[أجمل الحكم.]
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 02 - 2010, 11:12 م]ـ
قيل لقس بن ساعدة: ما أفضل المعرفة؟ قال معرفة الرجل نفسه؛ قيل له: فما أفضل العلم؟ قال: وقوف المرء عند علمه؛ قيل له: فما أفضل المروءة؟ قال: استبقاء الرجل ماء وجهه.
وقال الحسن: التقدير نصف الكسب، والتؤدة نصف العقل، وحسن طلب الحاجة نصف العلم.
وقالوا: لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، ولا غنى كرضا عن الله، وأحق ما صبر عليه ما ليس إلى تغييره سبيل.
وقالوا: أفضل البر الرحمة، ورأس المودة الاسترسال، ورأس العقوق مكاتمة الأدنين، ورأس العقل الإصابة بالظن.
وقالوا: التفكر نور، والغفلة ظلمة، والجهالة ضلالة، والعلم حياة، والأول سابق، والآخر لاحق، والسعيد من وعظ بغيره.
حدث أبو حاتم قال: حدثني أبو عبيدة قال:
حدثني غير واحد من هوازن من أولي العلم، وبعضهم قد أدرك أبوه الجاهلية " أو جده "،
قالوا: اجتمع عامر بن الظرب العدواني، وحممة بن رافع الدوسي - ويزعم النساب أن ليلى بنت الظرب أم دوس، وزينب بنت الظرب أم ثقيف " وهو قيسي " - عند ملك من ملوك حمير، فقال: تساء لا حتى أسمع ما تقولان. فقال عامر لحممة: أين تحب أن تكون أياديك؟
قال: عند ذي الرثية العديم، وعند ذي الخلة الكريم، والمعسر الغريم، والمستضعف الهضيم.
قال: من أحق الناس بالمقت؟ قال: الفقير المختال، والضعيف الصوال، والعيي القوال،
قال: فمن أحق الناس بالمنع؟
قال: الحريص الكاند، والمستميد الحاسد، والملحف الواجد.
قال: فمن أجدر الناس بالصنيعة؟
قال: من إذا أعطى شكر، وإذا منع عذر، وإذا مطل صبر، وإذا قدم العهد ذكر
قال: من أكرم الناس عشرة؟
قال: من إذا قرب منح، " وإذا بعد مدح "، وإذا ظلم صفح، وإذا ضويق سمح
قال: من ألأم الناس؟
قال: من إذا سأل خضع، وإذا سئل منع، وإذا ملك كنع، ظاهره جشع، وباطنه طبع.
قال: فمن أحلم الناس؟
قال: من عفا إذا قدر، وأجمل إذا انتصر، ولم تطغه عزة الظفر.
قال: فمن أحزم الناس؟
قال: من لا أخذ رقاب الأمور بيديه، وجعل العواقب نصب عينيه، ونبذ التهيب دبر أذنيه.
قال: فمن أخرق الناس؟
قال: من ركب الخطار، واعتسف العثار، وأسرع في البدار قبل الاقتدار.
قال: من أجود الناس؟
قال: من بذل المجهود، ولم يأس على المعهود.
قال: من أبلغ الناس؟
قال: من جلى المعنى المزيز باللفظ الوجيز، وطبق المفصل قبل التحزيز.
قال: من أنعم الناس عيشا؟
قال: من تحلى بالعفاف، ورضي بالكفاف، وتجاوز ما يخاف إلى مالا يخاف.
قال: فمن أشقى الناس؟
قال: من حسد على النعم، وسخط على القسم، واستشعر الندم، على فوت ما لم يحتم.
قال: من أغنى الناس؟
قال: من آستشعر الياس، وأظهر التجمل للناس، واستكثر قليل النعم، ولم يسخط على القسم. قال: فمن أحكم الناس؟
قال: من صمت فادكر، ونظر فاعتبر، ووعظ فازدجر.
قال: من أجهل الناس؟
قال: من رأى الخرق مغنما، والتجاوز مغرما.
وقال أبو عبيدة: الخلة: الحاجة، والخلة: الصداقة. والكاند: الذي يكفر النعمة، والكنود: الكفور، والمستميد: مثل المستمير، وهو المستعطي. ومنه اشتقاق المائدة. لأنها تماد. وكنع: تقبض؟ يقال منه: تكنع جلده، إذا تقبض. يريد أنه ممسك بخيل. والجشع: أسوأ الحرص. والطبع " الدنس. والاعتساف: ركوب الطريق على غير هداية، وركوب الأمر على غير معرفة. والمزيز: من قولهم: هذا أمز من هذا، أي أفضل منه وأزيد. والمطبق من السيوف: الذي يصيب المفاصل لا يجاوزها.
وقال عمرو بن العاص: ثلاث لا أناة فيهن: المبادرة بالعمل الصالح، ودفن الميت، وتزويج الكفء. وقالوا: ثلاثة لا يندم على ما سلف إليهم: الله عز وجل فيما عمل له، والمولى الشكور فيما أسدى إليه، والأرض الكريمة فيما بذر فيها.
وقالوا: ثلاثة لا بقاء لها: ظل الغمام، وصحبة الأشرار، والثناء الكاذب.
وقالوا: ثلاثة لا تكون إلا في ثلاثة: الغنى في النفس، والشرف في التواضع، والكرم في التقوى.
وقالوا: ثلاثة لا تعرف إلا عند ثلاثة ذو البأس لا يعرف إلا عند اللقاء، وذو الأمانة لا يعرف إلا عند الأخذ والعطاء. والإخوان لا يعرفون إلا عند النوائب.
وقالوا: من طلب ثلاثة لم يسلم من ثلاثة: من طلب المال بالكيمياء لم يسلم من الإفلاس، ومن طلب الدين بالفلسفة لم يسلم من الزندقة، ومن طلب الفقه بغرائب الحديث لم يسلم من الكذب.
¥