تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما بعد: فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال , فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدونا، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة، لأن عددهم ليس كعدوهم، ولا عدتنا كعدتهم فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا واعلموا أن عليكم في مسيرتكم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا أن عدونا شر منا فلن يسلط علينا وإن أسأنا، فرب قوم قد سلط عليهم شر منهم كما سلط على بني إسرائيل، لما عملوا بمساخط الله، كفار المجوس) فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً (. واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم. اسأل الله لنا ولكم , وترفق بالمسلمين في مسيرهم ولا تجشمهم مسيراً يتعبهم، ولا تقصر بهم عن منزل يرفق بهم، حتى يبلغوا عدوهم والسفر لم ينقص قوتهم، فإنهم سائرون إلى عدو مقيم حامي الأنفس والكراع (أي: الخيل). وأقم بمن معك في كل جمعة يوماً وليلة، حتى تكون لهم راحة يحيون فيها انفسهم ويرمون أسلحتهم وأمتعتهم، ونح منازلهم عن قرى أهل الصلح والذمة فلا يدخلها من أصحابك إلا من تثق بدينه ولا يرزأ أحداً من أهلها شيئاً، فإن لهم حرمة وذمة ابتليتم بالوفاء بها كما ابتلوا بالصبر عليها فما صبروا لكم فتولوهم جبراً , ولا تستنصروا على أهل الحرب بظلم أهل الصلح , وإذا وطئت أرض العدو فأزك العيون بينك وبينهم ولا يخف عليك أمرهم وليكن عندك من العرب أو أهل الأرض من تطمئن إلى نصحه وصدقه، فإن الكذوب لا ينفعك خبره وإن صدقك في بعضه، والغاش عين عليك وليس عيناً لك، وليكن منك عند دنوك من أرض العدو أن تكثر الطلائع وتبث السرايا بينك وبينهم، فتقطع السرايا إمدادهم ومرافقهم وتتبع الطلائع عوراتهم، وأنتق للطلائع أهل الرأي والبأس من أصحابك، وتخير لهم سوابق الخيل، فإن لقوا عدواً كان أول ما تلقاهم القوة من رأيك، واجعل أمر السرايا إلى أهل الجهاد والصبر على الجلاد ولا تخص بها أحداً بهوى، فيضيع من رأيك وأمرك أكثر مما حابيت به أهل خاصتك، ولا تبعثن طليعة ولا سرية في وجه تتخوف عليها فيه غلبة، أو ضيعة ونكاية فإذا عاينت العدو فاضمم إليك أقاصيك. وطلائعك وسراياك واجمع إليك مكيدتك وقوتك، ثم لا تعاجلهم المناجزة ما لم يستكرهك قتال، حتى تبصر عورة عدوك ومقاتله، وتعرف الأرض كلها كمعرفة أهلها بها، فتصنع بعدوك كصنعه بك، ثم إذك أحراسك على عسكرك، وتيقظ من البيات جهدك، ولا تأت بأسير له عقد إلا ضربت عنقه، لترهب بذلك عدو الله وعدوك والله ولي أمرك ومن معك، وولي النصر لكم على عدوكم والله المستعان.

(ولكننا نحذر من بعض الأخبار التاريخية المكذوبة على الصحابة في هذا الكتاب)

الروابط

الجزء الاول

http://www.esnips.com/doc/832f4281-... العقد-الفريد-01

الجزء الثاني

http://www.esnips.com/doc/d7e14a9a-... العقد-الفريد-02

الجزء الثالث

http://www.esnips.com/doc/7d516d34-... العقد-الفريد-03

الجزء الرابع

http://www.esnips.com/doc/45f05364-... العقد-الفريد-04

الجزء الخامس

http://www.esnips.com/doc/b81362d3-... العقد-الفريد-05

الجزء السادس

http://www.esnips.com/doc/d9397881-... العقد-الفريد-06

الجزء السابع

http://www.esnips.com/doc/cacf28c5-... العقد-الفريد-07

الجزء الثامن

http://www.esnips.com/doc/58a0c9bc-... العقد-الفريد-08

الجزء التاسع

http://www.esnips.com/doc/04c8debc-... العقد-الفريد-09

منقول من:

مجلة الابتسامة ( http://www.alfaseeh.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=56797)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير