تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تحليل قصيدة (أنت دواؤها) لابن زيدون ...]

ـ[رحاب القلب]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 03:54 م]ـ

لقد قمت بتحليل هذه القصيدة ... ولكني أحتاج إلى من يعينني- بعد الله سبحانه- في تصويب الخطأ إن وجدت ... فهل لي من معين ...

مناسبة القصيدة:شرب المعتضد دواء و أحس بخفة و نشاطا، فحياه الشاعر بهذه القصيدة.

القصيدة:

أحمدت عاقبة الدواء ... ونلت عافية الشفاء

وخرجت منه مثل ما ... خرج الحسام من الجلاء

وبقيت للدنيا فأنـ ... ـت دواؤها من كل داء

وورثت أعمار العدى ... وقسمتها في الأولياء

يا خير من ركب الجيا ... د وسار في ظل اللواء

واجتتال يوم لحرب قد000ما واحتبى يوم الحباء

بشراك عقبى صحة ... تجري إلى غير انتهاء

في دولة تبقى بقا000ء الدهر آمنة الفناء

ومسرة يفضي بها 000 زمن كحاشية الرداء

واشرب فقد لذ النسيم 000 ورق سربال الهواء

لنرى بك البهو المطل 000 يميس في حلل البهاء

وبقت مفديا بنا 000 إن نحن جزنا في الفداء 0

معاني الكلمات:

الحسام: السيف.

قدما: التقدم.

واحتبى: جلس ضاماً فخذيه إلى بطنه مستملاً بثوب يلفه حوله.

الحباء: العطاء.

سربال:الثوب أو الدرع أو كل ما يلبس.

البهو: البيت المقدم أمام البيوت، أو الواسع من الأرض.

يميس: يتبختر.

القصيدة من بحر:

مجزوء الكامل

شرح الأبيات:

1 - أحمدت عاقبة الدواء ... ونلت عافية الشفاء

يقول الشاعر أن ذلك الدواء الذي تناولته كان محمودا، لأنك بأخذك إياه قد طابت لك عاقبة هذا الدواء بالصحة والعافية و قد طابت بعدها أيضا عاقبة الشفاء.

ز كأن الشاعر هنا يذكر الحاكم بأن هذه العافية وذلك الشفاء إنما هو نعمة من عند الله عز وجل وذلك يظهر من وله (نلت) و النيل لابد أن يكون من طالب ومطلوب فالطالب هنا هو الحاكم يطلب الشفاء و المطلوب هو الله سبحانه الذي وهب هذا الحاكم الشفاء و الصحة.

2 - وخرجت منه مثل ما ... خرج الحسام من الجلاء

ويقول له الشاعر أنك خرجت من هذا المرض كما يخرج السيف صقيلا بعد الجلاء.

فشبه خروج المعتضد من المرض للعافية كخروج السيف من بعد جلاءه و هو كناية أنه أصبح أحسن مما كان عليه قبل المرض لأن السيف عندما يصقل يصبح أفضل مما كان عليه.

3 - وبقيت للدنيا فأنـ ... ـت دواؤها من كل داء

يخبر الشاعر ويقول أن الدنيا بما فيها من مشاكل و خوف وعدم استقرار فإنها كالداء الذي يسري في الجسد و أنت أيها الحاكم في حكمك و عدلك وحسن تصرفك في الحكم ونشرك الأمن والاستقرار تعتبر كالدواء لتلك المشاكل والخلافات التي كانت في الدولة بحيث توقف العدو عند حده فلا تجعله ينشر الفساد في الدولة (كالجرثومة في جسد الإنسن التي يجب من وجود مضاد يوقف مسيرها و تقدمها) فشبه الحاكم بالدواء والمشاكل التي في الدولة بالداء .. فهو دواء لكل تلك المشاكل التي في الدولة.

4 - وورثت أعمار العدى ... وقسمتها في الأولياء

أي أنك بذلك الشفاء الذي منّ الله به عليك كأن الله وهبك عمراً مديداً يزيد عن عمرك فصمت أمام كل عدو يريد نشر الفساد والشر فأمّته قهرا لأنه لم يتمكن من بلوغ مقصوده .. و كأنك أيضا بعدلك و حكمك وحبك للخير وهبت عمراً مديدا لمن يريد الخير و السلامة وذلك لأنك مكنته من نشر الخير و الأمن فسعد بذلك وشرح صدره فسعدت نفسيته فكأن ذلك زاد من عمره لأنه تمكن من نشر الخير لأنه كما هو معلوم أن الراحة النفسية تكون سببا من أسباب زيادة العمر.

و يحتمل أنه قصد أنه عندما نشر الخير و السلامة و سعى للحصول على الأمن و الاستقرار لوطنه وشعبه يكون قدتمكن من أن يجعل ذكره يدوم بعد موته بالثناء الحسن وهذا يعتبر عمر آخر له.

5 - يا خير من ركب الجيا ... د وسار في ظل اللواء

يمدح الشاعر ويقول يا خير من ركب الخيول وسار قائداً للحروب والمعارك متقدما في الجيش حاملاً للواء و هذا بيان لشدة الشجاعة و القوة التي منحها الله لهذا الحاكم على الإقدام و عدم الخوف من الأعداء حتى أنه يقف في أوائل صفوف الحرب بالقرب من اللواء.

و لكن هنا الشاعر بالغ كثيرا بحيث جعل الحاكم هو خير من ركب الجياد، و لكننا نجد له مبرر في ذلك، ألا وهو شدة إعجابه بالحاكم وبقوته و شجاعته التي جعلته لا يرى من هو أفضل منه في ذلك الزمن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير