[لقاء مع الشنفرى ج1]
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[11 - 01 - 2010, 09:09 ص]ـ
عرف بقصيدة تعدمن عيون الشعرالعربي سماها مؤرخوالأدب لامية العرب, نسبةإلى حرف الروي الذي بنيت عليه وهواللام, ولماحوته من قيم نبيلة وجمال فني وقد روي عن عمربن الخطاب رضي الله عنه ترغيبه في أن نحفظهاأبناءنا.
وستكون هذ ه القصيدةمحورلقائنا.؛ولعلمنا مسبقًا بظرف الضيف وحرصه على الإسراع فسنحاول الإيجازماوسعنا هذا.
....................... تمهيد
نحن الآن وقوف على ركابنا في دياربني سلامان [جنوب جزيرةالعرب] ننتظرقدوم شاعرنا. وقبيل مقدمه أخذنا جولة فشدنامارأينامن جمال في الطبيعةو من جبال شاهقة ومسالك وعرة أدمت أعقاب رواحلناوهي تسيربينها.
أقبل شاعرناعلى جواده ممتشقًاسيفه شادًاوسطه. نزل فركزرمحه فرأينا رجلاً نحيف الجسم حافي القدمين. لايقربصره على ناحية معينة. فهويجيله في كل اتجاه. يحسر لثامه ثم يتقنع كمن يخشى من أحد متربص به.
............................. عِمْ مساءً أيها الفارس
............................ عِمُوا مساءأيهاالكرام
جلس وهويستحثنا على الإسراع في إنجازوإيجاز هذه اللقاء؛ فهوكمايقول على موعد مع رفيقيه ــ تأبط شرًاوالسليك بن السلكة ـ فهما رفيقا دربه في الصعلكة والإغارة.
................
لقطةبين يدي اللقاء.
بينمانحن نستعد لطرح الأسئلة مرمن أمامنا مجموعة من الظباء على مسافة ـ ليست قريبة مناـ فنظرنا إليه معجبين به. فماكان من ضيفناإلاأن ان انطلق يعدوبسرعة كاد ذهولنامنها أن ينسينا لقاءنا. فامسك بواحد ونحره وأهداه لنا.
بعد أن استوعبنا هذا المشهد دخلنا في اللقاءوكان مدخلنا من خلال هذا البيت الذي استعصى علينا فهم مفرداته ومن ثم لم نفهم مراده منه فقلناله: ضيفناالعزيز.
نريدأن ندخل إلى لقائنا من خلال هذاالبيت. فقد أعيانا مرادك منه بسبب مانرى من وحشية ألفاظه وهوقولك:
وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ
.............................. وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ
الشنفرى: أناهناأخاطب كل من وقع في نفسي أنّه يمن بصحبته علي ,أوأنّه لايكترث بهاولايعطيهاحقها, أوأنّه يرى أن مصاحبته لي خيرمن مصاحبتي له. هذامرادي من البيت أمّامعاني ألفاظه فهي كمايلي:
سِيد: هوالذئب
.عملّس. قوي على السير.
أرقط. نمر.
زهلول. أملس
عرفاء: هي ضبع. ذات عرف أي شعر.
جيأل. الضبع أيضا.
أحسنت
*السائل: قلت أيها الشاعربيتًأ يدل على حسن الخلق في المؤاكلةمع الناس. وهوقولك:
........... وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكنُ
........................ بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَومِ أَعجَلُ
هذامابدالنامنه من معنى فهل من زيادةعلى هذا؟
*الشنفرى: نعم لدي زيادة على هذا المعنى. فهذاالبيت فيه دفع لمذمة رماناالناس بهامتوهمين أننا ــ أعني الصعاليك ــ أنّ إغارتناونهبناوسلبنالم تكن إلالأننا نريدالأكل والشبع. وهذاليس مرادنا, وقدأوضحت ببيت من هذه القصيدة. أني لا أعبأبالجوع
*السائل: وماهو؟
*الشنفرى هوقولي:
............... أَديمُ مِطالَ الجوعِ حَتّى أُميتَهُ
....................................... وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكرَ صَفحاً فَأَذهَلُ
أي أنّ الجوع إذاألمّ بي فإني لاألبي حاجته ساعة وروده بل أماطله حتى يمل من
مطالبتي في الأكل, وبعدهذا [أ ُذهل] أي أنسى الجوع.
السائل قلت أيها الشاعرفي ثنايا استعراضك لشيء من خلقك:
.................... ولا جُبأٍ أكهى مربٍّ بعرسه
....................................... يطالعها في شأنه كيف يفعلُ
فهلاعرّفتنامرادك من هذا البيت.
الشنفرى: يهزرأسه وهويقول: هجْرُكم لغة آبائكم جعلكم تسألون مثل هذا السؤال.
السائل: عفوًاضيفنا الكريم؛ فلسناوحدناالذين أعياهم فهم هذاالبيت أوعابوه عليك فعلماءالبلاغة يستشهدون به على الضعف البلاغي بسبب وحشيةألفاظه.
الشنفرى: تتغيرملامح وجهه ويبدوالغضب عليه وكأنما تقدح عيناه شررًا.
..................... المجلس يخيم عليه السكون. قليلاً.!!!
ومن انجلاء السكون سيكون الجزأالثاني إن شاء الله
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[11 - 01 - 2010, 02:18 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: المستعين بربه
جزاك الله خيرا .... حوارأدبي جميل ولقاء شيّق .... نتمنى أن يكون أسلوب السرد
والشرح بمدارسنا بهذه الطريقة الممتعة .... ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
بارك الله في علمكم .... وجعله في موازين حسناتكم ..... اللهم آمين