أودعكم .. وهل تطيقُ وداعا أيها الرجلُ؟!
ـ[صالح العمري]ــــــــ[07 - 08 - 2004, 09:54 ص]ـ
تحية محبّة وباقة تقدير لأعضاء الفصيح وجنود الفصحى .. وأستأذنكم في الغياب لمدة شهر أو أكثر لقضاء الإجازة في رحاب أبها والنماص .. سائلا المولى أن يعمر أوقاتنا وأوقاتكم بذكره وشكره وحسن عبادته .. وهذه قصيدة عن أبها .. أهديكموها بعبير أبها الفواح، ونداها العذب، في لفاف من سحابها الزكي ....
أبها. .
======================
ما بدتْ حسناءُ إلاّ كنتِ أبهى من بهاها
أو شدتْ ورقاءُ إلا كنتِ أحلى من غناها
أو سرتْ نفحةُ مسكٍ يملأُ الدنيا شذاها
إلاّ كنتِ زهرَها العطريَّ يزهو في رؤاها
يا دلالاً في سماءِ الحُسْنِ .. في أعلى علاها
وعروساً ذُهلتْ عينُ التصابي من صباها
كلما الفجرُ اغتدى يُحيي الروابي من كراها
وسمعتَ الديكَ بالتسبيحِ يشدو في قُرَاها
أسفرتْ للصبحِ وجهاً يتباهى. . يتباهى
واصطفتْ من سُحبِ الرُّحمى وشاحاً من حياها
و اكتستْ من سُندسٍ خُضرٍ و جرّتْ خُيَلاها
وسقتْ روضَ الروابي، وانتشى عِطْرُ نداها
آيةٌ في الحسن يا أبها. . بلغتِ منتهاها
ترسم السعد و تحيي بسمةً تعلو الشفاها
وتعيد النفس -إن ضاقت- إلى أحلى صفاها
كلما قلّبت طرفي في خميل الحسن تاها
ظمئت عيني لمرآها. . وفي عينّي ماها!!
لكأن البدر يزهو في الدياجي من سناها
وكأن الطيفَ وشيُ الزهر، والمسكَ حصاها
لو ترى عصفورها الساجي تغنّى في ضحاها
أو ترى الزهر المُدلّى يتثنّى في رباها
أو ترى نحل الغوادي برحيقٍ تتلاهى
وخريراً في السواقي و عبيراً في هواها
و فراشاً كالعذارى، و طيورا في سماها
حرك الشدوُ شجاها و سقى بالشهدِ فاها
إيه يا جنات أرضي يا ربيعاً في ذراها
وقفت غرُّ القوافي جاثياتٍ في فناها
وأتى الشعر ليكسوها المعاني .. فاكتساها
وأغضَّ الطرفَ .. يحني في روابيها الجباها
ولقد خلتك قبل اليوم يا شعري فتاها
مخطيءٌ من ظن أن الشعر يعلي من ثناها
حارت الأوصافُ، والأوزان هامت في حداها
وسمت أبها و حسن الكون في عِطْف رداها
واستحالت أمنياتي زاكياتٍ في مناها ..
=========================
صالح بن علي العمري- الظهران
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[08 - 08 - 2004, 04:46 م]ـ
يبدو الفصيح بكوكبته من النحويين والأدباء وغيرهم أبهى من هريرة، وحينها يصدق الاستفهام الإنكاري من شاعرنا الأستاذ م. صالح أكثر من إنكار الأعشى.
سنفقدكم يا أبا علي، ولك الشكر على هذه الهدية الثمينة.
وفقك الله في حلك وترحالك.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[09 - 08 - 2004, 09:48 ص]ـ
نستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه