[قصيدة حافظ إبراهيم لسيدنا عمر بن الخطاب]
ـ[حيدر العراقي]ــــــــ[13 - 01 - 2010, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حافظ إبراهيم
عمر بن الخطاب
حسب القوافي و حسبي حين ألقيها **** أني إلى ساحة الفاروق أهديها
لاهم هب لي بيانا أستعين به **** على قضاء حقوق نام قاضيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيف الحال واهيها
(مقتل عمر)
مولى المغيرة لا جادتك غادية **** من رحمة الله ما جادت غواديها
مزقت منه أديما حشوه همم **** في ذمة الله عاليها و ماضيها
طعنت خاصرة الفاروق منتقما **** من الحنيفة في أعلى مجاليها
فأصبحت دولة الإسلام حائرة **** تشكو الوجيعة لما مات آسيها
مضى و خلّفها كالطود راسخة **** و زان بالعدل و التقوى مغانيها
تنبو المعاول عنها و هي قائمة **** و الهادمون كثير في نواحيها
حتى إذا ما تولاها مهدمها **** صاح الزوال بها فاندك عاليها
واها على دولة بالأمس قد ملأت **** جوانب الشرق رغدا في أياديها
كم ظللتها و حاطتها بأجنحة **** عن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشت قوادمها **** و من صميم التقى ريشت خوافيها
و الله ما غالها قدما و كاد لها **** و اجتث دوحتها إلا مواليها
لو أنها في صميم العرب ما بقيت **** لما نعاها على الأيام ناعيها
ياليتهم سمعوا ما قاله عمر **** و الروح قد بلغت منه تراقيها
لا تكثروا من مواليكم فإن لهم **** مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها
(إسلام عمر)
رأيت في الدين آراء موفقة **** فأنزل الله قرآنا يزكيها
و كنت أول من قرت بصحبته **** عين الحنيفة و اجتازت أمانيها
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنا من أعاديها
خرجت تبغي أذاها في محمدها **** و للحنيفة جبار يواليها
فلم تكد تسمع الايات بالغة **** حتى انكفأت تناوي من يناويها
سمعت سورة طه من مرتلها **** فزلزلت نية قد كنت تنويها
و قلت فيها مقالا لا يطاوله **** قول المحب الذي قد بات يطريها
و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت **** عن كاهل الدين أثقالا يعانيها
و صاح فيها بلال صيحة خشعت **** لها القلوب ولبت أمر باريها
فأنت في زمن المختار منجدها **** و أنت في زمن الصديق منجيها
كم استراك رسول الله مغتبطا **** بحكمة لك عند الرأي يلفيها
(عمر و بيعة أبي بكر)
و موقف لك بعد المصطفى افترقت **** فيه الصحابة لما غاب هاديها
بايعت فيه أبا بكر فبايعه **** على الخلافة قاصيها و دانيها
و أطفئت فتنة لولاك لاستعرت **** بين القبائل و انسابت أفاعيها
بات النبي مسجا في حظيرته **** و أنت مستعر الاحشاء داميها
تهيم بين عجيج الناس في دهش **** من نبأة قد سرى في الأرض ساريها
تصيح: من قال نفس المصطفى قبضت **** علوت هامته بالسيف أبريها
أنساك حبك طه أنه بشر **** يجري عليه شؤون الكون مجريها
و أنه وارد لابد موردها **** من المنية لا يعفيه ساقيها
نسيت في حق طه آية نزلت **** و قد يذكّر بالايات ناسيها
ذهلت يوما فكانت فتنة عمم **** وثاب رشدك فانجابت دياجيها
فللسقيفة يوم أنت صاحبه **** فيه الخلافة قد شيدت أواسيها
مدت لها الأوس كفا كي تناوله **** فمدت الخزرج الايدي تباريها
و ظن كل فريق أن صاحبهم **** أولى بها و أتى الشحناء آتيها
حتى انبريت لهم فارتد طامعهم **** عنها وآخى أبو بكر أواخيها
(عمر و علي)
و قولة لعلي قالها عمر **** أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها **** إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها
ما كان غير أبى حفص يفوه بها**** أمام فارس عدنان وحاميها
كلاهما في سبيل الحق عزمته **** لا تنثني أو يكون الحق ثانيها
فاذكرهما وترحم كلما ذكروا **** أعاظما ألِّهوا في الكون تأليها
(عمر و جبله بن الايهم)
كم خفت في الله مضعوفا دعاك به **** و كم أخفت قويا ينثني تيها
و في حديث فتى غسان موعظة **** لكل ذي نعرة يأبى تناسيها
فما القوي قويا رغم عزته **** عند الخصومة و الفاروق قاضيها
وما الضعيف ضعيفا بعد حجته **** و إن تخاصم واليها و راعيها
(عمر و أبو سفيان)
و ما أقلت أبا سفيان حين طوى**** عنك الهدية معتزا بمهديها
لم يغن عنه و قد حاسبته حسب **** و لا معاوية بالشام يجبيها
¥