تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[النبات في الشعر العربي]

ـ[السراج]ــــــــ[16 - 03 - 2010, 06:13 م]ـ

كانت للبيئة ولا تزال رافداً مهماً لبوح الشعراء وملهماً كلماتهم أو مُنطلقاً لتشبيهاتهم واستعاراتهم ونماذجَ لجمال القصائد التي تحويها. ومنذُ الشعر الجاهلي الذي وصل إلينا إلى الشعر الحديث كان نصيبُ ذكر النبات في الشعر العربي وفيراً، ففي حين استأثرت قصائد الشعر الجاهلي ببعض النباتات التي عبّرت عن البيئة التي عاشها هؤلاء الشعراء.

وفي هذه النافذة محاولة لجمع بعض هذا الشتيت تسهيلاً لمن يبحث عن مثل تلك الأبيات، واستكمالاً لذائقة الجمال في الأدب.

وقد كانت هناك بعض المراجع التي رجعنا إليها بالإضافة إلى الشبكة. لكن المرجع الرئيس هو كتاب (نباتات في الشعر العربي، للدكتور حسن مصطفى حسن)

(الخزامى)

يرى ابن الرومي أن أجمل الساعات التي تفوح فيها ريح الخزامى منطلقة عبقة هي تلك الساعات التي يصيبه فيها ندى الصباح الباكر عند ساعات السحر وتمضي بريحه الطيب نسائم الفجر:

وأنفاسٌ كأنفاس الخزامى **** قبيل الصبح بلّتها السماء

تنفّس نشرها سحرا فجاءت **** به سحريّة المسرى رُفاء

ويقول محمد بن عبدالملك يصف القلم:

إذا استعجلته الكفّ أمطر حاله **** بلا صوتِ إرعادٍ ولا ضوء بارقِ

كأن اللآلي والزبرجد نطقُهُ **** ونور الخزامى في بطون الحدائقِ

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 03 - 2010, 12:50 ص]ـ

ويقول معروف الرصافي:

يا قومنا أنتم كغارس كرمة ........ وسواه منها قاطف العُنقود

نافذة جميلة حقاً أخي السراج ..

بوركت ووفقت.

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[17 - 03 - 2010, 01:48 ص]ـ

يقول عبد الرحمن الداخل _صقر قريش_:

تبدت لنا وسط الرصافة نخلة ... تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل

فقلت شبيهي في التغرب والنوى ... وطول التنائي عن بني وعن أهلي

نشأت بأرض أنت فيها غريبة ... فمثلك في الاقصاء والمنتأى مثلي

ـ[السراج]ــــــــ[17 - 03 - 2010, 06:23 ص]ـ

شكراً على حضورك المميز عز الدين ...

أتيتَ بمثال على (الكرمة) ..

ـ[السراج]ــــــــ[17 - 03 - 2010, 06:26 ص]ـ

وكذلك أنت يا معاذ ..

أدرجتَ مثالاً على (النخلة) ..

فشكراً على حضورك الكريم ..

ـ[السراج]ــــــــ[17 - 03 - 2010, 06:37 ص]ـ

(البان)

يخاطب المتنبي الغزالة البرية يشكو لها حاله مع شبيهتها من الأنس! تلك التي في لحاظها وقامتها كأنها البان لينا وطراوة:

أظبية الوحشِ لولا ظبية الإنسِ **** لما غدوتُ بجدٍّ في الهوى تعسِ

صريعُ مُقلتها، سآل دمنتها **** قتيلُ تكسير ذاك الجفن واللّعس

خريدة لو رأتها الشمس ما طلعتْ **** ولو رآها قضيب البان لم يَمِسِ

ويبدعُ الشاعر العبقري في أبيات من عيون الشعر وجمالها وطالما استشهد بها في معترك البلاغة:

بجسمي من برتهُ فلو أصارتْ **** وشاحي ثَقْبَ لؤلؤة لجالا!

ولولا أنني في غير نومٍ **** لكنتُ أظننّي مني خيالا!

