ داجِيَةٍ يوماً لإشراقِ
محمود سامي البارودي
ـ[المهتم]ــــــــ[15 - 03 - 2010, 06:03 م]ـ
أحسنت الإختيار بارك الله فيك -أخي-، في صدر البيت السابع
عبارة: مهوى أحبتي، تحتاج إلى تعديل بسيط حتى تتناغم
مع موسيقى بحر البسيط ...
ولك كل الشكر والتقدير!!
هَلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُبِّ أو رَاقِي =
يَشْفِي عَلِيلاً أخا حُزْنٍ وإيراقِ
قَدْ كان أَبْقَى الهوى مِنْ مُهجَتي رَمَقًا =
حَتَّى جرى البَيْنُ، فاستولى على الباقي
حُزْنٌ بَرَانِي، وأشواقٌ رَعَتْ كبدي =
يا ويحَ نفسي مِنْ حُزْنٍ وأشْوَاقِ
أُكَلِّفُ النَفْسَ صَبْراً وهي جَازِعَةٌ=
والصبرُ في الحُبِّ أعيا كُلَّ مُشتاقِ
يا حبذا نَسَمٌ مِنْ جَوِّهَا عَبِقٌ =
يَسرِي على جَدْوَلٍ بالماءِ رقَّاقِ
بل حَبَّذا دَوْحَةٌ تَدْعُو الهدِيلَ بِها=
عِندَ الصَّبَاحِ قَمَارِيٌ بأطواقِ
مهوى أحبتي، ومَأوَى جِيرتي، وحِمى=
صحبي، وَمَنْبِتُ آدابي وأعراقي
أصبو إليها على بُعْدٍ، ويُعجبني =
أني أعِيشُ بِها في ثَوْبِ إملاقِ
وكيفَ أنسى دياراً قَدْ تَرَكْتُ بِها=
أهلاً كِراماً لَهُمْ وُدِي وإشفاقي
إذا تَذَكَّرْتُ أياماً بِهِم سَلَفَتْ=
تَحَدَّرَتْ بِغُرُوبِ الدمع آماقي
فَيَا بَرِيدَ الصَّبا بَلِّغْ ذَوِي رَحِمِي =
أني مُقيمٌ عَلَى عَهْدي ومِيثاقي
وإن مَرَرْتَ عَلَى صمعور فَاهدِ لَهُ =
مِني تحيةَ نَفسٍ ذاتِ أعلاقِ
وَأَنتَ يا طائراً يبكي على فَنَنٍ =
نفسي فِدَاؤُكَ مِنْ سَاقٍ على سَاقِ
أَذْكَرْتَني مَا مَضى وَالشَمْلُ مُجتَمِعٌ =
بِصمعور والكره لم ينهض على ساقِ
أيامَ أسحبُ أذيال الصِبا مَرِحاً=
فِي فِتْيةٍ لِطَرِيقِ الخير سُبَّاقِ
فَيَالَها ذُكْرَةً! شَبَّ الغَرَامُ بِها=
نَاراً سَرَتْ بَيْنَ أرداني وأَطْوَاقي
عَصْرٌ تَوَلَّى، وأبْقَى فِي الفُؤَادِ هَوى =
يَكَادُ يَشْمَلُ أحشائي بإحراقِ
وَالمرْءُ طَوْعُ الليالي في تَصَرُّفِها=
لا يملكُ الأمرَ مِنْ نُجْحٍ وإخفاقِ
عَلَيَّ شَيْمُ الغَوَادي كلما بَرَقَتْ =
وَمَا عَلَيَّ إذا ضَنَّتْ بِرقْراقِ
فلا يَعِبْني حَسُودٌ أنْ جَرى قَدَرٌ=
فَلَيْسَ لي غَيْرُ ما يقضيهِ خَلَّاقي
أسلمْتُ نفسي لمولًى لا يَخِيبُ لهُ=
راجٍ عَلَى الدَهْرِ، والمولى هُو الواقي
وَهَوَّنَ الخطبَ عِندِي أنني رَجُلٌ =
لاقٍ مِنَ الدهرِ مَا كُلُّ امرِئٍ لاقي
يا قَلْبُ صَبْراً جمِيلاً، إنه قَدَرٌ =
يجري على المرءِ مِنْ أَسْرٍ وإطلاقِ
لابُدَّ لِلضيقِ بَعْدَ اليأسِ مِنْ فَرَجٍ =
وَكُلُّ داجِيَةٍ يوماً لإشراقِ
محمود سامي البارودي
¥