[معلقة عنترة بن شداد.]
ـ[سمية التركي]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 11:56 م]ـ
مناسبة قصيدته:
أرجع التبريزي سبب نظم المعلقة كما تذكر المصادر القديمة إلى الظروف التي أعقبت حرية عنترة واعتراف أبيه به. قيل إن واحداً من بني عبس شتمه وعيّره بأمّه وسخر منه لسواد لونه فانبرى عنترة يفتخر ببسالته ويصف فروسيته متحدّياً خصمه الذي قال له: أنا أعظم شاعرية منك.
كما هي عادة الشعراء الجاهليين بدأ عنترة قصيدة بمقدمة غزلية.
حيث الوقوف على الأطلال:
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي .. وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها .. فدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
البوح بما في القلب من عشق:
عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَها .. زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ
وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ .. مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ
ألم البعد, الفزع حين الفراق:
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها .. بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ
إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما .. زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ
ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها .. وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ
وصف جمال المحبوبة:
إذ تستبيكَ بذي غروب واضح .. عذبٍ مقبلهُ لذيذُ المطعم
ثم ذكر طيب رائحة فمها, فشبهها بالمسك تارة,
وكأَنَّ فَارَة َ تاجرٍ بقسيمَة .. سبقتْ عوارضها اليكَ من الفمْ
وبريح روضة تارة أخرى؛ ثم أخذ في وصف الروضة:
أوْ روْضَة ً أُنُفاً تضمَّنَ نبتَها .. غيْثٌ قليلُ الدِّمن ليسَ بمَعْلَمِ
جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ .. فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ
سَحّاً وتسْكاباً فَكلَّ عشيَّة .. يجري عليها الماءُ لم يتصرَّم
وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ .. غَرِداً كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ .. قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ
ثم ينتقل إلى ناقته فيصف قوتها حين يقول:
هل تبلغنى دارها شدنية .. لُعِنتْ بمَحْرُوم الشَّرابِ مُصرَّم
خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ .. تَطِسُ الإِكامَ بِوَخذِ خُفٍّ ميثَمِ
وكأنما تطس الإكام عشية .. بقريبِ بينِ المنْسِمين مُصلَّم
وينتقل إلى الغرض الرئيسي من قصيدته.
فيفخر بنفسه, بفروسيته, بحذقه في هزيمة الفرسان المتدرعين.
إنْ تغدفي دوني القناع فانني .. طبٌّ بأخذ الفارس المستلئم
ويفخر بأخلاقه:
أثني عليَّ بما علِمْتِ فإنني .. سمحٌ مخالقتي إذا لم أظلم
الفخر بالشجاعة وقوة ثأره لمن يظلمه:
وإذا ظُلمْتُ فإنَّ ظُلميَ باسلٌ .. مرٌّ مذَاقَتهُ كَطعم العَلْقم
ويفتخر بشرب الخمر, وكان العرب يفخرون بشربه لأنه من دلائل الجود:
ولقد شربتُ من المدامة بعد ما .. رَكَدَ الهواجرُ بالمشوفِ المُعْلمِ
بزُجاجة ٍ صفْراءَ ذاتِ أسرَّة .. قرنتْ بأزهر في الشمالِ مفدَّم
ويفخر ببسالته في الحرب:
وحليل غانية ٍ تركتُ مجدلاً .. تَمكو فريصتُهُ كشدْقِ الأَعْلَمِ
سبقتْ يدايَ له بعاجل طعنة .. ورشاشِ نافذَة ٍ كلوْن العَنْدَمِ
هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ .. إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي
يُخبرْك من شَهدَ الوقيعَة َ أنني .. أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم
يصف الحرب, والخيل فيها, ويفخر باستنجاد أصحابه به:
يدعون عنترَ والرِّماحُ كأنها .. أشطانُ بئرٍ في لبانِ الأدهم
ما زلتُ أرميهمْ بثغرة ِ نحره .. ولِبانِهِ حتى تَسَرْبلَ بالدّم
فازورّ من وقع القنا بلبانهِ .. وشكا إليّ بعَبْرة ٍ وَتَحَمْحُمِ
لوكانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى .. وَلَكانَ لَو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمي
ما بين شيْظمة ِ وآخر شيْظم .. قيلُ الفوارس ويكَ عنتر أقدم
والخيلُ تقْتَحِمُ الخَبَارَ عوابساً .. ولقد شفى نفسي وأبرأ سُقمها
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 03:39 ص]ـ
بارك الله فيك أخت سمية
ومطلع القصيدة:
هل غادر الشعراء من متردم ... أم هل عرفت الدار بعد توهم
ويبدو أنك سهوت في البيتين الأخيرين فهما
والخيلُ تقْتَحِمُ الخَبَارَ عوابساً .... ما بين شيْظمة ِ وآخر شيْظم
ولقد شفى نفسي وأبرأ سُقمها ... قيلُ الفوارس ويكَ عنتر أقدم
ـ[سمية التركي]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:38 م]ـ
شكرا لك أخي عامر ( ops