[محكمة الهوى]
ـ[مُسلم]ــــــــ[08 - 02 - 2010, 01:03 م]ـ
يقول " جميل بثينة ":
وقلتُ لها: اعتللتِ بغيرِ ذنبٍ، = وشرٌّ الناسِ ذو العللِ البخيلُ
ففاتيني إلى حكمٍ منَ اهْلي = وأهلكَ، لا يحيفَ ولا يميلُ
فقالت: أبتغي حَكَماً مِنَ اهلي؟ = ولا يدري بنا الواشي المَحُول
فولّينا الحكومة َ ذا سُجوفٍ، = أخاً دنيا، لهُ طرفٌ كليلُ
فقلنا: ما قضيتَ به رَضينا، = وأنتَ بما قضيتَ بهِ كفيلُ
قضاؤكَ نافذٌ، فاحكُم علينا، = بما ترضى، ورأيكَ لا يفيلُ
وقلتُ له: قتلتُ بغيرِ جرمٍ، = وغبَّ الظلمّ مرتعهُ وبيلُ
فسَلْ هذي: متى تَقضي ديوني، = وهل يَقضِيكَ ذو العِلَلِ المَطول؟
فقالت: إنّ ذا كَذِبٌ وبُطْلٌ، = وشرّ، من خُصومته، طويل
أأقتُلهُ؟ وما لي من سِلاحٍ، = وما بي لو أقاتلهُ، حويلُ
ولم آخُذْ له مالاً، فيُلفَى = له دينٌ عليّ، كما يقولُ
وعند أميرنا حكمٌ وعدلٌ، = ورأيٌ، بعد ذلكمُ، أصيلُ
فقال أميرنا: هاتوا شهوداً، = فقلتُ: شهيدُنا الملِكُ الجليل
فقال: يمينها، وبذاكَ أقضي، = وكلُّ قضائهِ حسنٌ جميلُ
فبتَّتْ حلفة ٍ، ما لي لديها = نقيرٌ، أدّعيهِ، ولا فتيلُ
فقلتُ لها، وقد غلبَ التعزّي: = أما يقضى لنا، يابثنَ، سولُ
فقالت ثمّ زجّت حاجبيها: = أطلتَ ولستَ في شيءٍ تطيلُ
فلا يَجِدَنّكَ الأعداءُ عندي، = فَتَثْكَلَني وإيّاكَ الثَّكُول!
سبحان الله!
بعد كل هذا الذي قاله عن نفسه وما يعانيه من حبه لها، تقول له بكل غضب - وكأن لم يشفع له شيء مما سبق -:" أطلتّ ولستَ في شيء تطيلُ "؟؟
ثم تقول له لخوفها على نفسها:" فلا يَجِدَنّكَ الأعداءُ عندي، فَتَثْكَلَني "، ولما لم يجدِ قالت له:" وإياك الثكول " ....