بدتْ قمراً، ومالتْ غُصن بان **** وفاحتْ عنبراً، ورنتْ غزالا

ويختصر أبو تمام عنفوان الشباب وعظمته فيمن يتغزل بها؛ فكأنها أغصان البانة ذات اللون الأبيض يهتزّ مع الريح عند الأصيل، عنيفة في إيقاعها، ذليل من توقعه:

بيضاء يصرعها الصبا عبثَ الصَّبا **** أُصُلا بخّود البانة الأملودِ

وحشيةٌ ترمي القلوب إذا اغتدتْ **** وسنى من تصطاد غير الصِّيدِ

لاحزم عند مجرّب فيها ولا **** جبّار قومٍ عندها بعنيدِ

وشاعر العصر الحديث محمد مهدي الجواهري في رسالة إلى اليمن:

من موطن الثلج زحافا الى عدن **** تسري بي الريح في مهر بلا رسن ِ

كاسي على صهوة منه يصفقها **** ما قيّض الله لي من خلقه الحسن

من موطن الثلج من خضر العيون به **** لموطن السحر، من سمراء ذي يزن

من كل ملتفة الكشحين ناعمة **** ميادة مثل غصن البانة اللدن

يا للتصابي اما ينفك يجذبني **** على الثمانين جذب النوق بالعطن

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[18 - 03 - 2010, 04:59 م]ـ

قال أبو تمام

فى وصف الربيع

رقتْ حواشي الدهرُ فهيَ تمرمرُ **وغَدَا الثَّرَى في حَلْيِهِ يَتكسَّرُ

نَزلَتْ مُقَدمَة ُ المَصِيفِ حَمِيدة ً **ويدُ الشتاءِ جديدة ُ لا تكفرُ

لولا الذي غرسَ الشتاءُ بكفهِ **لاَقَى المَصِيفُ هَشَائِماً لاتُثْمِرُ

كمْ ليلة ٍ آسى البلادَ بنفسهِ **فيها ويَوْمٍ وَبْلُهُ مُثْعَنْجِرُ

مَطَرٌ يَذُوبُ الصَّحْوُ منه وبَعْدَه **صَحْوٌ يَكادُ مِنَ الغَضَارة يُمْطِرُ

غَيْثَانِ فالأَنْوَاءُ غَيْثٌ ظاهِرٌ **لكَ وجههُ والصحوُ غيثٌ مضمرٌ

وندى ً إذا ادهنتْ بهِ لممُ الثرى **خِلْتَ السحابَ أتاهُ وهو مُعَذرُ

أربيعنا في تسعَ عشرة َ حجة **حَقّاً لَهِنَّكَ لَلرَّبيعُ الأزْهَرُ

ً

ما كانتِ الأيامُ تسلبُ بهجة ً**لو أنَّ حسنَ الروضِ كانَ يعمرُ

أولا ترى الأشياءَ إنْ هيَ غيرتْ **سَمُجتْ وحُسْنُ الأرْضِ حِينَ تُغَيَّرُ

يا صاحِبَيَّ تَقصَّيا نَظرَيْكُمَا **تريا وجوهَ الأرضِ كيفَ تصورُ

تريا نهاراً مشمساً قد شابهُ **زهرُ الربا فكأنما هو مقمرُ

دنيا معاشٌ للورى حتى إذا **حل الربيعُ فإنما هيَ منظرُ

أضحتْ تصوغُ بطونها لظهورها **نَوْراً تكادُ له القُلوبُ تُنَورُ

مِن كل زَاهِرَة ٍ تَرقْرَقُ بالنَّدَى **فكأنها عينٌ عليهِ تحدرُ

تبدو ويحجبها الجميم كأنها**عذراء تبدو تارة وتخفر

حتى غدت وهداتها ونجادها **فئتين في خلع الربيع تبختر

مصفرة ,محمرة فكأنها **عصب تيمن في الوغا وتمضر

من فاقع غض النبات كأنه **در يشقق قبل ثم يزعفر

أو ساطع في حمرة فكأن ما**يدنو إليه من الهواء معصفر

صنع الذي لولا بدائع صنعه **ماعاد أصفر بعد إذ هو أخضر

خلق أطل من الربيع كأنه** خلق الإمام وهديه المتيسر

في الارض من عدل الإمام وجوده**ومن النبات الغض سرج تزهر

تنسى الرياض وما يروض فعله**أبداً على مر الليالي يذكر

إن الخليفة حين يظلم حادث**عين الهدى وله الخلافة محجر

كثرت به حركاتها ولقد ترى**من فترة وكأنها تتفكر

مازلت أعلم أن عقدة أمرها**في كفه مذ خليت تتخير

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير