تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[العيد في عيون الشعراء]

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 11:01 م]ـ

[العيد في عيون الشعراء]

نقلا عن: عز الدين فرحات - عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية - موقع الإسلام اليوم

شكلت المناسبات الإسلامية مادة خصبة للشعراء منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، وتفاوت إحساسهم به قوة وضعفُا، عبادة وعادة، وأخذ هذا الاهتمام مظاهر عديدة، ومن هذه المناسبات -إن لم يكن من أهمها- مواسم رمضان والحج والعيدين؛ فهي تتكرر كل عام مع اختلاف الظروف والأحداث التي قد تمر بالشاعر خاصة أو تمر بالأمة الإسلامية عامة، وقد تفاعل الشعراء مع الأعياد تفاعلاُ قويًا ظهر في أغراض شعرية منوعة منها:

1 - تحري رؤية الهلال والاستبشار بظهوره:

من ذلك قول ابن الرومي:

ولما انقضى شهر الصيام بفضله ... تجلَّى هلالُ العيدِ من جانبِ الغربِ

كحاجبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمْرِه ... يشيرُ لنا بالرمز للأكْلِ والشُّرْبِ

وقول ابن المعتز:

أهلاً بفِطْرٍ قد أضاء هلالُه **** فالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّرِ

وانظرْ إليه كزورقٍ من فِضَّةٍ ... قد أثقلتْهُ حمولةٌ من عَنْبَرِ

يتبع ....

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 11:02 م]ـ

2 - حقيقة معنى العيد:

وقد يغفل كثير من المسلمين عن المعنى الحقيقي للعيد فيظنوه في لبس الجديد واللهو واللعب فقط، وإن كان ذلك من سمات العيد ولكن هناك أمورًا أخرى ينبه إليها أبو إسحاق الألبيري حول حقيقة معنى العيد؛ فيقول:

ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك ... لا أن تجرَّ به مستكبراً حللك

كم من جديد ثيابٍ دينه خلق ... تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك

ومن مرقع الأطمار ذي ورع ... بكت عليه السما والأرض حين هلك

وهو قول ينم عن عمق معرفة بحقيقة العيد، وكونه طاعة لله وليس مدعاة للغرور والتكبر.

ويستغل الشاعر محمد الأسمر فرصة العيد ليذكر بالخير و الحث على الصدقة فيه تخفيفًا من معاناة الفقراء والمعوزين في يوم العيد؛ فيقول:

هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به ... وبذلك الخير فيه خير ما صنعا

أيامه موسم للبر تزرعه ... وعند ربي يخبي المرء ما زرعا

فتعهدوا الناس فيه: من أضر به ... ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا

وبددوا عن ذوي القربى شجونهم ... دعا الإله لهذا والرسول معا

واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم ... بدراً رآه ظلام الليل فانقشعا

وهذا الشاعر الجمبلاطي يستبشر خيراً بقدوم العيد، ويأمل أن يكون فرصة لمساعدة الفقراء والمكروبين حين يقول:

طاف البشير بنا مذ أقبل العيد ... فالبشر مرتقب والبذل محمود

يا عيد كل فقير هز راحته ... شوقاً وكل غني هزه الجود

وللشاعر يحيى حسن توفيق قصيدة بعنوان (ليلة العيد) يستبشر في مطلعها بقوله:

بشائر العيد تترا غنية الصور ... وطابع البشر يكسو أوجه البشر

وموكب العيد يدنو صاخباً طرباً ... في عين وامقة أو قلب منتظر

ويستمر في وصفه حتى يختمها بقوله:

يا ليلة العيد كم في العيد من عبر ... لمن أراد رشاد العقل والبشر

والعيد ما هو إلا تعبير عن السعادة التي تغمر الصائمين بنعمة الله التي أنعمها عليهم باكتمال صيام الشهر الفضيل يقول محمد بن سعد المشعان:

والعيد أقبل مزهوًا بطلعته ... كأنه فارس في حلة رفلا

والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم ... كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا

فليهنأ الصائم المنهي تعبده ... بمقدم العيد إن الصوم قد كملا

يتبع ....

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 11:02 م]ـ

3 - تهاني الشعراء للملوك بالعيد:

ويلاحظ المتتبع لموضوع العيد في الأدب العربي أن المدائح بمناسبة العيد قد شغلت حيزاً كبيراً من أشعار العيد، وأن بعضها يعتبر من غرر الشعر العربي. ومن هذه القصائد رائية البحتري التي يهنىء بها الخليفة العباسي (المتوكل) بصومه وعيده ويصف فيها خروجه للصلاة:

بالبر صمت وأنت أفضل صائم ... وبسنة الله الرضية تفطر

فانعم بعيد الفطر عيداً إنه ... يوم أغر من الزمان مشهر

وقال المتنبي مهنئًا سيف الدولة عند انسلاخ شهر رمضان:

الصَّوْمُ والفِطْرُ والأعيادُ والعُصُر ... منيرةٌ بكَ حتى الشمسُ والقمرُ

وفي قصيدة أخرى مطلعها:

لكلِّ امرىءٍ من دهره ما تعوّدا ... وعادةُ سيفِ الدولةِ الطَّعْنُ في العِدا

ويهنئ سيف الدولة بالعيد فيقول:

هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده ... وعيد لكل من ضحى وعيدا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير