تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولعل من أهم الدوافع التي تحفز كل غيور على هذا الأدب الملتزم بالثوابت، والقيم، والأخلاق، وعلى دراسة الأدب الإسلامي ونقده: هي تلك التحديات المحمومة التي تناصب الطرح الإسلامي– بشكل عام والأدبي والنقدي منه بشكل خاص – العداء، وبالذات تلك الهجمة الشرسة التي شنت على أدبنا العربي عمومًا، والإسلامي منه بشكل خاص, والتي تمثلت في محاولات التغريب والتغييب المسعورة والحاقدة، التي تولى كبرها شرذمة قليلون ممن ينتسبون لهذه الأمة, والذين راحوا يروجون من وقت لآخر لضرورة إخضاع هذا الأدب المؤدَّب المؤدِّب، لمقاييس المناهج الغربية التي نشأت كردة فعل عنيفة على ظلم الكنيسة وانغلاقها, وتحت ظروف دينية واجتماعية، تتنافى وتتناقض مع طبيعية وسماحة ديننا الإسلامي الحنيف, وقيمنا وتقاليدنا وأعرافنا الاجتماعية النبيلة, والتي هي بدورها نتاج طبيعي للنظرية الإسلامية الشاملة, كما لم يفتأ أولئك الموتورون الحاقدون يدعون إلى تدمير اللغة العربية من خلال المناداة باستخدام اللغة العامية والقطرية, وتكسير اللغة من داخلها، من خلال عدم الالتزام بقواعد النحو والصرف بشكل خاص, في خطوة مشبوهة للانقضاض على الدين الإسلامي نفسه, بعد أن يكونوا قد قوضوا لغته وحصنه المنيع.

إن هذه الهجمة المشبوهة تحاول ما وسعها الجهد أن توجد أدبًا غريبًا, وبلسان عربي غير مبين, ولا شك أن محاولاتها قد أفلحت في إبراز نوع من (الأدب) المسخ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء, أهم سماته ومقوماته؛ الحقد، وتحطيم اللغة العربية الجميلة, والتعدي على كل المقدسات والثوابت الإسلامية والنيل من رموزها، وشخصياتها على مر التاريخ الإسلامي.

وعلى الرغم من شدة الهجمة، وشراستها، إلا أن بزوغ فجر الأدب النظيف، الملتزم، والهادف، قد أخذ في البزوغ، وشمسه بدأت في السطوع وإزالة ما ران على أدبنا العربي الأصيل، من تراكمات ورواسب فكرية زرعها المستشرقون، وأزلامهم, ودسّوها على شباب أمتنا الإسلامية، في ظل ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية معينة، ولقد ظهرت الكثير من الدراسات الجادة، والرسائل العلمية المحكمة، والدواوين، والنماذج الشعرية المضيئة، لمجموعة كبيرة من الشعراء المبرزين، الذين لم يسبق لأحد التعرض لهم بالدراسة والتحقيق، حيث التألق، و الشاعرية، والمضمون، مما يجعلها تستحق الدراسة وتسليط الأضواء، لفتح آفاق جديدة للدارسين، والباحثين كي يقوموا بواجبهم العلمي، والأدبي، والأخلاقي، بتسليط الأضواء على إبداعهم، ودراسته دراسة علمية جادة على مساحة، عالمنا العربي، والإسلامي وجغرافيته الممتدة الشاسعة، والغنية بفنون القول النقي الناصع، ليتناسب ذلك كله مع رحابة وشمولية الرؤية الإسلامية، في توحيد الصف، وجمع الشمل، وتعزيز الروابط التي تجمع بين المسلمين في شتى بقاع الأرض.

وطن الإسلام أرضي

وانتمائي للجموع المؤمنة

وبلادي حدها: شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا مئذنة (4)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير